أنا أحب البداوة و أحب الحياة البدوية و أحب أعيشها وبالنسبة لي اعتبر أجمل نزهه وأروع أيام وساعات ودقائق هي تلك التي اقضيها في القرية وفي جبال ووديان بلادي الحبيبة أحب التعمق في معرفة حياة الناس ومعرفة ثقافتهم وخاصة الشعر والأصوات التي اعتبرها هي الشورت كت للوصول لمعرفة أيدلوجية أي مجتمع وكيف يفكر وكيف يتعامل مع الحياة من حوله .
لكن الوحشي يقول لي انك متخلف حتى انه وصل به الأمر إلى انه إذا قمت بتشغيل أي مقطع أو صوت لأهازيج أو دان أو بلبله شعبيه يضع في اذانه مناديل الفاين كي لايسمع ..
الذي استنتجه كسبب لهذا الشعور عند أي شخص هو شي واحد
ألا وهو انه ذوقه لم يرتقي بعد للمستوى الذي يتذوق فيه تلك الأصوات ,, لأنه أعمق من ان يعرفها الشخص العادي ..
الصوت ثقافة:.
نعم هذه قناعتي , وخذ يا وحيشي على سبيل المثال الأغاني الصنعانية التي لا يختلف عليها اثنين بأنها أروع الأغاني العربية وان الجماليات التي تتوفر فيها هي غاية في الإبداع .
لكن لا يمكن لأي شخص أن يتذوق تلك الأغاني إلا بعد التعمق في ثقافة سكان صنعاء ويعيش حياتهم لفترة طويلة حتى يتعرف على جمالياتها ويتذوقها وتتناغم مع أحاسيسه ومشاعره .
لكل مجتمع ثقافته الخاصة وداخل تلك الثقافة هناك أمور أشبه ما تكون بالبورتات او بالاكواد الالكترونية للتوصيل عبر البلوتوث يصعب على الباحث التعرف عليها إلا إذا عايش ذلك المجتمع سنين عديدة ولا اعتقد انه يتسنى له معرفتها جميعا إلا إذا كان حفيد لجد عاش في نفس البيئة .
اذكر قصه طريفه وهي ان شخص من المحافظات الشماليه عاش في شبوه من اول ايام الوحده الى الان وقبل ايام بينما كنا جلوس واراد صاحبنا ان يتكلم الشبوانية ويثبت فيها انه قد انصهر في مجتمع شبوه ويتحدث لهجتهم .
يسمع كلمة (ياااا بوووي انا ) عندما يعلقوا بها على الشي الجميل الرائع ويقولوها في تلقائية وارتخى عاطفي
اراد صاحبنا ان يجرب
فسمع احدهم يروي قصه وبعد نهايتها اقال صاحبنا ( انا وابوووووي) بدلا من ياااا بوووي انا .
كلما اذكرها اضحك .
كما اذكر قصة المستشرق الذي تعلم اللغة العربية في الازهر وبعد تخرجه جلس مع مشائخ الأزهر الكبار يحتسوا الشاي فأراد المستشرق أن يستعرض قدراته على التحدث باللغة العربية فقال هذا الشاي غبار عليه
فضحك الحاضرون مما أثار حفيظته متسائلا أين الغلط فردوا عليه إننا نقول بالعربية للشيء لا غبار عليه ولكننا لا نقول للشيء غبار عليه .
بالأخير يا وحيشي حاول أن ترتقي بذوقك إلى المستوى الذي تتذوق فيه أصوات شبوة الجميلة الرائعة J
من مغيرة المدائن عدن
اهدي لكم اجمل تحية
Bookmarks