بسم الله الرحمن الرحيم



الفقيد / عبدالله ناصر صلاح اليسلمي العولقي
من مواليد عام 1916م بمدينة الصعيد حاضرة مشيخة العوالق العليا، نشأ وترعرع في مرابع عشيرته آل يسلم بن دحة.. أرسله والده إلى مدينة حبان لتلقي تحصيله الدراسي الأولي إلى جانب حفظ القرآن الكريم في مدرسة الشبلي، ثم عاد مرة أخرى إلى الصعيد والتحق بكتاتيب البلدة، وبعد أن شب عن الطوق عمل مع والده في فلاحة الأرض.. وكانت الأسرة تنتقل من مكان لآخر خاصة في المواسم الزراعية (الحصاد)، إلا أن المردود كان شحيحا، وشهدت المنطقة هجرة إلى المدينة (البندر)، وكانت آنذاك هي عدن، حيث يجد الشباب ضالتهم في فرص العمل في أبرز مرفقين مرتبطين بالسلاح وهما: -1 جيش محمية عدن aden protectorates الذي اشتهر في صفوف العامة بـ(الليوي) -2 الأمن وكانت الفرص متاحة في الشرطة المسلحة armed polise، واشتهرت في صفوف العامة بـ(آرم بوليس) والحرس القبلي والحرس الحكومي.

إلى بندر عدن وفي جيش الليوي:
شد الشاب عبدالله ناصر صلاح عولقي الرحال من الصعيد إلى بندر عدن مشيا على الأقدام في العام 1942م مع جماعة من أهل بلدته، وكان بلدياته محد أحمد بن موقع العولقي قد سبقه إلى عدن قبل ثلاثة أعوام (1939م)، والتقى الاثنان مع العديد من أبناء منطقتهم ومناطق أخرى في جيش محمية عدن (الليوي) وكان مقر قيادته في الموقع نفسه الذي يطلق عليه حاليا «معسكر عبدالقوي» بمدينة الشيخ عثمان (عدن).
شق عبدالله ناصر صلاح طريقه في السلك العسكري وطور من معارفه ومداركه العامة والعسكرية خاصة، حيث تلقى تعليمه في جناح الثقافة (مدرسة الجيش آنذاك)، وألم باللغتين العربية والإنجليزية، وتلقى دورات تأهيلية في الداخل والخارج، وأصبح قائدا ميدانيا في صفوف الجيش في كل منعطفاته، فمن جيش محمية عدن (apc) ومرورا بـ(الجيش الاتحادي النظامي) (fra) وانتهاءً بـ(جيش الجنوب العربي) (saa).


صلاح ضمن أربعة قادة كتائب:

تولى القادة العرب قيادة كتائب جيش الاتحاد النظامي (federal regular army) عند ترقيتهم إلى رتبة «مقدم»، فتولى محمد أحمد بن موقع قيادة الكتيبة الثانية وتولى المقدم أحمد محمد عرب قيادة الكتيبة الأولى والمقدم محمد سعيد يافعي (شنظور) قيادة الكتيبة الثالثة والمقدم عبدالله ناصر صلاح قيادة الكتيبة الرابعة».

كانت الكتائب العاملة تنتقل دوريا من موقع إلى آخر وسبق أن تمركزت الكتيبة الرابعة مع قائدها عبدالله ناصر صلاح في بيحان وعتق ومكيراس والضالع، وكان - رحمه الله - متعدد النشاطات منها مشاركته في بطولات الرماية ومنها حصوله على كأس فضية من كؤوس الرماية منقوشا عليها (كأس الأمير شعفل بن علي) أمير إمارة الضالع للقائد عبدالله ناصر صلاح عولقي.

صلاح ينزع فتيل الفتنة بين العوالق والواحدي:

عندما كان المقدم عبدالله ناصر صلاح عولقي مرابطا على رأس كتيبته الرابعة في حامية عتق كادت فتنة (حيد الملح) أن تشتعل بين العوالق والواحدي على تلك الأرض الكائنة في منطقة عياد، إلا أن القائد صلاح حث الطرفين المتنازعين على احتواء النزاع بالطرق السلمية، لأن في وحدة الصف قوة وأن عليهم تجنب الشعار الاستعماري «فرق تسد» وحل النزاع سلميا بين العوالق والواحدي.

صدر قرار رسمي بتعيين المقدم عبدالله ناصر صلاح عولقي قائدا للعرض العسكري الكبير الذي أقيم في مدينة الاتحاد (مدينة الشعب حاليا) عاصمة الدولة الاتحادية المحاذية لمنطقة الحسوة بمناسبة دمج قوات الحرس الاتحادي وجيش الاتحاد النظامي.

صلاح ضحية تقارير كيدية:

(حصل الفقيد على رتبة عقيد بعد قيام دولة الوحدة) في البيانات اللازمة لسيرة عميدهم بأن تقارير كيدية ووشايات تم رفعها من ضباط محليين إلى القيادة البريطانية للجيش الاتحادي والممثلة بالقائدين العسكريين (?ينر) و(داي)، وذلك استنادا لرسالة رفعها المقدم صلاح إلى القائدين البريطانيين المذكورين في 22 ديسمبر 1966م، وأوضح لهما أن قرار إحالته للتقاعد تسبب فيه تضليل ضباط عرب للقائد (?ينر)، وأن قرار إحالته للتقاعد حرمه من استحقاق قانوني وإداري بالحصول على رتبة (عقيد) أسوة بضباط زملاء في الجيش الاتحادي النظامي أمثال محمد أحمد عولقي وأحمد محمد حسين ومحمد سعيد يافعي وزملاء في الحرس الوطني الاتحادي أمثال حيدر صالح بيحاني وحسين عثمان ميسري (عشال) والصديق أحمد حسين وسالم أحمد عتيقي الذين يحملون الرتبة نفسها.

بعد حياة حافلة بالعمل وصادقة بالتعامل مع إخوانه وأبنائه في الخدمة العسكرية، التي تخللتها روح النكتة والتضحية من أجل الوطن والثورة شأنه في ذلك شأن زملائه رفاق السلاح وبعد مشوار كفاحي خاضه في مرفق السياحة، لقي الفقيد عبدالله ناصر صلاح ربه في العام 1999م عن عمر ناهز الثالثة والثمانين عاما .







منقول