من تغدى بكذبة في صافر ما تعشى بها في اوام

--------------------------------------------------------------------------------

حين شعر الجهاز الامني الاستخباراتي للرئيس علي عبدالله صالح وكذلك المجموعة التي كانت تدير حملته الانتخابية الاخيرة * بخطورة موقف صالح في الانتخابات تفتقت اذهانهم على وسائل لتخويف الناس وصرف انظارهم عن متابعة الانتخابات ومؤازرة مرشح الانتخابات المهندس فيصل بن شملان الذي احرج صالح وادارة حملته وحزبه بكل قوته وامكانياته التي هي حسابات مفتوحة من ارزاق الجياع التي يتلاعب بها صالح واسرته طوال ثلاثون عام *

ما كان من هولاء الاشاوس إلا محاولة الاساءة الى بن شملان باتهامه بانه يستخدم طاقم حراسه هم ارهابيون مطلوبين للامن * وعندما لم ينجح هذا الامر وبدأت قوافل المراقبين الدوليين للانتخابات تطلب الاذن للذهاب الى المحافظات البعيدة لمراقبة عملية الاقتراع * وخشي جهاز الرئيس من افتضاح عملية التلاعب بالانتخابات والتي اعدت خطط التلاعب بها داخل القصر الجمهوري ومقر اللجنة العليا للانتخابات *

لم يجد صالح واعوانه سوى المخاطرة بسمعة البلاد وامنها لمنع افتضاح عملية التلاعب بالانتخابات ولكي يخيفوا ويمنعوا المراقبين الاجانب من مغادرة صنعاء الى المحافظات الاخرى *وليثبتوا من جهة اخرى بانهم هم حماة الوطن والمدافعين عن امنه واستقراره وكذلك التلويح بان بامكانهم صوملة الوطن ان حاولت القوى السياسية المؤثرة في المجتمع اليمني النيل من وجودهم على رأس السلطة وهيمنتهم على مقدرات البلاد * اعدوا خطة جهنمية تتمثل بارسال سيارات مفخخه الى مصافي ومنابع النفط في مأرب وحضرموت واعدوا لذلك سيناريوا لايصدقه العقل ولكننا نعيش في اليمن * فقد نجحت لعبتهم واصيب المجتمع اليمني بهزة افقدته التركيز تجاه المهمة الكبرى والتصدي لها بدءا بازالة نظام صالح بطريقة سلمية عبر صناديق الاقتراع *

دخلت السيارات البيضاء من نوع شاص تويوتا المواقع المراد لها الانفجار بداخلها ولم يعترضها معترض او مقاوم سوى ابن المخزوم الذي كان في غرفة الحراسة المدنية لشركة نيكسن الكندية بموقع الضبة النفطي على ساحل حضرموت * وبدلا من اطلاق عدة رصاصات على حارس يمتلك فقط عصاء وجهاز تفتيش اليكتروني بحجم الكف يمرره على اجساد من يمرون امامه كروتين يومي يؤديه في نوبته * بدلا من ذلك القيت قنبلة يدوية او اثنتان على غرفة حراسته ليموت بداخلها ولتحرق احدى السيارات بجواره بينما واصلت السيارة الاخرى مسيرها حتى قرب خزان فارغ لتنفجر مخلفة بقايا جثة او جثتان احضرتا من مشرحة احد المستشفيات ووضعتا داخل تلك السيارة لتتناثر اجزائهما مع اجزاء السيارة حين تم تفجيرها *

وفي مجمع مأرب النفطي في صافر نفذت العملية بنفس الاسلوب وبسيناريوا لايختلف شيئا عن سيناريو عملية حضرموت إلا في موقع دخول السيارتان * لتنطلق بعد ذلك بلحظات اجهزة صالح واعلامه ممجدة نباهة القائد ودفاعه ودفاع قواته عن الوطن وامنه وتكيل سيل من الاتهامات على احزاب المعاضة الى حد انها اتهمتها بالتخطيط والتنفيذ لتلك العمليات *

عندما لم تهتز المعارضة امام اباطيل صالح ونظامه كان لابد من جهة لتتحمل المسؤلية * وبما ان النظام غارقا حتى اذنيه في قضايا الارهاب والمؤمرات ضد شعبه ووطنه * وبعد حوالي شهر من وقوع الحادث اصدر ما يسمى بتنظيم القاعدة في ارض اليمن بيان حمل فيه نفسه مسئولية تفجيرات مأرب وحضرموت *

لايوجد مواطن في اليمن يجهل من يقف وراء التنظيمات الجهادية والتكفيرية * وكل يمني يعرف الداعم والراعي لهذه الجماعات * وكل يمني يعرف ان هذه الجماعات تختلف مع النظام احيانا ولكنها وهو لايستغنيان عن خدمات بعضهما للبعض إلا ما ندر *

اليوم ومأرب ملطخة بدماء ابرياء قدموا من بلادهم للفرجة وزيارة معالم بلادنا السياحية والاثرية ياترى كيف سيستغل النظام هذه الحادثة * وكيف سيتعامل مع تداعياتها وياترى اي الجماعات الاسلامية سيحملها مسؤلية هذه العملية *

الى متى سيظل يلعب صالح ونظامه بالنار ؟ هل يعلم هولاء ان لابد وان ينقلب السحر على الساحر *

هل تظل اكاذيب نظام صالح تنطلي على الخارج والداخل معا أم اننا وصلنا الى وضع يجب ان نؤمن بأن من تغدى بكذبة ما تعشى بها ***