نثر + شعر بقلم/عمر
رشيقة كالعود الفرنسي طويلة كالنخلة العراقية
تتحرك مثل سمكة ذهبية داخل حوض زجاجي
وتضحك فتنشر في الأرجاء إيقاعات ((بتهوفن))
لها ضفيرة طويلة ...
بما فيه الكفاية لأن تلتف حول عنقي سبع لفات ونصف
صهباء الشعر عسلية العينين
مدورة الثغر ملساء الشفتين
لها خصر نحيل كعنق زجاجة ((الفودكا))
يشبه إلى حد كبير خصر النارجيلة التركية المصنوعة من الفضة
أهداب عينيها مزخرفة كالنقوش المحفورة على جدران مسجد السيدة زينب
لها ساقان كقصب السكر
وجسم رخامي مفصل مثل نافورة أندلسية
في صدرها يلعب أرنبان أبيضان
يحملان في فمهما لؤلؤتان من عنب وردية
تستيقظ بعد طلوع الشمس من بين نهديها المبلل بالندى الصباحي
ثم تتجه إلى شرفة دارها في حينا الشعبي
لتسقي الأزهار بإبريق فخاري مشغول بتقبيل كفها المطلية بالسكر
تقفز وتدور في الشرفة كطفلة فرحة بفستانها الجديد
وهي تغني بصوت أملس كصوت فيروز النقية
أغنيتي المفضلة(( حييتك تنسيت النوم))
فتلتف العصافير حولها وتأكل من الفستق المزوج بحرير أصابعها الشهية
تسقط عند منتصف الليل على شفتي كنجمة من السكر الناعم
وتمشط شعري بأنامل بيضاء ثلجية
*****
لها عينان صافيتان ((كبحيرة البجع))
وشفتان كالتفاح...
كحلوى ((اليس في ارض العجائب))
في مياه إبطيها العذبة تسبح الأسماك
وفي شواطئ نهديها ترسوا ملايين المراكب
من تحت شعرها تتطاير الشهب الملونة ...
والى دفء عينيها تسافر ملايين الكواكب
يناديني عطرها من فناء الحديقة
فاخرج كالمجنون من بيتي
تاركا أحزاني ملقاة على أرضية الغرفة
ومتجاهلا جراحي مبعثرة على رفوف المكاتب
اخرج واترك أوجاعي في الموقد مشتعلة
واركض اركض كالأطفال خلف عطرها المشاغب
احزم كل أشيائي ...
واضع أرضي مع الأشجار في الحقائب
وامشي وراء عطرها أمتطي المجهول
ولا ادري إلى أين...أنا ذاهب
Bookmarks