اعزائي الاكارم اليوم انتم مع موعد مع كلمات ليست جنوبية ولكنها تتحدث عن الجنوب وقضية الجنوب بواقعية شديدة بحقيقة واضحة الكلمات ليست لشخص جنوبي ولكنها لشخص من ابناء الشمال شخص من هذا المنتدى ولكنة نشر كلماتة هذة في منتدى اخر وهو المجلس اليمني وفضل ان ينشرها هناك على ان ينشرها هنا اتدرون لماذا لانة حسب ماقال لي ان من في منتدى شباب اليمن ليس مؤهل لحوار جاد وموضوعي وهذا مانراه كلنا لكنني دونما استئذان وليسامحني على ذلك قمت بنقل هذة المشاركة لاهميتها هذا هو العقل هذا هو المنطق الذي تحدث بة السيد الفاضل طلال تحدث وكان نعم المتحدث اتمنى من الكل ان يقراء هذة الحروف بتمعن فهذة شهادة من مثقف شمالي بان الفارق الحضاري والثقافي بين الجنوب والشمال فارق شاسع وان الوحدة لم تستطع اذابة الجليد ولم تستطع ان توحد بين هذين الشعبين والاكثر من ذلك شهادة واعتراف بان الجنوب واهلة يمارس ضدهم الظلم اليكم المشاركة
في الحقيقة أنني من الجهة الشمالية من اليمن من تلك الجهة التي تتشدق فخراً بوحدتها المزعومة والمقدسة ..
كنت والى زمن ليس بالبعيد اعتبر ان الانفصال مصطلحاً شركياًُ اشمأز منه لكثر ما لقمنا وغرزت فينا تلك الأفكار العدائية ضد من يطالبون بفصل الوطن الذي كنت اضنه دائماً موحداًُ لكنني مع الوقت ومع مع انفصالي وتجردي من أشياء كثيرة منها تلك الشعارات المزيفة التي لقمت بها منذ الطفولة كانت دائماً تغريني الشعارات التي تتعلق في أسوار مدينتي وذاكرتي ..والتي تتزين فوقها كلمات تعبر عن الوحدة وانجازات الوحدة وسمو الوحدة التي اصبحنا فيها واصبع الوطن يغرق ثملاً فيها ..لكن مع الأيام اكتشفت ان الوحدة التي يتحدثون عنها ليست موجودة بالمعنى السامي للوحدة الذي لطالما قدسته .. الوحدة التي هي التوحد وليس الضم ففي الحقيقة عندما أعيش كجنوبياً اجد ان مناخ الجنوب وبيئته الحالية هي بيئة خصبة ليكون الشخص انفصالياً من الدرجة الأولى ..والثانية
والسبب هي السياسة البتراء للنظام الذي وكأنة يتعمد خلق ثقافة جديدة "ثقافة الانفصال " من الأوضاع اليائسة في الجنوب و ناتجة عن الصراع بين الرجعية الشمالية وبين وبين الشيوعية الجنوبية ..حقيقة أنه لا يوجد أي تمهيد او محاولة تقريب بين الثقافتين ليتم الانسجام بينهم بل ان تخلفاً مكتظاً من الشمال يرمي ثقله على الجنوب في شواطئها وفي أماكنها وفي أقسامها وفروعها ..في الحقيقة عندما ينظر الناظر الى الجنوب يجد انه لا يستطيع التمييز في هل هي جنوبية بنكهة شمالية ام شمالية بنكهة جنوبية لما تمارسه الحكومة من شملنه الجنوب بمراكزها الحكومية وبثقافتها ايضاً وبكل الاقطعه التي يجب ان تعمل الحكومة على الموازنة بينهم ..لأشعار الجنوبيين أنهم ما زالوا هنا وان الوحدة أنتجت وجودهم لا نفيهم ..الجنوبيين لا يحتاجون تبجح بانجازات تنسب للرئيس وللوحدة ولا يحتاجون أنوار تزين مدنهم بل يحتاجون لما يشعرهم بانتمائهم في وطنهم الذي وجدوا أنفسهم فيه ..محتاجون لأن تشعرهم الحكومة بأن الحكم ليس شمالي وبأن الثقافة ليست شمالية وبأن نظام القبيلة ليس طاغياً على النظام الذي اقتاتوا علية في زمن تعاطوا فيه القانون حد التقيؤ ..محتاجون لأن يعيشوا في الوسطية ما بين حريتهم المفروضة بذالك الجزء الذي يعيشون فيه وقانون يشمل الجميع..محتاجون لأن يروا باستمرار ابن الجنوب وهو في تلك الإدارة وفي ذالك المنصب وفي ذالك المقر وفي تلك المؤسسة ..وليس الشمالي الذي يصطدمون به أينما ذهبوا ..
قصص كثيرة وأحداث كثيرة كنت أراقبها واشهدها بنفسي واسمعها من اعز المقربين لي.. ترتكب بحق أبناء الجنوب تجعلني استغرب كيف يطالب الشماليون منهم السكوت وهم من يجعلونهم يصرخون..فهنا اجد شمالي لا بل شماليون يمارسون التخلف في عدن على شطأنها وطرقها وممراتها..وهنا اجد جنوبي منكر وممحي بين مجموعة من الشماليين ..وهنا اجد عشرة موظفين شماليين في مدينة جنوبية ..وجنوبي واحد موظف ..وهنا اجد عسكري او ضابط يمارس قبيلته المنفوخة على مجموعة من الجنوبيين الذين لا يفقهون هذه اللغة .. أشياء وأشياء كثيرة توضح الكثير من الأسباب التي تخلق الانفصاليين ..من كل حديثي الصارخ هذا أريد ان أقول على من يتفننون بنقد الانفصاليين والثرثرة عن الوحدة وانجازاتها ان يراقبوا الواقع بأنصاف ثم يختاروا احد الخيارين اما ترك الجنوبيين يواجهون مصيرهم او الوقوف معهم لأنصافهم وتحقيق الوحدة الحقيقية لهم ..وتحقيق الوحدة الحقيقية يكون في ان نترك الشعارات المقولبه ونتجه ضد الفساد والتعامل مع الواقع بأنصاف دون أي حيادية ..ومع أصلاح ذالك الصراع الثقافي بين الشمال والجنوب ..وإعطاء الجنوب تقديره الذي يستحقه والذي يشعره بأنة على وطنه الذي من خلاله يعيش كل تفاصيله وثرواته وثقافته وسعادته وحتى بؤسه ..
أخيرا كتبت كل ما كتبته لأنني أريد مصلحة الوطن واعتقد ان ليس من مصلحة الوطن ان نتغاضى عن كل هذه التفاصيل لنكتشف اخيراً اننا أنجبنا وحدة بطفرات عديدة قد تنتج الفوضى في المستقبل.. سببها تجاهلنا وإصرارنا الأعمى..
انا اعشق كل معاني الوحدة التي تتفق عليها كل الحضارات والفلسفات ..لكنني لا أنسى ابداً انني انسان يستطيع ان يميز ..بمصداقية
طلال احمد
19/6/2007
امنياتي للجميع بالتوفيق
Bookmarks