السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الضمير :
إستوقفتني هذه الكلمة ومعناها وماهيتها وروعتها وقدرتها على إسعاد من يملك الضمير الحي الذي يفتح له أبواب السعادة والرقي في الدنيا والأخرة نع إستوقفتني ومطولا وأنا أتأملها وأعرف بل وأعيي مدى حاجتنا الماسة لهذا الضمير في جميع مجالات حياتنا
نعم أزمة ضمير نعيشها وتعيشها أمتنا
،،،،،،،،،،،،،
فسر علماء العصر الحديث في مجال العلوم الإنسانية و علم النفس و الأعصاب الضمير أنه وظيفة من وظائف الدماغ التي تطورت لدي الإنسان لتسهيل الإيثار المتبادل( بالإنجليزية Atriums) أو السلوك الموجه من قبل الفرد لمساعدة الآخرين في أداء وظائفهم أو احتياجاتهم دون توقع أي مكافأة وذلك داخل مجتمعاتهم
كما أن للضمير في علم النفس خصائص منها:
أنه جهاز تقييمي يختص بالأنا عمله معاتبت النفس حين حصول أي خطأ في التقييم
فالمرأ يقوم بتقييم نفسه وكذلك تقييم الأخرين له وحين يحدث الخطأ يبدأ الإنسان تلقائيا في معاتبة نفسه بنفسه ويسعى إلى إصلاح ماأفسد بقوة الضمير الحي
كما أن له شموليته لجميع أنحاء الشخصية ولايقتصر على ناحية معينه دون أخرى
أيضا تأثيره الكبير على جميع المر احل العمرية الماضية والحاضرة
في حديث وابصة رضي الله عنه دليل كبير أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يهمل هذا الجانب : حين سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن البِر والإثم فقال له: "يا وابصة، استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النَّفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك المفتون"رواه أحمد بإسناد حسن كما قال المنذري في الترغيب وحسنه النووي أيضاً وقال الألباني : حسن لغيره . انظر صحيح الترغيب والترهيب 2/323 .
نعم أزمة ضمير قوية جدا نعيشها نحتاجه نعم نحتاجه ولانستطيع أنا وانت أن نقدر المدى او النسبة اللتى نحتاجه فيها خاصة في ظل مايحصل وماسيحصل
الأكيد أننا نحتاجه دائما بل وأؤكد أن مانحن فيه من اليأس المطبق على جميع أنحاء حياتنا هو بسبب غياب الضمير
حين ينعدم الضمير يصبح الإنسان حيوانا لا... بل.. وحشا كاسرا ذو أنياب ومخالب يستبيح كل المحرمات ويكسر كل الحواجز
حين يموت الضمير تتقلب الموازين وتتغير المعايير وتسود الضبابية وتنعدم الرؤية السلمية وتختلف المقاييس ويصبح الأسود أبيضا والأبيض أسودا والليل نهار والنهار ليلا والحق باطل والباطل حق
حين يموت الضمير لايصبح هناك فرق بين الظالم والمظلوب بل ربما يكون الظالم مظلوم والمظلوم ظالما
حين يموت الضمير تموت الإنسانية وتتصحر النفوس وتجدب فلا عواطف ولاأحاسيس ولاإحساس والقلوب كالصخر وأشد قساوة
حين يموت الضمير لايسمع للحق والعقل صوتا
حين يموت الضمير يصبح الألم والأنين مقطوعة مسيقية تطرب وتشنف الأذان
حين يموت الضمير تستباح الدماء فنراهم يتراقصون على أصوات تضارب الكؤوس يحتسون الدماء يثملون يسكرون يتراقصون طربا على أنين الجرحى وعويل الثكلى.. على ضياع النخوة العزة والكرامة والشموخ وحتما لابأس أن ترى جثث أخوانك وأبنائك تسمع أنين الجوعى والعطشى والمرضى
عندما يموت الضمير تضيع الأمانة وتصبح الخيانة سيدة الموقف فبها وعن طريقها يظلم الناس ويستعبدون وتدك حصون الخير وتضيع المروءة وتغتال النخوة
عندما يموت الضمير يغتال غراب الخرائب حمائم السلام
عندما يموت الضمير يتراقص الجلاد طربا على أنين الأبرياء
نعم نعيش أزمة ضمير ....والضمير ....هو بغيتنا
فأين هو الآن
؟؟؟
منقول
Bookmarks