صديقي لك الكلمات تورق فتنةٌ
ويختال كالفجر فيهنّ معنىً هانئ
وتهزُز مفاتنها بنهديّ عبارة
فــ ينهال حسنٌ -يسلب اللب- طارئُ
وألفاظك النّعسا تشعّ كأنها
على شفتيِّ كل سطرٍ لآلئُ
حروفٌ يموج بها الرقيُّ وروعةٌ
هنا لإعجاب الجميع مرافئُ
جمال وإغراء وروح ندية
ومعنى بأحضان العبارة دافئُ
أحدق في تلك اللآلئِ معجباً
فـ كلما عاودت جدَّ حسنٌ ناشئُ
أظلُّ أستقصي المحاسن قد بدت
كمعشوقةٍ لـ عين العشيق تناوئُ
فـ حدّق يستقصي مفاتن جسمها
كما يتقصى أحرف السطر قارئُ
كأني فتىً تاهت سفينة شكره
وغابت وراء الحرف عنه المرافئُ
يفتش عن حلل المعاني مثلما
يفتش عن أهليه في الطيف لاجئُ
فلاحت لعينيه خيالات مبدع
يحث الخطى سطرا وسطرا يباطئ
يُلازمُ من درر الشفاه أنيقها
فـ أدهش عينيَّ الذهول المفاجئ
ورفّ لها من كل مرأى تميزاً
وضج شعورٌ بين جنبيَّ ضامئُ
رنت ليَ في خاطر الصمت فكرةٌ
رنت والوزن في هاجس الشعر هادئُ
وبين حنايا الصدر والعجز حينها
يطاوعني معنىً ومعنىً يناوئُ
وبين غيوم النور تبزغُ غايةٌ
يطالعها فردٌ على النظم طارئُ
رنت والجوى من مقلة القلب ناظرٌ
إلى صفحة النظم للقصيدةِ وامئُ
فحار بيَ الإعجاب واحترت دهشة
وحارت بيَ الكلمات ماذا أُبادئُ
فعاودت أدراج اقتدائي بالذي
يفيض سحرا يقتديه البادئ
وخلت حقاً باليقين مرتلا
هو البردّوني لا كفؤٌ له ومكافئُ
لقد نظمت قدر استطاعي خلف ما
براه شعراً لست من سيكافئُ
وعتّقت في زحمة التقدير أحرفي
يطرزن التعابير الحسان لآلئُ
فتاة شعر تموج بالحسن، ترتمي
عليها العبارات الجياع الظوامئ
جمالٌ وتقدير وروحٌ به اقتدت
وشكرٌ بأحضان القصيدة دافئُ
Bookmarks