لا أدري كيف اجتمع النقيضان في قلب واحد؟ الحب والكره، وهو ما اجتمع في قلبي. أيها الجنوبيون كنتم وما زلتم أمل التغيير بثورتكم السلمية، كسرتم حاجز الخوف في قلوبنا.. تقدمتم مسيرة النضال السلمي الحضاري ضد الظلم والفوضى والفساد.
كنتم على وشك تنفيذ انقلاب في ثقافة الوعي المتخلف لدينا نحن أبناء الشمال المسحوقين والمقهورين منذ ثلاثين عاماً من محطة نظام بلا مشروع سوى مشروع صناعة الأزمات ولا يجيد سوى مشروع الإذلال لمواطنيه وسحقهم!.
أيها الجنوبيون.. كنا بينكم.. في أوساط فعالياتكم وثورتكم السلمية لكنكم غرستم سكاكينكم في ظهورنا.
باختيار مشروع الجنوب فقط.. ذلك المشروع لا يخدم قضيتكم ولا يخدمنا نحن المحسوبين على محافظات الشمال، إنما يخدم السلطة وحدها..
مشروعكم قصم ظهر المعارضة اليمنية إلى نصفين "شمال وجنوب".. مشروعكم.. قيد أبناء المحافظات الأخرى من الانخراط في أوساطكم.. بذلك المشروع؛ تجزؤون المجزأ وتشتتون المشتت، وتجبرون كل أبناء اليمن التخندق مع السلطة الظالمة.
كنا نأمل منكم أن تمدوا أيديكم لكل أبناء اليمن الواحد ضد سلطة الفساد والفيد، وأن تقودوا ثورة النضال السلمي إلى صنعاء.. لا في المحافظات السبع الواقعة جنوباً.
يا جنوبيون أعيدوا حساباتكم في إطار البلد الواحد.. مدوا أياديكم للجميع عدى السلطة التي هي خصمنا وخصمكم.
ووحدوا جبهة المواجهة من صعدة إلى المهرة ومن صنعاء إلى عدن ضد الظلم.. ضد الفساد.. ضد الفوضى.. ضد لصوص الثورة والثروة والوحدة وبغير ذلك.. لا أمل لنا ولكم..
وستظلون ظاهرة صوتية "إعلامية" بلا تأثير على كرسي نظام الحكم، وستهدر كل طاقات الحراك الجماهيري والسياسي والإعلامي في الشارع "الجنوبي" عبثاً حتى يصل إلى مرحلة الإحباط واليأس ويتوقف نبض شارعكم.
يا جنوبيون إن استمرار حراك "شارعكم" وتوسيعه إلى كل شوارع محافظات البلد، هو المعركة الحقيقية لمواجهة نظام الفساد والفوضى.
أما انحصار الحراك في شارعكم وسط تكريس ثقافة الجنوب واستعداء كل ما هو شمالي، فهي معركة "الوهم" المدمرة لأحلامكم وأحلامنا.. لقضيتكم وقضيتنا.
يا جنوبيون.. لا تقتلوا كل هذا الحراك.. لا تطفئوا هذا التوهج بحصر قضيتكم بالجنوب.
ذلك يطيل حياة نظام "الحاكم" لعقود قادمة، ويقتل الأمل في قلوب ملايين البسطاء والغلابى والمسحوقين من أبناء الوطن الواحد الممتدين في الجهات الأربع شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.
(عبد الرحمن المحمدي) صحيفة المصدر
Reply With Quote
Bookmarks