احرج ساعة فى حياة الرسول:
لم يبق مع الرسول صلى الله عليه وسلم غير طلحة بن عبيد الله وسعد بن ابى وقاص فلم يتوان المشركين من انتهاز الفرصة فركزوا على الرسول وطمعوا في القضاء عليه * رماه عتبة بن ابى وقاص بالحجارة فوقع لشقه واصيبت رباعيته
تقدم اليه عبد الله بن شهاب فشجه فى جبهته وجاء عبد الله بن قمئة فضربه على عاتقه ثم ضربه ضربة اخرى فدخلت حلقتان من حلق المغفر فى وجنته
ولقد نجح سعد بن ابى وقاص وطلحة بن عبيد الله فى الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ببسالة فقال الرسول لسعد ارم فداك ابى وامى * وقال على طلحة (من ارحب ان ينظر الى شهيد يمشى على وجه الارض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله )
بداية تجمع الصحابة حول الرسول:
قام الصحابة بعمل سياج حول الرسول صلى الله عليه وسلم باجسادهم وسلاحهم وكان اول من رجع اليه هو ابو بكر الصديق ثم ابو عبيدة بن الجراح ’ إلا أنهم وصلوا إليه وقد لقي ما لقي من جراحات * وخلال لحظات اجتمع حول الرسول عصابة من ابطال المسلمين
<ابو دجانة\مصعب بن عمير\على بن ابى طالب\سهل بن حنيف\مالك بن سنان\ام عمارة نسيبة بنت كعب\قتادة بن النعمان\عمر بن الخطاب\حاطب بن ابى بلتعة\ابو طلحة>
تضاعف ضغط المشركين:
تضاعف عدد المشركين واشتدت حملاتهم حتى سقط الرسول صلى الله عليه وسلم فى حفرة فجحشت ركبته واخذ على بيده واحتضنه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما
البطولات النادرة:
كان ابو طلحة يسور نفسه بين يدى الرسول ويرفع صدره ليقيه من السهام
وقام ابو دجانة امام الرسول فترس عليه بظهره والنبل يقع عليه وهو لايتحرك
وتبع حاطب بن ابى بلتعة عتبة بن ابى وقاص فضربه بالسيف فطرح راسه
وكان سهل بن حنيف من الرماة الابطال وقد قام بدور فعال فى ذود المشركين
وقاتل عبد الرحمن بن عوف حتى اصيب فوه وجرح 20 جرح واصيب فى رجله فعرج
وامتص مالك بن سنان والد ابى سعيد الخدرى الدم من وجنة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى انقاه
وقاتلت ام عمارة فاعترضت لابن قمئة فضربها على عاتقها ضربة تركت جرحا اجوف وبقيت تقاتل حتى اصابها 12 جرحا
وقاتل مصعب بن عمير بضراوة وكان اللواء بيده فقطعت اليد اليمنى فاخذ اللواء باليد اليسرى فقطعت فبرك على اللواء بصدره وعنقه حتى قتل فظن ابن قمئة انه قتل الرسول صلى الله عليه وسلم لان مصعب كان شديد الشبه بالرسول فانصرف ابن قمئة وصاح ان الرسول قد قتل
اشاعة مقتل الرسول واثره على المعركة:
عندما اشيع خبر مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم انهارت معنويات الصحابة ووقع داخل صفوفهم ارتباك شديد وخفت هجمات المشركين لظنهم انهم نجحوا فى قتل الرسول صلى الله عليه وسلم واشتغل الكثير منهم بتمثيل قتلى المسلمين
الرسول يواصل المعركة وينقذ الموقف:
لما قتل مصعب اعطى الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء لعلى بن ابى طالب واستطاع الرسول ان يشق الطريق الى جيشه وكان اول من عرفه كعب بن مالك فبشر المسلمين ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب منه ان يلزم الصمت حتى لايعرف مكانه احد من المشركين ولكن المسلمون سمعوا هذا الصوت فتجمعوا حول الرسول حوالى 30 رجلا من الصحابة
تقدم عثمان بن عبد الله بن المغيرة الى الرسول صلى الله عليه وسلم لمواجهته الا ان الفرس عثرت به فنازله الحارث بن الصمة فضرب على رجله فأقعده
وعطف عبد الله بن جابر احد فرسان مكة على الحارث بن الصمة فضرب بالسيف على عاتقه فجرحه ولكن انقض عليه ابو دجانة فضربه بالسيف فطار راسه * وأثناء هذا القتال المرير كان المسلمون يأخذهم النعاس أمنة من الله كما تحدث عنه القرآن * وبمثل هذه البسالة بلغت هذه الكتيبة فى انسحاب منظم الى شعب الجبل
*** مقتل أبي بن خلف***
- أدرك رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ليقتله وأخذ صلى الله عليه وسلم حربة من الحارث بن الصمة فطعنه ، فلما رجع إلى قريش قال : قتلني والله محمد ، وذكرهم بما قاله له محمد "صلى الله عليه وسلم" بمكة " أنا أقتلك" فمات عدو الله بسرف وهم قافلون به إلى مكة.
*** طلحة ينهض بالنبي"صلى الله عليه وسلم"***
- أراد "صلى الله عليه وسلم" أن يعلو صخرة بالجبل ولم يقدر بسبب الدرعين والجرح الشديد فجلس تحته طلحة بن عبيد الله ونهض به حتى استوى عليها وقال أوجب طلحة ) أي : الجنة.
*** آخر هجوم قام به المشركون***
- بقيادة أبي سفيان وخالد بن الوليد أرادوا أن يعلوا الجبل فقاتلهم عمر بن الخطاب ورهط من المهاجرين فألزموهم على الهبوط من الجبل* كما رماهم سعد بسهمه فقتل منهم ثلاثا فهبطوا ، وظل هذا السهم المبارك مع سعد حتى مات وكانت مع بنيه من بعده.
*** تشويه الشهداء***
- مثلوا بقتلى المسلمين ، وبقرت هند بنت عتبة كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها.
مدى استعداد أبطال المسلمين للقتال حتى نهاية المعركة*
.1:كان كعب بن مالك فيمن رأي التمثيل بجثث المسلمين وشاهد منازلة بين كافر واحد المسلمين وكان الكافر أفضل منه عدة وهيبة فإذا بالمسلم يضرب الكافر ضربة بلغت وركه وتفرق فرقتين وكشف المسلم عن وجهه فإذا هو (أبو دجانة)
.2:جاءت نسوة من المؤمنين الي ساحة المعركة بعد القتال ومنهن (عائشة بنت أبي بكر *وأم سليم) ويملئن القرب على متونها وتفرغها في أفواه القوم وكذلك (ام أيمن)التي كانت تسقي الجرحى فرماها (حبان بن العرقة) بسهم فوقعت وتكشفت فضحك فأمر الرسول (بسعد بن أبي وقاص ) أن يرميه بسهم فسقط وتكشف وضحك النبي حتى بدت نواجذه ثم قال :
( أستقاد لها سعد * أجاب الله دعوته )
*بعد انتهاء الرسول إلى الشعب*
لما استقر رسول الله في مقره بالشعب خرج على بن ابي طالب وملأ درقته ماء فعافا الرسول أن يشربه لما وجد منه ريحا فغسل به وجه الرسول وجاءه محمد بن سلمة بماء عذب فشرب منه وصلى الظهر قاعدا من أثر الجرح وصلى وراءه المسلمون قعودا
شماتة أبي سفيان بعد نهاية المعركة وحديثه مع عمر**
"شرف أبو سفيان على الجبل وقال (أفيكم محمدا فلم يجيبوه بأمر من الرسول ثم عاد وقال :أفيكم ابن ابي قحافة فلم يجيبوه فقال :أفيكم عمر فلم يجيبوه) وقال :أما هؤلاء فقد كفيتموه
فلم يملك عمر إلا أن قال: (يا عدو الله إن الذين ذكرتهم أحياءوقد أبقي الله ما يسوءك)
فقال أبو سفيان : أعل هبُل * فقال النبي ( ألا تجيبوه ) فقالوا ما نقول * قال : (قولوا :الله أعلى وأجل )
ثم قال:لنا العزى ولا عزة لكم * فقال النبي ( ألا تجيبوه ).قالوا ما نقول * قال قولوا:الله مولانا ولا مولى لكم )
ثم قال : أنعمت فعال يوم بيوم بدر والحرب سجال
فأجابه عمر : لاسواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار
ثم قال لعمر :أنشدك الله يا عمر أقتلنا محمدا ....قال عمر :اللهم لا وانه ليستمع لكلامك الآن.....فصدقه
*مواعدة التلاقي في بدر*
.انصرف أبو سفيان ومن معه قائلا :موعدكم بدر العام المقبل * فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه: ( قل : نعم هو بيننا وبينك موعد )
*التثبت من موقف المشركين*
.أخرج الرسول علي بن أبي طالب في أعقابهم ليري إذا كانوا امتطوا الابل وجنبوا الخيل فهم متوجهون إلى مكة ...وإذا امتطوا الخيل وساقوا الابل فهم متهجهون إلى المدينة فسيعزم عى منازلتهم *فوجدهم امتطوا الابل ووجهوا إلى مكة
***تفقد القتلى والجرحى***
- لما فرغ الناس بدؤوا في تفقد القتلى والجرحى وقد وجد زيد بن ثابت سعد بن ربيعة بآخر رمق وعمرو بن ثابت وقزمان ورجل من يهود بني ثعلبة.
***جمع الشهداء ودفنهم ***
- أمر رسول الله "صلى الله عليه وسلم" المسلمين بدفن قتلاهم في مضاجعهم ، وألا يغسلوا ويدفنون بثيابهم دون الحديد والجلود ، ودفن الاثنين والثلاثة في قبر واحد وكان صلى الله عليه وسلم يقول أيهم أكثر أخذ بالقرآن ) فإذا أشروا للرجل قدمه في للحد - و وجد جثمان حنظلة يقطر ماء وسمي غسيل الملائكة .
-ودفن حمزة بن عبد المطلب مع عبد الله بن جحش وكان ابن أخيه ، وبكى رسول صلى الله عليه وسلم على حمزة أشد البكاء.
وقال خباب : إن حمزة لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء إذا جعلت على رأسه قلصت قدميه وإذا جعلت على قدميه قلصت رأسه
***الرسول يثني على ربه عز وجل ويدعوه***
-أمر رسول الله "صلى الله عليه وسلم" المسلمين بالاستواء خلفه وأثنى على ربه عز وجل ودعائه بما شاء من الدعاء.
***الرجوع إلى المدينة ونوادر الحب والتفاني***
- عند رجوعه إلى المدينة أظهرت المؤمنات من الحب والتفاني الصادق ما أظهره المؤمنون في المعركة ، وتجلى هذا الحب والتفاني في رد فعلهن عند سماعهن نعي أزواجهن أو أبنائهن أو أحد أقربائهن .
*** الرسول "صلى الله عليه وسلم" في المدينة***
- يوم السبت السابع من شهر شوال سنة 3هـ وصل رسول الله "صلى الله عليه وسلم" المدينة ، ولما انتهى إلى أهله ناول سيفه فاطمة لتغسله وكذلك فعل علي بن أبي طالب.
***قتلى الفريقين***
- قتلى المسلمين سبعون وهم كالتالي: الأوس 24 ---الخزرج 41 هؤلاء من الأنصار.
- اليهود 1
- المهاجرون 4
- قتلى المشركين: 22 قتيلا وذكر ابن هشام وغيره 37 قتيلا.
*** حالة الطوارئ في المدينة***
- رغم التعب الذي أنهكهم بعد الرجوع من معركة أحد فقد بات المسلمون يحرسون المدينة ويحرسون رسول الله.
*** غزوة حمراء الأسد***
- كما فكر رسول الله "صلى الله عليه وسلم" في القيام بمطاردة الجيش المكي ، قرر هذا الأخير الرجوع لاستئصال المسلمين.
- وأمر النبي "صلى الله عليه وسلم" بالخروج معه من شهد القتال وإستأذنه جابر بن عبد الله في الخروج وأذن له ، وسار الرسول والمسلمون حتى بلغوا حمراء الأسد * وفي الطريق أقبل معبد بن أبي معبد الخزاعي فأسلم ،ثم أمره الرسول "صلى الله عليه وسلم" باللحاق بأبي سفيان فيخذله وذلك ما فعل ، لقد أتى أبا سفيان ووجده عاقدا العزم على العودة لقتال المسلمين ، ولم يكن يعلم بإسلامه وأخبره بأن محمدا قد خرج في أصحابه يطلبكم وحوله جمع كثير.
- وعند سماع هذا انهارت عزائم الجيش المكي وأخذه الخوف وواصل الانسحاب باتجاه مكة .
- ولقي أبو سفيان ركبا من عبد القيس يريد المدينة وطلب منهم إبلاغ محمد أن قريشا قد أجمعت لاستئصال محمد وأصحابه . أبلغ الركب رسول الله "صلى صلى الله عليه وسلم( أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فزادهم إيمانا.)
- أقام رسول الله "صلى الله عليه وسلم" بحمراء الأسد الاثنين والثلاثاء والأربعاء 9و10و11 شوال سنة 3هـ . ورجع إلى المدينة وأخذ قبل رجوعه إلى المدينة أبا عزة الجمحي الذي غدر برسول الله "صلى الله عليه وسلم" وحرض المشركين بشعره ، فأمر بضرب عنقه ، كما حكم بالإعدام في جاسوس من جواسيس مكة وهو معاوية بن المغيرة بن أبي العاص
ومما لا شك فيه أن غزوة حمراء الأسد ليست بغزوة مستقلة وأنما هي جزء من غزوة أحد وتتمة لها
*** القرآن الكريم يتحدث حول موضوع المعركة***
- ذكر القرآن الكريم المراحل المهمة في المعركة ، وذلك في ستين آية من سورة آل عمران تبتدئ بذكر أول مرحلة من مراحل المعركة :"وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم "آل عمران:121
وتترك في نهايتها تعليقاً جامعاً على نتائج هذه المعركة وحكمتها، قال تعإلى: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 179].
*** الحكم والغايات المحمودة في هذه الغزوة***
- فيها من الفوائد والحكم الربانية:
1- تعريف المسلمين سوء عاقبة المعصية.
2- شؤم ارتكاب النهي.
3- من عادة الرسل أن تبتلى وتكون لها العاقبة.
4- لو انتصر المسلمون دائما لدخل في المؤمنين من ليس منهم .- ---
5عرف المسلمون أن لهم عدوا في دورهم (المنافقون).
6- الشهادة من أعلى مراتب الأولياء.
7- أراد الله إهلاك أعدائه فقيض لهم الأسباب التي يستوجبون بها ذلك في كفرهم وبغيهم وطغيانهم في أذى أوليائه.
.
Bookmarks