السلام عليكم ..
إقراء الموضوع بتمعن
ثم فكر
ثم جاوب .
الموضوع :
لاشك أن كل إنسان عاقل لا يفرط أبداً في ما يتحلى به من آداب وأخلاق وأمانة وعزة نفس بل جميع مبادئه الإنسانية الحميدة وذلك وفق ( الفطرة ) التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها ، ولكن إذا ما استثنينا ممن حالت أو ستحول بهم الظروف أو الرغبات الغير مشروعة وفق الأحداث المتغيرة والمتنوعة في المكان والزمان ثم لا يملكون ويضبطون أنفسهم فإنه حتماً سوف نجد بعضاً منهم قد تنازل أو سيتنازل عن بعض تلك المبادئ وذلك مثل القيام بفعل الكذب بدلاً من الصدق والخيانة بدلاً من الأمانة وسرقة ونهب الأشياء بدلاً من المحافظة عليها أو ما شابه ذلك كما أن لهم بالإمكان التنازل عن كل الصفات والمبادئ الحميدة ، إلا مبدأً واحداً فقط فهو من الصعوبة جداً التنازل عنه وعدم التفريط فيه من قبل كل واحد منهم في هذه الفئة وهو ( عزة النفس ) وبما أنهم يعتبرون هولائك القلة القليلة جداً مقابل أصحاب الصفات والمبادئ الحميدة في الفئة الأخرى إلا أنهم يتساوون تقريباً معاً في هذا المبدأ فقط حيث لا أحد يستطيع أن يتنازل عن عزة نفسه وكبريائها أو يفرط بها مهما كان حاله سواءً طيباً أم سيئاً وإن حدث ذلك فلن يحدث إلا في أوقات المجاملة أو الإحراج من قبل الأصدقاء من غير ضرر أو إضرار أو تجريح وذلك مثل أن يقبل أحدهم هدية من صديقه أو يقبل ما يقدمه له صديقه من مشروب أو ما شابه ذلك وفقاً للصداقة التي تربطهما أما غير ذلك فأعتقد أنه لايمكن حيث إذا كان أحد اللصوص مر بك وأنت في أحد المطاعم وهو يتضور جوعاً فإنه من المحتمل جداً لا يطلبُ منك شيئاً ليأكله وذلك من باب ( عزة النفس ) بينما لو حصل على طريقة يتم بموجبها سرقة محفظة نقودك لما تردد لحظة واحدة ، أما إذا حدث عكس ذلك فإنه لن يحدث إلا بنسبة ضئيلة جداً جداً لا تذكر .
في هذه الأثناء يبقى لي ولكم أن نتخيل ونحدد نُسب افتراضية بحيث نجعل :
نسبة معينة لمن هم ملتزمون بالمبادئ والأخلاق الحميدة .
نسبة معينة لمن تنازلوا عن بعض المبادئ والأخلاق الحميدة وفقاً للظروف والمتغيرات .
نسبة معينة لمن تنازلوا عن ( عزة النفس ) من الفئتين .
فإذا فرضنا سوياً النُسب التالية :
0.90 لمن هم ملتزمون بالمبادئ والأخلاق الحميدة .
0.09 لمن تنازلوا عن بعض المبادئ والأخلاق الحميدة .
0.01 لمن تنازلوا عن ( عزة النفس ) من الفئتين .
وبما أنني على يقين بعد أن نقوم سوياً بجعل تلك النُسب لتلك الفئات من البشر خصوصاً في وطننا ومجتمعنا العربي سوف نجد الفرق الشاسع والكبير جداً للفئة الذين هم ملتزمون بمبادئهم الحميدة و ( عزة نفوسهم ) ، بذلك في حينه نتقدم جميعاً بالحمد والشكر لله سبحانه وتعالى بأننا من ضمنهم .
ولكن مع أسفي الشديد .. في اليوم التالي قد نتمنى ونطلب من الله سبحانه وتعالى أنا وأنتم أن لا يجعلنا مع أية فئة من تلك الفئات وذلك بموجب أحد المواقف الصعبة والغامض جداً إذا ما تعرضنا له سوياً حيث إذا حدث لنا ذلك الموقف فإنه لن يتم تصنيفنا نحن وأنتم بالشكل المطلوب مع أية فئة ولن يتحقق ذلك إلا بشرط واحد فقط وهو متى ما أجاب كل منا بالإجابة المطلوبة وفقاً لمرئياته من غير أية ( مجاملة أو مبالغة ) على سؤالين فقط طبقاً لمضمون ذلك الموقف الغامض الغريب والصعب جداً والسؤالان هما كالتالي :
السؤال الأول :
بينما أنت وبعض أصدقائك في أحد المنتزهات الراقية والمشهورة جداً ، أثناء ذلك ظهر شخص ما ثم تقرب منك وقال لك بسذاجة وحماقة بالغة خذ مني هذاالخمسين الريال ويسر بها حالك لقد أشفقتُ عليك وعلى حالك المسكين .
فهل يا ترى تتقبل منه ذلك الريال بتلك الطريقة السخيفة التي قام بها أمام أصدقائك والآخرين أم ستقابله بالرفض القاطع مع القول لستُ بحاجتك ولا أحد طلبَ منك ذلك ، بالإضافة أن تقوم بضربه إن أمكن ؟
فإذا كانت الإجابة منك بـ لا ، وهذا هو المتوقع بنسبة 0.99 فهل يا ترى ستكون الإجابة هي نفسها إذا قدم لك ذلك الشخص مبلغاً آخر من المال يساوي ( مائة ألف مليون ريال ) ؟
السؤال الثاني :
من غير ميعاد وبدون أية معرفة .. حدث بينك وبين أحد المسافرين الحوار التالي :
- إلى أية مدينة ترغبُ السفر من خدمة أقدمها لك .
- شكرا ومع السلامة .
أثناء ذلك وهو متجه إلى صالة السفر بالمطار نسي عندك صندوق بداخله خمسة ريالات فقط ، فهل ياترى تلحقه قبل المغادرة وتعيد له الصندوق وما بداخله من نقود أم لا ؟
فإذا كانت الإجابة منك بنعم وهذا هو المتوقع بنسبة 0.99 ، فهل يا ترى ستكون الإجابة هي نفسها إذا كان بداخل الصندوق مبلغ آخر من المال يساوي مائة الف مليون ريال ؟
علماً بأنك على يقين إن ذلك المسافر إذا لم تخبره بذلك الصندوق وما بداخله من المال في حينه فهو لن يجدك ويلتقي بك مرة ثانية مهما طال الزمن ومهما طال بكما العمر .
لذا .. ماذا ترى أن تكون إجابتك الحقيقية إن حدث لك هذا الموقف المكون من الشقين السابقين ، وماذا تتوقع أن تكون الإجابة من قبل كل شخص من الفئتين ، وهل ستبقى النسب المئوية التي تم تحديدها فيما سبق ثابتة أم أنها ستتغير وفق الإجابات المتوقعة منهم على السؤالين السابقين ؟
أخيراً أتمنى لكم التوفيق في إيجاد الإجابة المطلوبة من غير أية ( مجاملة أو مبالغة ) وما هي الحكمة التي سنجنيها من خلال ذلك ،، .
Bookmarks