السلام عليكم
تعودنا أن نسمع ونقرأ ونكتب الكثير عن الفساد في البلاد وفي أحياناً كثيرة دون توصيات او حلول ومقترحات قد يكون البعض منتظر أن تحل مشاكلنا دون تدقيق وتمحيص وكأن مهمته ان يثير موضوعاً معين عن وضعاً معيناً ليشبع فيه لطم وتكفيخ ليس الا . وهذه نظرة الكثير ممن يكتبون وقد نكون منهم لكن مع هذه الظاهرة فالأمر يختلف جذرياً فهي مشكلةً حلها فيها ولاتحتاج أمكانيات كبيرة سوى خطوة شجاعة من حكومتنا الرشيدة .
.
.
كلنا سمعنا عن التعداد
حديث الساعة هذه الأيام
ففي تلك الساحة الضيقة كنت على موعد مع مأساة المئات من الشباب
مع مأساتنا
ولن ابالغ اذا قلت مع مأساة البلاد
نعم مأساة بلاد عاندت فرسان أحلامها بشكل مستغرب وفتحت الباب على مصراعيه ليستحلها من لايفقهون قدسية العلاقة ... ولكم أن تتخيَّلوا كيف سيكون عليه وضع النسل ؟!!
أعود وأقول كنت على موعد مع مأساة مئات الخريجيين أتوا من كل حدب وصوب ليشاركوا في عملية التعداد وكلٍ يحدوه الأمل ان يوفق في تلك المهمة .
يالسذاجتنا
لم نعي بإن تلك ما هي الا فترة مؤقته !!
وبعدها سنعود لنعيش فراغنا المهيب !!
.
.
هناك كنت على موعد مع اخواناً ورفقا درب , وكان طول الأنتظار على الأبواب كفيل بإن نفتح حوارات ونستعيد ذكريات .
نسميها ذكريات وهي أحلام تلاشت عند اصطدامنا وجهاً لوجه مع واقع البلاد المرير
.
.
هناك أحدهم منزوي يحمل ملفه وبرغم الضجيج الا ان ذلك لم يهز انتباهه لحظة
وكان لابد ان نقترب منه ونلتمس ما يؤرق سريرته ويعكر صفوه
وبعد التحية أعتراني إحساس أننا لن نخرج منه كلمة واحدة
لكن ذلك الأحساس تبدَّد مع أول مداخله لنا عن الوضع
فقد أنفجر وتدفق
فهناك بداخله تحتدم الكثير من المشاعر والقضايا
لكن أنى لها ان تترجم على الواقع إذا ما علمنا بإنه يرَّكن في وظيفة توصف على أقل تقدير بإنها إنتحار بطئ فهو يرى كل شئ مباح دون أن يقدر على الاعتراض فهو مشلول الصلاحية !!
وعندما أنتقلنا لآخر وجدناه ليس باحسن من وضع سابقه
وكان الطابور طويلاً ولن تتسع المساحة لبث كل الهموم
لكن بإختصار شديد فإننا أمام ظاهرة تهميش وتركين خريجيين ذوي مستوى كفاءة جيدة وأخلاق حميدة الأمر الذي جعلنا نعيش في دوامة لن نخرج منها الا بخطوات جريئة يتخذها اهل الحل والعقد باعادة ترتيب الأوضاع .
ستظل هذه التجربة محفورة في ذاكرتي
تجربة ملامسة وضع شباب طال طموحهم وقدراتهم شموخ جبال هذه الأرض الطيبة وبقي واقعهم يلامس قيعان أوديتها السحيقة .
فهل من سبيلٍ الى خروج ؟!!
Bookmarks