الحمد لله الذي بلغنا رمضان الحمد لله الذي اعننا على الصيام والقيام الحمد لله الذي جعلنا من عباده المسلمين
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة سيد الأنام خاتم الأنبياء محمد أبن عبد الله وبعد
عندما يخطأ ابنك الصغير وتعقد العزم على معاقبته وتناديه بأعلى صوتك والغضب قد ملأ كيانك ويأتيك ذليلا منكسرا الدمعات تتقاطر من عينيه ويقول لك (( يا بابا توبة خلاص ما أعملها ثاني مرة )) ألا يحن قلبك ألا يزول غضبك بل ربما أخته بين أحضانك تشمه وتقبله بحنان لكن كعادة الأطفال ينسى ما وعد ويعود للخطأ مرة أخرى ويعاد ويتكرر الموقف لكن لو عملها ثالثة فإن ستضربه ولن يؤثر فيك انكساره وبكائه طبعا ليس ضرب انتقام كما يفعله البعض إنما ضرب تأديب هذا وأنت أبوه وهو فلذة كبدك وأقرب الناس لك فهو من لحمك ودمك
لكن دعونا نبحر مع رحمان الدنيا والآخرة و رحيمهما تعالوا نبحر معا ربنا الغفور ربنا التواب وما حدث عنه رسولنا صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم(( يقول إن عبدا أصاب ذنبا فقال يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره فقال له ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب
ويأخذ به فغفر له ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر وربما قال ثم أذنب ذنبا آخر فقال يا رب إني أذنبت ذنبا آخر فاغفره لي
قال ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر وربما قال ثم أذنب ذنبا آخر فقال يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي فقال ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فقال ربه غفرت لعبدي فليعمل ما شاء))
رواه البخاري ومسلم
أرأيتم الفرق بن الرحمن وبين خلقه مهما كنا رحماء لن نصل لرحمة الله فسبحانه من رب رحيم غفور كريم نحاربه بالمعاصي فيجازينا بالتوبة والغفران
أشهد أن لا إله إلا الله أخافه وأرجوهو أدعوه وأستغيث به نحن في آخر ليالي رمضان وأبواب ملك الملوك ليس بيننا وبينها حجاب فل نرفع أكف التضرع له وندعوه ونرجوه ونستغيث به عسى أن يرحمنا في أواخر هذا الشهر الكريم انتهى رمضان وطويت صفحاته وسجلت أعمالنا فمنا مجتهد سعيد ومنا غافل مسكين فل نستغل ما بقي من ساعات معدودة ولن نحاول أن نعوض ما فات ولن نجتهد عسى أن نرحم معم من رحم
تحياتي لك
Bookmarks