من الخاطر .. من غير مطرود
يأتيك اتصال مفاجيء - وأنت تنعم في نوم هانيء بعد يوم حافل (( بالمشقات )) - يقلق النوم من عينيك ..
تتقلب يمينا ويسارا بضجر لتخبر هاتفك بأنك (( ستعدم صوته )) وتتذكر أن هنالك اختراع اسمه (( الصامت )) ..
تتذمر وأنت تعيد ترتيب نفسك مرة أخرى لغفوة بسيطة ..
ما أن تغمض عينيك (( إلى ما يشبه الإغماءة )) حتى ترى وميضا خافتا ينير لك عتمة الجو الهاديء !!
تتأفف لترى من المتصل ..
أووف هو صاحبنا الذي اتصل منذ قليل ..
لا بد أن (( أجيب )) وأريح نفسي ..
>> السلام عليكم ...
قبل أن يطمئن على الحال والأحوال ، يباغتك بسؤال .. (( أنتم في المنزل )) ؟؟!
في تلك اللحظة تحديدا، لا تعرف كيف تجيب !!
هل تكذب وتقول أنك في الخارج وقد يكون هو (( على عتبة الباب )) ؟
أم تقول له (( رغم أنفك )) حياكم الله !!
تحتار لبرهة، ثم لا تجد بُداً من الترحيب .. وأيٌ ترحيب ..
يأتيك (( ثقيل الدم )) مع من يأتي ..
برنامجك اختلف كليا في المساء ، أو حتى في الصباح ..
حياتك أصبحت مرهونة لمن لا يحترم شيئا اسمه موعد ..
لم ترتكب ذنبا سوى أنك (( ابن أصول )) ولا تعرف إلا بند (( واجب إكرام الضيف )) !!
ما الذي يحدث لو اعتذرنا (( عن قدومهم )) بلطف وأدب خااااااصة مع الأقارب والجيران ؟؟
لماذا يحاول البعض أن يُقحم نفسه في حياة الآخرين تحت مسميات عدة أهمها الأخوة ؟؟!
الأنكى أن يأتيك أحدهم (( من خارج الدولة )) ولا يخبرك بقدومة إلا بعد أن يكون قد (( ضيع )) عنوان بيتك !!
وأنت .. يا طيب .. يا كريم ... عليك أن تبتسم وأنت تقول له بترحاب شديد (( تفضل ، البيت بيتك )) !!
بعدها ، تجلس (( لتلملم بقايا وقتك )) وتستحضر بحسرة المنهج الرباني في عقلك وأنت تتخيل أنك لم تقم بالرد على ذلك الإتصال ..
(" وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم ")
ما جال في الخاطر .. بعد يوم حافل معهم ..
أخلص تحية ..
Bookmarks