يمثل المدفع العثماني أحد أهم معالم رمضان في اليمن، ورغم أن هذا المدفع كان محصورا على العاصمة صنعاء طوال السنوات الأخيرة، إلا أن الرئيس علي عبد الله صالح أمر بتوزيع مدفع رمضان على كل محافظات البلاد ليستخدم في فترة أذان المغرب والفجر.
وفي الوقت الذي يتذكر الآباء مكانة هذا المدفع في ذاكرة اليمنيين، إلا أنهم يتحدثون بحزن عن عادات وتقاليد رمضانية كان يعمل بها عند معظم اليمنيين، إلا أنها بدأت تندثر في الوقت الحاضر واستبدلت بها متابعة الفضائيات العربية، بحسب تقرير لصحيفة الرأي العام الكويتية كتبه الزميل حمود منصر اليوم الثلاثاء 3-10-2006.
ويقول محمد سعيد "كنا نحتفي برمضان ونعد له الكثير من المأكولات والمشروبات المناسبة حتى الأنوار والسراجات الخاصة به، فقد كانت الكثير من البيوت تعد فوانيس خاصة بهذا الشهر والبيوت التي لا تستطيع الشراء تقوم بتنظيف وتجميل وتزيين وسائل الإنارة ومنها الفوانيس والنوارات".
ويضيف "قبل أن يدخل رمضان بأسبوع يقوم بعض أئمة المساجد بالترحيب به طيلة هذا الأسبوع ومن العبارات التي كانت تردد في بعض المساجد (يا مرحبا بك يا رمضان، شهر التوبة وشهر الصيام) ويقوم الأطفال بترديد هذه العبارة في الأزقة والليالي وبصورة مستمرة".
ويقول بعض اليمنيين إن الناس انفضوا عن هذه العادات حيث انشغلوا بمتابعة "الفضائيات العربية التي شوشت علينا، ونفرت الناس من التجمعات الروحية والأخوية التي كنا نعرف أحوال الجيران والفقير والمحتاج، ونتعاون ونتراحم، وانتهت هذه التجمعات عدا بعض الأحياء القديمة التي ما زالت، لكن تغيرت وليس لها لها طعم مثل زمان".
أما النساء- كما يشير التقرير- فكن يصنعن أصناف الأطعمة البسيطة، وقبل مغيب الشمس يخرج الأطفال وكل واحد يخرج من بيته معه الصحون كل جار يعطف على جاره خصوصا الحلبة والمخلوطة والمقبلات، فيشعر الجميع بالقناعة والغنى، التاجر والفقير على حد سواء، إلا أن هذه العادات لا تزال موجودة حتى اليوم.
ومن الأشياء التي تذكرها أيام زمان إعداد ما يسمى بالكيزان، وهي أوان مصنوعة من المدر تستخدم لحفظ وتبريد المشروبات وأحياناً يقوم اليمنيون بتبخيرها بالمسك والزعفران والبخور وتعليقها لأنه لا يوجد في أيام زمان ثلج ولا ثلاجات، ولا يأتي رمضان إلا وهذه الأدوات كلها جاهزة ومطيبة، كان الرجال يعودون قبيل المغرب ومعهم بعض الأكلات الجاهزة أحياناً ومعهم الفل.
رمضان عند المثقف
أما شهر رمضان عند المثقف والسياسي فيكون على غير العادة، حيث يقول الشاعر اليمني حسن عبد الله الشرفي عن رمضان إنه الموسم الأفضل والمحطة الأجمل في حياة الإنسان المسلم وهذا الموسم يتكرر في حياة المسلم مرة كل عام وعلى الإنسان أن يجعل من هذا الموسم وهذه المحطة فرصة لمراجعة كشف الحساب الشامل لما حققه لدينه ودنياه في الفترة ما بين رمضان الفائت ورمضان الذي هو فيه وأن يقف وقفة تأمل ويبحث عن محطات القصور التي لم يكن فيها مسلماً كما يجب وكيف كانت علاقته مع الآخر والآخر هنا أسرته وجيرانه وأقاربه وعامة معارفه.
وعن رمضان في المدن والريف يقول الشرفي: "شخصياً ليس لدي فرق بين رمضان القرية ورمضان صنعاء والفارق الرئيسي يتعلق بالطقوس الرمضانية. فرمضان صنعاء مسكين والاهتمام به قليل، القرية في رمضان تزدحم مساجدها بالمصلين ويبقى الناس في المساجد لقراءة القرآن حتى وقت السحور ثم يدخل الناس إلى منازلهم لتناول السحور ويعودون إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، رمضان يضفي على القرية جواً من البهجة والروحانية القريبة إلى النفوس بحكم العادة قبل كل شيء".
ويضيف قائلا "المشترك هنا وهناك أخذ هذا الشهر الكريم على أنه موسم فسحة وراحة واكل وشرب ونوم وإضافة مواد جديدة إلى المائدة المعتادة وغيرها من الملذات وكأن رمضان جاء لنرضي غرائزنا ورغباتنا من الجديد الذي نوفره في مائدة رمضان وننسى أن رمضان مطلوب فيه العمل أكثر والإنتاج أكثر وأن تكون الضمائر أصفى والسرائر انقى فتتخلص فيه كموسم عبادة وعمل من كل الشوائب التي علقت بنا أو علقنا بها نحن على مدى شهور العام".
ويؤكد الشاعر الشرفي أن القراءة في رمضان اقل من غيره لأنها تنحصر بقراءة القرآن وللأسف يأخذ النوم في رمضان وقتاً طويلاً.