فضل كريدي فنان من أهالي عدن ذوي الأصول اللحجية يعني جنوبي خالص مالص
عاش عمره يغني للوطن ولعدن ولأهالي الوطن
يغني في أفراحهم ويشارك في كل المناسبات الوطنية ويحمل عوده تحت إبطه مقدماً فنه لمن يطلبه دون تكبر أو بطر
قدم إلى إدارة الأراضي طلباً بمنحه بقعة أرض يبني عليها مسكناً يأويه لأنه لا يملك سكناً خاصاً به
هو وأسرته كثيرة العدد وبعد سنوات من تقديمه الطلب وكلمة ( تعال بكرة) ركبه اليأس
من رأسه حتى قدميه وبعد اليأس أصابه شعور بالذهول
ما سبب الشعور بالذهول؟
لقد سمع كما سمعنا وعرفنا بأن الفنان الشاب فؤاد الكبسي قد صُرفت له بقعة كبيرة في عدن
دون أن يحضر حتى إلى إدارة الأراضي وهي بقعة في مكان لم يحلم حتى فضل كريدي بسكنها ليوم واحد وسيغمى عليه من الفرحة لو سكنها ليومين ...
فؤاد الكبسي الذي وإن عرف عدن فيعرفها كزائر ... يحط بها ليوم أو يومين ... ليس بحاجة لأرض فيها من أجل سكن دائم ..
ولكن أحد المسؤولين من العيار الثقيل وفي نوبة سلطنة ركبته وهو يستمع إلى أغنية للكبسي
وأمامه صحون (المزة) المستوردة أراد أن يكافئ الكبسي فقرر صرف بقعة كبيرة له في عدن ليبيعها وينتفع بثمنها وهي ليست مكافأة بل عذاب لفنان محبوب كالكبسي لو عرف مأساة الكريدي
طبعاً الكبسي لم يرفض ولو كنت في مكانه لن أرفض كذلك ولا يستطيع الكبسي برفضه أن يحل مشكلة الكريدي السكنية ولا مشكلة الآلاف من أهالي عدن غير الكريدي
ولكن الواقعة تؤكد على نوع الوحدة التي ننعم بها نحن سكان الجنوب والنظرة الوحدوية جداً التي يتحلى بها المسؤولون عن دولة الوحدة اليوم
فضل كريدي أهلك صندله القديم أصلاً ومزق ملابسه بالتعلق بمسامير الحافلات لأنها كثيرة النتوءات أثناء ذهابه وإيابه من وإلى الأراضي ولم يحصل على شيئ وهو إبن المدينة والذي أتضح أنه إبنها في لياليها الحزينة هذه الأيام الوحدوية جداً
وفؤاد الكبسي الذي لم يعرفها ولا يحتاج إلى السكن فيها يصرف له المسؤول الوحدوي جداً
بقعة أرض لو حظى بربع مساحتها فضل كريدي لقضى بقية عمره يسجد لله شكراً له على الوحدة ونعيمها ونوع الوحدة الذي أراده يوم غنى لها في عام 90م طبعاً هو والكتيبة التي تتشكل منها أولاده وأحفاده وتلاميذه
فضل كريدي هل نرغمه على حب الوحدة الجديدة جداً وهو لم يشم رائحة خيرها بل كل ما أصابه من نظرتها الوحدوية جداً أمراض ليس لها أول ولا آخر وينتظر أن يذهب من هذه الفانية في أي وقت ليشكو إلى خالقه هولاء الوحدويين جداً من صنوف لم يعرفها من قبل
هل نحن أمام صورة من صور الفساد ؟
لا .... وألف لا
نحن أمام صورة وحدوية من طراز الوحدة الجديدة الواردة من بعد حرب 94م
لا تقولوا لي بأن هذا يحصل كل يوم هنا وهناك
إن كنتم أنتم على إستعداد لتحمل ذلك وإعتباره قدراً لكم لا بد منه
فضل كريدي لا يستطيع تحمل ذلك وأنا كذلك ومعنا آلاف الضحايا
ضحايا النظرة الوحدوية جداً
هامش متواضع :ـ
الأخ فضل كريدي
أنا من أشد المعجبين بالفنان فؤاد الكبسي
وأنت أعجب بأغنية وحيدة لك وهي "عدن يا زهرة العين والنون"
التي غنيتها على مسرح مدرستي في أيام الثمانينات
أنظر كم أنا قليل الوفاء في نظرك ولكن المسألة أذواق
أما مسألة النظرة الوحدوية جداً التي تعاني منها
فأنا مستعد لوضع روحي فداءً لك وللوطن من أجل نزعها
وإحلال نظرة وحدوية فقط بدلها...
Bookmarks