....
....
....
....
القائد المظفر / طارق بن زياد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
لا أدري ما الذي أقحمك في ذاكرتي هذه الأيام
هل لأننا ننتظر انعقاد القمة العربية هذه الأيام بعد ان أغتصبت غزة
تلك القمة التي تسترضي اليهود بعد أن دنسوا أراضينا و مقدساتنا
تلك القمة التي يجتمع فيها أحفادك من الرؤساء و الزعماء و الملوك
الذي قسموا الأرض و جعلوها ممالك قزمية ودويلات حقيرة و ضعيفة و قهر شعوبها ونهبوا ثرواتها وأعطوها لأعدائنا
أولئك الزعماء الذين لا هم لهم سوى قهرنا .. و لا هم لهم سوى سهراتهم الماجنة .. وبذخهم على صالات القمار في أوروبا و الغرب .. و نحن نتضور جوعا في أوطاننا
أولئك الأحفاد الذين أضاعوا فلسطين .. وقبلها الأندلس التي حرقت مراكبك يوم فتحتها .. و جازفت بروحك وأرواح جنودك الأشاوس
و ها هي غزة تحترق والعراق تضيع من بين أيديهم و هم يتفرجون بعين الشماته .. و كأنهم ليسوا من بني جلدتنا
و والله لو أستقرأت المستقبل ما كلفت نفسك العبور إلى الأندلس .. و لا حرقت مراكبك .. و لا جازفت بجيشك المظفر
لو عرفت أن آخر ملوك الأندلس من العرب ( عبد الله بن الأحمر ) كان يبكي مثل النساء على ملك أضاعه .. و ليته مات حينها
و لكنه على ما يبدو عاش و جاء من نسله هؤلاء الحكام الذين يديرون شؤننا هذه الأيام
لا أدري ما الذي جعلني أفكر فيك هذه الأيام ؟؟
ليتك لم تحرق سفنك و مراكبك .. و أدخرته لأيامنا هذه .. بل ليتك تعود إلينا من الماضي المجيد لتفتح أراضينا من جديد و توحد بلادنا .. و تحفظ لنا كرامتنا .. و تعيد إلينا أمجادنا
ليتك ترى ما آل إليه حالنا .. و ترى أحفادك من الملوك و الرؤساء و هم يطأطأون رؤسهم لليهود و النصارى ..
بل و يتآمرون معهم علينا
ليتك تراهم و هم لا يحركون ساكنا عندما إغتالوا الطفل محمد الدره و اغتالوا معه جميع أطفالنا في ذلك اليوم
بل و اغتالوا حتى كرامتنا و حريتنا
ليتك ترى في عيونهم نظرة الفرح والسرور عند سقوط أي شهيد عربي في فلسطين و العراق .. و ما أكثرهم من شهداء
ألم تراهم في جنة الله حيث أنت الآن ؟
ألم تسأل نفسك .. و أنت في جنة الخلد .. عن توافد الشهداء كل يوم ؟؟
لا تقل لي أنك لم تنتبه إليهم .. فما أكثرهم شهداءنا هذه الأيام
فجل شهداءنا من الفقراء والمساكين و لن ترى فيهم كرش منتفخ أو ملك أو رئيس أو أمير
فأولئك لن تراهم في الجنة على ما أعتقد !!
ليتك ترى الحال الذي وصلنا إليه .. من تردي و ضعف و هوان
و أصبحت الأعداء تتداعى علينا كتداعي الأكلة على قصعتها
و في الختام .. أرجوا أن لا أكون قد كدرت عليك عيشك في الجنة
و لكن أنت من قررت أن أكتب لك
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
Bookmarks