في خرق جديد للتعددية السياسية والفكرية وليس الأول من نوعه تعتزم الحكومة اليمنية محاكمة رئيس تحرير صحيفة الإحياء العربي ( لسان حال حزب البعث العربي الإشتراكي القومي / قطر اليمن ) والأستاذ عبد الجبار سعد بدعوى إساءة الصحيفة للعلاقة بالدول الشقيقة والصديقة بعد نشر الأخير رسالة مفتوحة موجهة للأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي .
عبد الجبار سعد لم يكفر ولم يكّفر أحدا أو يخرجه من ملة الإسلام ( وما أكثر التكفيريين اليوم ) ليقف هو ورئيس تحرير صحيفة ناطقة بإسم حزب شرعي أمام القضاء متهمين ، وجريرته لا تتعدى التعببير عن رأيه ووجهة نظره كمواطن عربي يمني منطلقا من مبدأ من ينتمي لبلد جعل من التعددية السياسية والحق في الممارسة الفعلية للتعبير عن الرأي والمعتقد السياسي والتظاهر السلمي ( إن لزم الأمر ) أمرا مشروعا ومحميا بقوة الدستور والقانون .
لقد تقدم مفكرين سعوديين بما عرف بمذكرات النصيحة والإصلاح لبلاط الدولة السعودية وتقبلت منهم على مضض أو برحابة صدر فلماذا يهان الصحفي اليمني بسبب رأيه في مجريات الأحداث وتقبل بحقه الشكاوي الكيدية في بلد التعددية والمنابر الحرة ؟
عبد الجبار سعد لم يشن هجوما إرهابيا شبيها بما يشن من هجمات في أرجاء المعمورة ( توصف كلها بأنها إرهابية ) وجريمته ( إن وجدت جريمه ) هي أنه شحذ قلمه ووجه رسالة نقد لاذعة يستنكر فيها مشفقا مواقف وسياسات نظم عربية ممثلة في النظام السعودي مذكرا بنصيحة رئيسنا المفدى بالحلاقة بالموس الأمريكية وأنها قادمة لامحالة .
شكوى تقدمت بها السفارة السعودية بصنعاء صنعت تهمة إساءة العلاقات مع الدول الشقيقة .. فأين هو ذلك الصحفي الذي سيوجه رساله أخرى لبوش مستنكرا لتطبق بحقه التهمة المستبقة وهي تعكير صفو العلاقات أو إساءتها مع الدول الصديقة .
هل يستلزم منا إرضاء آل سعود وسفارتهم تعطيل بنود دستورنا اليمني وإسقاط تطبيقاته ؟
دعوة موجهة للشرفاء للتضامن مع المتهمين الأبرياء .
.
Bookmarks