رابط موضوع الروايات للأخت جنة عدن..
http://www.cyemen.com/vb/showthread.php?t=44186
موضوع النقاش
http://www.cyemen.com/vb/showthread.php?t=48364
الرواية المناقشة هنا هي (فوضى الحواس)..للكاتبة احلام مستغانمي
بعد طباعة كاملة لكل الكتب المطروحة من قِبل الاخت جنة عدن...قررت بالقعود على سريري و بدئ القراءة لأول كتاب للمناقشة..
بالفعل انهمرت في القراءة لوقت طويل...بدأت القراءة الساعة الحادية عشر و لم اقف عنها إلا في تمام الساعة الواحدة..و كل صفحة قرأتها مرتان لفهم كل تفاصيلها..و في الحقيقة شعرت و كأنني الراوية اعيش دورها في كل عمل قامت به خلال الفصل الأول..!!
في الرواية تبدأ الكاتبة أحلام بكتابة (قصة قصيرة) عن عشيقين و علاقتهما سوياً...المرأة الساذجة الملهوفة بعشيقها...و الرجل إنتقائي الكلمات..(طوعاً..حتماً..قطعاً..دوماً..طبعاً..تماما ً)..الغامض صاحب المعطف الطويل..!!
تعبر الراوية عن مدى إهتمامها بأمر هذا الرجل (الخرافي) الغامض قليل الكلام كثير الصمت..و الذي لم تتمكن من تحريره من معطفه بعد..أو إخراج كلمات أكثر منه في دوره المأخوذ في قصتها..!!
من ثم قررت بأن تواصل كتابة القصة و إعطاء الرجل فرصة للكلام مع عشيقته..بدون تعديلات او مسح لأي شيء كتبته في دفترها لكي تكون الكتابة كتابة لم تتدخل بها و تشكلها بطريقة مشابهة لحياتها.!
فحينما واصلت الكتابة و محاولة إعطاء الرجل فرصة الحديث كان التالي..:
تحاول بعدها الراوية معرفة سبب طرحها لأسم سينما "أولمبيك" فهي لم تسمع بهذا الأسم من قبل..و حينما قامت بالتفتيش في الجرائد المرمية على ارض مكتب زوجها على اسماء السينما في المدينة إكتشفت بأن هناك بالفعل سينما بهذا الأسم...و عندما قامت بمواصلة التفتيش رأت بأن أسم الفيلم المعروض في ذاك الوقت الذي حدده الرجل في القصة يدعي "Dead Poets Society"..و الذي يعني (حلقة الشعراء الذين اختفوا) و له أكثر من شهرو نصف يعرض في نفس القاعة.!.!ذات مطر.. جاء صوته على الهاتف.
وبرغم البرد* بدا وكأنه خلع معطفه وهو يسألها:
- كيف أنتِ؟ أما زال لك ذلك الولاء للمطر؟
ولم تدرِ* أكان لا بدّ أن تستنتج أنّ في أسئلته عودة إلى حبها* أم أن المطر هو الذي عاد به إليها؟
فهي لم تنسَ قوله مرّة "الأسئلة توّرطٌ عشقيّ". تماماً كما تذكر ذلك الموعد الذي جمعهما مرّة في سيارته* بينما كان المطر يهطل بغزارة.
اكتشفت يومها جمال أن يكونا عاشقين* لا عنوان لها سوى مسكن عابر للحبّ* له حميمية سيّارة.. في لحظة ممطرة.
كانت تشعر أنهما أخيراً وحيدان. ومختبئان عن كل الناس. يغطيهما ستار من الأمطار المنزلقة على زجاج النافذة.
يومها كانت تريد أن تقول له أشياء لا تقال إلا في لحظة كتلك.
ولكنه أوقف سيّارته إلى جانب الرصيف. وكأنه يوقف اندفاعها بين جملتين. وقال وهو يشعل سيجارة:
- لا جدوى من الاحتماء بمظلة الكلمات.. فالصمت أمام المطر أجمل.
لم تناقشه في رأية.
اكتفت بوهم امتلاكه* مسجونا هكذا معها في يوم ممطر* داخل سيارة* تتقاسم معه أنفاسه* ورائحة تبغه* وصوت المفاتيح في جيبه* وهو يبحث عن ولّاعة.
تراقبه في دفء تململه البطيء جوارها* وحضوره الهادئ المربك* بمحاذاة أنوثتها* مأخوذة بكلّ تفاصيل رجولته.
لطالما دوّختها تفاصيل الرّجولة* تلك التي لها كبرياء الإيحاء* وذلك الاستفزاز الحميميّ الصامت الذي تشي به ذبذبات لا علاقة لها بالفحولة* تلتقطها الأنوثة.. وتقع في عبوديتها النساء.
بعدها عادت إلى البيت باكتشاف صنع في شتاءاتٍ أخرى حزنها.
فقد أدركت* من فرط سعادتها معه يومها* أنّنا لسنا متساوين أمام المطر. ولذا* عندما يغادرنا الحبّ* ونجد أنفسنا وحيدين في مواجهته* علينا أن نتجاهل نداءه العشقيّ الموجع* واستفزازه السادي لنا* كي لا يزيد من ألمنا* كوننا ندري تماما أنه يصنع* في اللحظة نفسها* سعادة عشّاق آخرين.
أجل.. أحيانا* ليس أكثر ظلما من المطر!
وهي ما زالت تتساءل لأيّة نشرة جوية تراه يعدها.
هل عاد لأنه يريدها؟ أم هل جاء استباقا لرائحة التراب بعد المطر؟
هو الذي لا يحب من الصحو سوى تلك التربة المبللة التي يخلفها الشتاء. فيستنشق رائحتها* بحواس متوهجة* وكأنه يشتمّ أنثاه بعد الحبّ.
ولكنه سألها:
- هل أراك غداً؟ فكرت أنه يكون جميلاً* لو ذهبنا لمشاهدة ذلك الفيلم معاً.. في يوم ممطر.
وقبل أن تسأله عن أيّ فيلم يتحدّث. واصل:
- أتدرين أنّه مازال يعرض في القاعة نفسها منذ شهرين؟ إنها عمر قطيعتنا.
لم تحاول هذه المرّة أن تخترع له أعذارا. سألته فقط:
- أين نلتقي؟ قال:
- في سينما "أولمبيك" قبل عرض الساعة الرابعة. ثم استدرك:
- أو إذا شئتِ.. انتظريني عند مدخل الجامعة. سأمرّ وأخذك من هناك* عند الساعة الثالثة والنّصف هذا أفضل.
وقبل أن يمنحها وقتاً تقول فيه شيئاً* كان قد وضع السماعة مودعا* ليتركها من جديد لأسئلتها.
فهنا تبدأت الراوية في ربط ماتكتبه بما يدور في الواقع...و راحت تفكر إن كانت هي من قام بكتابة هذا الظرف أم "هو" من قام بإختيار ما ستقوم بكتابته..؟
(في هذه اللحظة و حين قراءتي لهذه السطور اقشعر بدني و غمرني إحساس باللهفة لمعرفة المزيد عما سيحدث بين الراوية و هذا الرجل داخل قصتها..
و إستوقفني سطر كتب فيه شيء لفت إنتباهي بشكل غريب..فقد كان موقف قد حصل معي مع شخص ما و هذا ما نبهني بأهمية متابعة قراءة هذه الرواية الغريبة المليئة بالأسرار...
السطر كتب فيه..:
و هنا بدأت انا نفسي اربط بين الرواية و بين حياتي انا شخصياً..فما سبب طرح الاخت العضوة جنة عدن لهذا الموضوع في وقت قد قررت انا بالعودة إلى القراءة المكثفة.؟ و ما سبب إختيارها لهذا الكتاب بالذات الذي يحمل هذا السطر اعلاه..؟أذكر* ذلك الذي كنت أقول له تعلّم أن تقول "إن شاء الله".
و أيضاً ما ادهشني أكثر هو أنني و والدتي كنا نتحدث قبل أن ابدأ بقراءة القصة عن أشياء لا تفسير لها..كـ علاقة أخي محمد بصديقيه الحميمين و اعياد ميلادهم..فأخي محمد عيد ميلاده في شهر أغسطس..صديقه ميلتُن البرتغالي عيد ميلاده في شهر اغسطس..و صديقته ناتلي عيد ميلادها في شهر اغسطس..!!
و سبب وجود عاملة معي تشبه خالتي (أعز خالاتي لي) طبق الأصل..فحين سافرت إلى اليمن حصل بيني و بين خالتي هذه بعض المشاكل التي لم تحل حتى بعد عودتي إلى كندا...حتى بعد أن تحاسبنا و تعاتبنا لم تكُن علاقتي معها كما كانت في السابق..و لكن وجود هذه العاملة معي جعلني اشتاق لها..و حين اخبرتها عن هذه العاملة و كم هي تشبهها في كل شي شعرت و كان كل المشاكل انزاحت فيما بيننا..
و تقول والدتي قد يكون هذا شيء غير مفسر فقط كي اشعر ببعض الشعور بالراحة النفسية..(توهيم نفسي لوجود شخص اعرفه حق المعرفة في مكان مليء بالغرباء).!.!)
و هنا تقرر الراوية بان تذهب لموعد تلك المرأة (العشيقة) لترى إن كان الرجل في مخيلتها أم هو حقاً إنسان خارج قصتها..و بدأت حينها الشعور و كأنها ستبدأ مواصلة كتابة القصة القصيرة و أخذ دور المرأة في قصتها..
و لي عودة للكتابة عن بقية فصول الرواية..
و انا في إنتظار ردود بقية الأعضاء..
Bookmarks