اسرةصغيرة مكونة من الأب والأم وابنهما احمد يعيشون في تلك القرية الصغيرة الجميلة
الأب يعمل في مجال الزراعه والام ربة بيت .
اعتاد الاب ان يقوم باكرآ والذهاب الى مزرعته للاعتناء بها فهي كل ما يملك من ارث والده
الأم تقوم بواجبها المنزلي بعد ذهاب زوجها والاعتناء بطفلها ثم تقوم باعداد
الطعام لزوجها وابنها وترتيب البيت ليعود الزوج الى منزله فيجده اشبه بقطعة
من الجنة وهكذا سارة الايام والشهور .
وفي يوم حدث ما لم يكن بالحسبان وانقلبت السعادة الى تعاسة والفرح الى حزن
ماذا حدث ......
اهالي القرية يجرون الى مزرعة ابي احمد
الام تنظر والخوف والفزع يسري في جسدها .
مالذي جرى ........
لا يدرون مالذي جرى اهل القريه في حيره ابو احمد مقتول بطلق ناري من الذي اطلق ؟
لا جواب ماذا نفعل ؟ ماذا نخبر الزوجه ؟
الكل في صمت ......
وصلت الزوجه الى المزرعه وهي تحمل طفلها ونظرت الى الناس حول زوجها
فظنت في بادى الامران زوجها اصيب بالاغماء نتيجة التعب لم يدر بخلدها انه رحل .
وقف شيخ القريه امامها ومنعها من الاقتراب وبلهجه حاسمه . فعرفت ان الامر اكبر
من الاغماء اخذت تسائل اين ابو احمد ؟
صمت شيخ القريه وكان صمته اشبه بصمت السنين ماذا يقول لها؟
ولكنه تمالك نفسه وقال :يا ام احمد ابا احمد رحل من هذه الدنيا لقد استوف اجله
فتصبري وارحمي نفسك وارحمي الطفل احمد .
لم تصدق ام احمد ما سمعت اصيبت باغماء لم تصحو منه الا وهي على فراشها
وحولها النسوه يواسينها ، عقلها مشتت لعلها تحلم ماذا حدث ، اين احمد ، واين
ابو احمد ؟
الدموع تنهمر من عينيها والحزن يعصر قلبها هل فقدة سندها وظهرها في هذه الدنيا
الى اين تذهب وماذا تعمل يا الهي اي محنه سوف تعيشها واي مشقه تنتظرها
ثم ماذا حدث لابو احمد ؟
فقالت لها احدى النسوه اصيب بطلق ناري ولا يعرف من اين مصدره .
لم تلتفت لكلام المراءه ففقدها زوجها اكبر من ان تفكر في اي شي اخر
تمر الايام ثقيله كئيبه على ام احمد ولكنها تنهض وهي ترى احمد امامها
ان هناك ما ينتظرها فتقوم وتنهض للعمل في مزرعتها بعد ان تقوم باعداد
ما يحتاجه ابنها .كما انها تغدق من الحنان الكثير لاحمد فهو ثمرة حبها وزهرة
شبابها فقررت ان تضحي بنفسها وتربيه وتعلمه ليكون كما كان يتمنا والده
فنذرة نفسها لذلك .
تمر السنون واحمد يكبر ويدخل المدرسه وامه تقوم بواجبها المنزلي حتى
ذهابه ثم تذهب الى المزرعه لتعتني بها فهي مصدر الرزق لها ولابنها .
وينهي احمد الابتدائيه ثم الاعداديه والثانويه ويحصل على مجموع كبير
يؤهله لدراسة الهندسه فتفرح الام فرحا شديد لما وصل اليه ابنها ولكنها
هذا الفرح بداى ناقصآ اذ كيف توفر له المصاريف الكثيره ورسوم دخول الجامعه
ورسوم السكن والاقامه والمواصلات من اينخصوصآ ودخل المزرعه لم يعد يكفي .
فقررت ان تدخل جمعيه مع بعض نساء القريه وان تكون الاولى في الاستلام
فوافقت نساء القريه لحبهن لام احمد وحبهن لكفاحها وعندما استلمت الجمعيه
اشترة مكينة خياطه وتعلمت عليها الخياطه واصبحت نساء القريه يتعاملين معها
ثم انها لم تكتفي بذلك بل قامت بمساعدة نساء القريه اثنا الحصاد نظير مبالغ
بسيطه واستمرة في ارسال كل ما يطلب ابنها احمد
اما احمد فقد كان ينظر الى امه وقلبه يتفطر من الألم فهي ترفض مساعدته
وطلبها الوحيد التخرج ونيل الشهاده فاخذ يدرس بكل جد واجتهاد السنه تلو السنه
وفي كل سنه يكون نجاحه بتفوق ومعدلات ممتازه مكنته في سنة التخرج من نيل
الشهادة في الهندسه المعماريه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف .
وتم اختياره من قبل ادارة الجامعه ليكون المتحدث باسم الطلبه في حفل التخرج
والذي تحدد موعده .
فاخذ احمد سياره وذهب الى قريته لاحضار امه وطلب منها ان تجهز نفسها للذهاب
الى المدينه لحضور حفل تخرجه ومن شدة فرحها لم تنام تلك الليله غادر احمد وامه القريه
صباحآ وعندما وصل المدينه كان قد اعد مكان مريح لوالدته وفي اليوم التالي استقل احمد
وامه السياره الى مبنى الجامعه اخذ امه واجلسها في الصف الثاني في المكان المعد
لاوليا امور الطلاب ثم ذهب لتجهيز نفسه .
وبعد ان دخل الخرجين والاساتذه وراعي الحفل واخذ كل واحد مكانه المخصص وفي ذلك
اليوم الذي جعلته الدوله يومآ لتكريم الخرجين من الطلبه وقف مدير الجامعه يلقي
كلمة الجامعه شكر من خلالها المدرسين والطلاب وحثهم على طلب العلم وبناء وطنهم
والاستفاده مما نهلوه من علم في الجامعه .
ثم قام عريف الحفل بدعوة المهندس احمد لالقاء كلمة الخرجين
صعد احمد على المنصه وامه تنظر اليه ويكاد قلبه يطير من الفرح لقد عانت وتعبت وسهرت
الليالي من اجل هذا اليوم اخذت تسرح بخيالها فجائه عادت من شرودها لتسمع صوت
ابنها وهو يخطب
(( الاخ رئيس الحفل الساده / مدير واساتذة الجامعه اخواني الخريجين السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
فالبدايه ونيابه عني وعن اخواني الخريجين اقدم شكري وامتناني لمدير الجامعه وجميع
الاساتذه والمشرفين وكل فرد في الجامعه على ما قدموه لنا خلال السنوات التي امضينها في
الجامعه ونعاهدهم على ان نكون اوفيا لبلادنا وان نساهم بما تعلمناه في سبيل نهضة وطننا
ان مقياس تقدم الشعوب ليس بما تمتلكه من ثروت او بتعداد سكاني كبير بل بما تمتلكه
من علماء ومثقفين في جميع المجالات ونحن على ثقه بننا سوف نكون لبنة صالحة في
هذا الوطن المعطاء .
وقبل ان انهي كلمتي استميحكم عذرآ ايه الحفل الكريم في ان اخاطب شخصآ بينكم
ضحى بزهرة شبابه وافنى سنوت عمره واصل الليل بالنهار تحمل الظيم احيانآ والقهر احيانآ
اخرى كان ينام احيانآ خالي البطن كل ذلك من اجل ان اقف اليوم بينكم اخاطبكم
ليس ذكائي فقط من اوصلني بل انها تلك السيده الواقفه في الصف الثاني لاولياء امور
الطلاب تلك هي امي التي ضحة بسنوات عمرها من اجلي ونسيت نفسها من اجلي
فلا ادري كيف اجزيها ولن استيطع فلكي يا امي مني كل الحب والعرفان واتمناء ان
ارد لكي ولو جزى بسيط مما قدمتي واول ما اقدمه لكي هي شهادتي فانتي
من صنعتي وعلمتي فلكي كل حبي وتقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقف الطلاب والاساتذه بالتصفيق للام وفي تلك اللحظه سقطت دمعتان على خدها
ولكن كانت دموووووووووووووووووووووووع الفرح
انتهت
Bookmarks