على دفترِ في عريش السمرْ .. جمعتُ هواي، وضوءَ القمرْ
ومن همسةٍ في الغيول الصبايا .. ومن لمسةٍ في حنايا الوترْ
ومن كل صدقٍ، ومن كل حقِِ .. ومن كل معنى جليلٍ أغرْ
وأودعتها كل روحي حُداءً .. ولكنها آثرت أن تفِرْ
وأطرقتِ السمع للائمين .. وغافَلَها في الغياب الضجرْ
طيورٌ بأشكالها مولعاتٌ .. وموجٌ إلى شاطئيه استقرْ
فتاةٌ تجيءُ.. فتاةٌ تروحُ .. ولا شيء إلا القضا والقدرْ
جديداً سأرحل مثل الهلال .. ومثل الذبال الذي ما استعرْ
إذا كان خلي له ألف حالٍ .. وليس له في الليالي مقرْ
فما عدت آبهُ أين سيهوي .. ولا أين يوصله المنحدرْ
لسمع التلاحين ليلٌ تلاشى .. وللطهر ما عاد قطعاً أثرْ
هنا تستجيش المنى ما تهاوى .. ويستغفر القلب مما بدرْ
لأني أهنتُ حروفي طويلاً .. وأفنيتها في هُيامٍ غَررْ
وها أنت تمضين دون التياع .. فلا القلبُ حنّ ولا الحزنُ مرْ
مدلهةً.. لا تعي أين تمضي .. تبيعُ النجومَ وتهوى الحُفرْ
خسرتِ فؤادي الذي كان أفْقاً .. وهاهو ذا اليوم أصفى الدررْ
بدونكِ أحلى، وأغلى، وأولى بك اليوم أن تصبحي كالخبرْ
غسلتكِ مني تماماً، تماماً .. كأنكِ ما كنتِ يوماً وطرْ
غسلتكِ يا من تقاصرتِ عني .. وقد كنتُ في مقلتيك البصرْ
غسلتك بالصدق والدمع شفعاً .. وعدت بهياً زهياً أغرْ
وأبصرت دربي وضيئاً مضيئاً .. كأنكِ ما كنت يوما قمرْ
كأن لم تكن "زهرة الزنجبيل" .. غنائي وملهمتي في السحَرْ
وكم حاول القلب أن يستلين .. ولكن قلبكِ مثل الحجرْ
غروبٌ مُناكِ، وضحلٌ هواكِ .. وطلٌّ.. وقد كان حبي مطرْ
بعيداً أريدكِ حيث ارتضيتِ .. وسقياً لعمر الأسى والسهرْ
وداعاً لعينيك وهماً تراءى .. لظني كأن ليس فيها حوَرْ
فلا تستحقين حتى رثائي .. وحوقلةً في شفاه الشجرْ
أنا آخرُ المُدلهمِّين ليلاً .. وأول من يزدهي في البُكَرْ
إذا عاث ريقُ الذئاب بظبيٍ .. نزعت يميني بلا أي شرْ
وكنتُ الذي دائماً في الأعالي .. سديداً مديداًْ عظيمَ الأثرْ
عادل الأحمدي
29 ابريل 2010
Bookmarks