.wysiwyg { BACKGROUND: url(../../mgdess/op_13.gif) #ffffff repeat-x left top; FONT: 11px tahoma* arial* helvetica*verdana; COLOR: #000000 } .wysiwyg A:link { TEXT-DECORATION: none } .wysiwyg_alink { TEXT-DECORATION: none } .wysiwyg A:visited { TEXT-DECORATION: none } .wysiwyg_avisited { TEXT-DECORATION: none } .wysiwyg A:hover { TEXT-DECORATION: none } .wysiwyg A:active { TEXT-DECORATION: none } .wysiwyg_ahover { TEXT-DECORATION: none } P { MARGIN: 0px } .inlineimg { VERTICAL-ALIGN: middle } السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت مقال عجبني عن بنت مصريه زارت حضرموت ورددت وهي مغادره من حضرموت المقوله الشهيره التي دائما نقولها وهي ((بعد المكلا شاق))
أخليكم الان مع الموضوع الذي كتبته...
البداية عندما طلب منى أن أكتب مقالاً أروي فيه مشاهداتي في الفترة القصيرة التي جئت فيها إلى اليمن وخاصة حضرموت وكان هذا في العام الماضي* حيث قررت جامعتي في مصر إرسالي مع عدد من الزملاء والزميلات
للتدرب في اليمن في إطار برنامج التبادل الثقافي بين الجامعات العربية* تاهت منى الكلمات وضاعت من بين قلمي الحروف، لست أدرى من أين أبدأ حديثي، وتمثل أمامي شريط الذكريات جلياً زاخراً بلحظات من أروع ما تكون مرت على وأنا في رحاب مدينتكم مدينة المكلا، التي لم أشعر للحظة فيها بالغربة
وذهلت عندما شاهدت جمالها وروعة الطبيعة فيها ،فكل شيء بالمكلا، وحضرموت بوجه عام ينطق بسحر الطبيعة وحسن خلق الخالق عز وجل ففيها جبل من أجمل جبال الأرض ،فاتن بشموخه ،ساحر بطلته، يلف هذه الأرض الطاهرة العطرة فيحتضن أهلها في رفق وينعمون في ظله بالأمن والسلام
وبحر واسع جميل مليء بالخيرات، سعدت بالنظر إلى أمواجه الفتية والجلوس على رماله الدافئة
وتعجبت كيف يحيا الناس هنا؟ حيث يمتد الجبل في كل مكان، ولكنى أدركت فيما بعد أن الإنسان اليمنى لا تقف في وجهه أي صعاب وأنه يستطيع بذكائه تسخير الطبيعة لخدمته من أجل أن يحيا حياة أفضل
عندما حطت قدمي في مطار المكلا الدولي لمست دفء المعاملة وحسن الاستقبال، سواء من العاملين في المطار أو من الأشخاص المكلفين من قبل جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا بالاهتمام بنا
وأنا أسير في طريقي إلى سكنى في المكلا قرأت على وجوه الناس البساطة، ودهشت من تلك العفوية الرائعة التي جعلتني أشعر أنني بين أهلي في مصر
وأدركت مدى التشابه الكبير بين الشعب اليمنى والشعب المصري في الصفات والأخلاق والطباع
وسحرتني لأول وهلة طله المكلا ليلا، جمال شوارعها وبهاء أسواقها، وغموض بحرها وعظمة جبلها ،وكم سرت ليلا على خور المكلا أتنسم هوائها العليل وأطالع وجوه أهلها السمحة التي تنطق بكل معاني الأخوة والطيبة
وكان من حسن حظي أنى تمكنت من زيارة مدينة سيئون الرائعة بمبانيها البيضاء النقية وقصرها الشامخ، ومدينة شبام التى ذهلت من روعة ناطحات السحاب بها و التي يصل تاريخها لأكتر من خمسمائة عام، ومدينة تريم وجامع المحضار، فمحافظة حضرموت يفوح منها عبق التاريخ، وتزخر بالتراث والحضارة التي تدل على عزة هذا البلد وعظمة شعبه
كانت صديقاتي اليمنيات في السكن طيبات لأقصى درجة ،منهم تعرفت على تاريخ اليمن، ومعالمها الطبيعية، ومحافظاتها، وتراثها ،وثقافتها ، وطباع أهلها وكل شيء عن تلك البلد التي كرمها الله بأن ذكرها في القرآن الكريم، وزاد من معرفتي بتراث هذا البلد أنى حضرت مهرجان البلدة وشاركت في فعالياته فأطلعت عن قرب على تراث محافظة حضرموت وتاريخها
وللأننى طالبة بقسم الإعلام، فقد تشرفت بأن تم تدريبي في إذاعة المكلا، تلك الإذاعة الرائدة في مدينة المكلا ،حيث وجدت اهتمام وعناية من قبل رئيس الإذاعة السابق السيد حسين بازياد الذي أتوجه له بخالص شكري وتقديري ،وتولى تدريبي أساتذة أفاضل تتقدمهم "كروان الإذاعة" الأستاذة أنيسة باخميس ،التي كان لها الفضل في أن علمتني ولأول مرة كيف أتعامل مع ميكرفون الإذاعة بلا خوف ولا رهبة، وأسرتني بجمال وعذوبة صوتها فكنت أنهل من بحر خبراتها ما أريد
كما لاأنسى الأستاذ عوض مبارك بقسم الأخبار بالإذاعة، والذي تعلمت منه كيف أكتب الأخبار والتقارير الإذاعية، ولم يبخل على بأية معلومة أطلبها ،بل كان نعم المعلم الخلوق
كذلك الأستاذ خالد مدرك والأستاذة بديعة وزميلي العزيز مجدى بازياد الذي أتاح لي الفرصة لكتابة هذا المقال، وغيرهم من الأساتذة والمبدعين،وأخص بالذكر أيضا أ.د أحمد عمر بامشموس رئيس جامعة حضر موت للعلوم والتكنولوجيا ، حيث وفر لنا جميع احتياجاتنا وشملنا برعايته، فإليهم جميعا أتوجه بخالص شكري واحترامي وأتمنى لهم دوام الصحة والعافية
وعندما قاربت على الرحيل من المكلا، كنت في قمة الأسى والحزن فقد اعتدت على حياتي هنا، وألفت الناس والوجوه والأماكن، والبحر والجبل والأرض
وكنت أتساءل في نفسي كثيرا عن معنى جملة بعد المكلا شاق التي أجدها مكتوبة في كل شوارع المكلا
فلم أعرف الإجابة إلا وأنا على مشارف المطار ولسان حالي يقول فعلا بعد المكلا شاق
فإلى هذه الأرض، وإلى هذا الشعب ابعث إليكم من مصر خالص حنيني وحبي وأتمنى لكم من قلبي دوام العزة والأمن والسلامة
طالبة مستوى رابع في كلية الإعلام بجامعة حلوان بمصر
Bookmarks