مهما أختلفت أنواع الكائنات يبقى الزواج العادة الاجتماعية الاولى في المجتمعات الحية ، و يبقى الذكر هو المتكلف الرئيسي لتكاليفه ومصاعبه، و مع أن المهر أحيانا يكلفه الكثير لدرجة فقدان حياته، الا أننا ما زلنا دائما لا نتعلم من أخطائنا كذكور ولازلنا نبحث عن الزواج بالاناث!!!
مثل نساء البشر لاتوجد أبدا أنثى سهلة المنال ، فعلى الذكر دائما أن يجذب الانثى اليه، و لا يعرف الزواج التقليدي عند الحيوان الا عند السعدان ((نوع من القرود ذوات الذيل)) حيث على القرد أن يختار وحدة من جماعته وأن يباركها قائد المجموعة ((زواج أقارب ومعاريف يعني ))، وغالبا ما تكون قردة هادئة ((يمكن عشان تحترم أمه وما يتاصيحوش على المطبخ)).
فيما عدا ذلك ، يجب على الذكر جذب الانثى ((بالعدني تجليسها)) دون مساعدة أحد، وكما يجري في الجامعة يبدأ كل ذكر في أستعراض مميزاته أمام "الليدة" .
بالنسبة للطاووس فإن عملية التجليس تكون بنفش الريش الجميل الملون،حيث أننا ما نراه من ريش ملون وجميل مستخدم في الزينة هو أصلا ريش الذكر وليس الانثى ، وتختار الانثى صاحب الريش الاجمل ليكون زوج المستقبل، بينما تتعدى المسألة عند الايل الى التصارع بالقرون ليحظى المنتصر بالانثى ولربما يموت الايل المنهزم ثمنا للمنافسة، ويجري نفس الحال عند ذكور الزراف الذين يستخدمون الرقاب الطويلة للصراع من أجل الانثى و ليس من اجل الاكل من الحشائش((في واحدة من اكبر اللطمات للاخ داروين صاحب نظرية التطور)).
أما القنفذ فهو كائن حبيٌب و مجلِس كبير ((زي عيال الشيخ عثمان)) ،فهو يختار الانثى الجميلة من بين جميع "القنفذات" و يبدأ بالدوران عليها و من ثم يبدأ الاثنين بالرقص ويجروا عدة ساعات قبل أن يتموا عملية التزاوج ((يا ولد يا ابو شوك أنت يا حبيب))، ويتكرر الامر الرومانسي عند العقارب عندما يواعد الذكر الانثى بالتلامس عن طريق الارجل قبل أن يبدأوا رقصة الزواج ((بالتأكيد الرقصة مش الليوة ولا البرع)).
ولكن بعض الذكور كالرجال تماما من يدفع حياته ثمن لليلة حب واحدة، فذكر النحل يفقد حياته عندما ينفصل عضوه التناسلي مع جزء من أحشائه داخل رحم ملكة النحل أثناء عملية التزاوج و هي التي أغرته بالعطر الملكي و الروائح المثيرة (( بخور عرايسي )) ليموت بعد ذلك بلا أي أسف عليه، ويتكرر الامر مع أنثى فرس النبي التي تتناول رأس زوجها أثناء عملية الزواج و يبقى الجسد قادرا على أكمال العملية بلا رأس، وأما أنثى العنكبوت المسمى الارملة السوداء فهي تأكل الذكر عند انتهاء الزواج لشعورها بالجوع نتيجة التزاوج ((المسكين نسى ما يجيب معه سنيكرز))
ولا يبدو أن هناك ذكر قادر على خداع الانثى سوى نوع أخر من العناكب يقوم باصطياد حشرة ولفها بالحرير ((ما في معه فلوس حق ورق هدايا)) و يقدمها للانثى لتنشغل بفتحها ويتم هو مراسم "العرس"و يفر هاربا قبل أن تاكله الانثى ((والله طلعت ذكي بس لا تتحنجل)).
ومن الكائنات من لا يسعده الحظ في الموت فتجده خاضعا لشروط الانثى حتى بعد الزواج كذكر طائر الكيوي الذي يرقد على البيض بدلا من الانثى لمدة 80 يوم ((معليش الهانم مشغولة بالعمل ))،ومنهم من يتحمل حتى مسئولية الحمل كذكر حصان البحر الذي يقوم بحفظ البيض داخل كيس خاص بدلا من الانثى التي ترمي بالبيض بعد عملية التزاوج ((مشاكل عائلية))، بينما يظل ذكر البطريق الامبراطور راقدا فوق البيض بلا حراك لان الزوجة في الساحل تتغدى بعد عملية الولادة ((أيش على رجال)).
وبالاخير دعوني أنشد مع أخواني ذكر النحل و فرس النبي و البطريق الامبراطور قول ابي فراس الحمداني:
تهون علينا في المعالي نفوسنا..........ومن يطلب الحسناء لم يغلها المهر.
أحلى تشاو...
Bookmarks