شعر /عمر (زير المحبة) (شاعر الحب والشعب)
لا تســألينـي لمـاذا عشقتــك بالـــذات
فليـس المـرء يا عمري يعشق باختياره
عشقتك لأنك انفــردت بكل الصفـات
واعتليت عـرش الجمال بكل جــدارة
عشقتك لأنك تبعثين في قلبي الحيــاة
وفـي نفـس الوقـت تسببـين انهيــاره
عشقتك لأجمع من شعرك النجمـات
واقطف من بستانك الجميل ثمــاره
يا عروسة البحر يا عصفورة الملكات
ابسط الأشياء فيـك تملئني إثـــارة
تسحرني مشيتك وتنعشني الضحكات
و تغتالنـي نظراتك بمنتهى المهـارة
تمزقني أصابع عطرك وتصعقني اللمسات
ويغمى عليا إذا أرسل الرمش إشارة
أهواك حين تبكين و تنحدر الدمعــات
وحين تسدلين علـى اللؤلؤة الستــارة
أهواك حيـن ترقص في عينك البسمـات
وحين تغضبين وتتطاير منها الشرارة
أعانق صدرك فأذوب كالثلج فــي لحظــات
وأتبخر والجو في اخفض درجات الحرارة
أرى في متحف عينيــك ملاييـن اللوحـات
أحــاول وصفها لكني لا أجـد العبـارة
فجمالك يا حسنائي لا ترسمه الكلمات
وكـل محاولات رسمه بـآت بالخسـارة
في سماء عينيك تسافر آلاف الغيمات
ومـن مدن هـواك تنطلـق الحضــارة
الورد من عطــرك يصنع النكهـــات
والبدر من نور عينيك يستمد أنـواره
لا تعجبي إن لاحقتك العيون المعجبات
وأبدى كل من في الأرض فيك انبهاره
فكيف لا يُعجب الناس بأحلى البنات
و أروع ما خلق الله في كـل الإمـارة
يا أجــمل حتى مــن حــور الجنـّـات
يا سحب الحنان تمطرني بكـل غــزارة
أنت في البال لا تغادرينه لو لحظــات
تـداعبيـن برفــق أعصابـي المنهــارة
عشقت وجهك وأدمنت طعم الشفــاة
كما أدمنت في صغري شرب السيجارة
يا أحلى امرأة تمر في الحي كالنسمات
وتطل كالشمس من خلف شباك العمـرة
أني احبك بكل المذاهب وبكـل اللغـات
وبأقصى حــدود الشفافــة والطهــارة
وأتمناك كتمني الغريق طـوق النجـاة
واحن أليك كحنين الطير لضم صغاره
أخوض بحبك المعارك والغزوات
وأتباهى بك كتباهي الربيع بلون اخضراره
سألتك بالله لا ترحلي يا أطيب القاسيات
فعينك معبد القلب وفي أحضانك داره
إذا رحلت فمن سيمحو عني الدمعـات
ويطفئ في صدري لهيب الحنين وناره
ومن بعد رحيلك يقاسمني الضحكـات
ولمن يحكي القلب إذا رحلت أسـراره
ولمن أقــف على أرصفــة الطرقــات
تحت الثلوج والأمطار انتظر الزيـارة
إذا باعدتنا الأقـدار وفرقتنـا الجهـات
ولم يعرف كل منا مكان خِله وأخباره
سأدعو الله أن يجمعنا من بعد الشتات
كعصفورين تعانقا فوق شباك العمارة
وهذه حروفي تبكي في زوايا الصفحات
ولبكاء الحروف اشد حرقة واشد مرارة
Bookmarks