هو وهي ( حوار صامت)
--------------------------------------------------------------------------------
إلتقيا
هو . . . بكل أحزان سنينه المستلقية بسكون على شواطيء وجعه .. ..
هي . . . بكل أشواقها المتأججة حنيناً إلى دفء قلبه .. ..
قالت له : أطلت الغياب .. .. !!
أجاب : وهل غيابي إلا حلقة وسط سلسلة من العشق تشدني إليك ؟
قالت له : الصبر لعبة لا أجيدها .. .. وشوقي تمثال كسر صمته بحبك . .
أجاب : مثلك .. .. أشتاق . .
قالت له : لكن غيابك . . . وشوقي . . .
قاطعها باقتضاب . . . . ها قد عــــــدت .
قرأالشوق في عينيها اللامعتين
غاص قليلا في تلك العينين ثم أجابها بنبرة عميقة:
- كان لا بد أن أبتعد لأقترب .
أن يجرفني الخواء لألهث صوب الإكتمال ،
وأن أفقدك تماما ، لأدرك معنى التحقق بك ، ولك ، ومعك .
قاطعته : وهل حسمت قضيتك بعد ؟
الحب في مواجهة الحرية ،
العصفور الذي يفر دائما من الدفء ، ويهوى العيش على أغصان الشجر؟
حدق طويلا في تلك الملامح ، أحسها خطوطا محفورة في نفسه .
أجابها : كان لابد أن أسير في الطريق حتى النهاية
لأصل إلى المعنى و . .
قاطعته: والعصفور؟
قال : سيطير أكثر .
وستنطلق أجنحته قوية ، واثقة ، منطلقة بزهو نحو أعلى سماء .
- والقيد الذي طالما كرهته ؟
- قيود الحب خميلة نحتمي في ظلها، ونلوذ .
- والتوحد مع الذات ؟
- ذاتي نصف ناقص لا يكتمل واحدا صحيحا إلا بك .
- والاختلاف؟
- نختلف لنتفق ، ونتفق لنختلف ، ونتفق ونختلف لنكتمل .
- والإدارة ؟
- أريدك بقوة ، وأحبك بكل حرية .
- والتنازلات ؟
- أتنازل لك : يعني أن أتنازل لنفسي ، فلا تنازل !
- والحياة ؟
- يصبح لها لون وطعم ورائحة ونحن سويا .
- والحب ، المرض الذي تمنيت الشفاء منه ؟
- والحلم ؟
- يتحول الى كابوس عندما أفتقدك .
- والطريق ؟
- يبتلع خطواته دونك .
- والسماء ؟
- تلمع بنجوم الأمل في عينيك .
- والمستقبل ؟
- يكتب أيامه بحرارة دفئك .
- والعمر ؟
- يساوي العدم بعدك .
- وأنا ؟ - أحبك . . .
وأنتِ ؟
- أحبك الآن أكثر !
~
~
السليماني
Bookmarks