كلمة رقيقة واحدة يمكن أن تجعل ثلاثة أشهر شتوية، شهوراً دافئة." (مثل ياباني).
الكلمة الطيبة كشجرة طيبة
أصدقاء، يتقابلون بعد غياب أشهر، رُبما سنين، المشهد المعتاد سلام، قُبل سريعة، وجُمل معتادة: شلونك؟ أخبارك؟ وين النّاس؟! قد يتطاير في المكان شوق عارم، أو رغبة في الصراخ بصوتٍ عال: اشتقت لك جداً! لكن، طبعاً، ستكون كلمات تغيب عن المحفل، وستقبع في أنفاق الصّمت والابتسامة الباردة.
لماذا ماتت الكلمة الحُلوة في شفاه النّاس؟ لماذا صَار كثير التلفظ بها، إنساناً "حبيّباً" و"طيب القلب"؟! حتى صارت وصمة "عيب" تُلصق في جبينه. لماذا انقلبت المعايير وصارَ التعامل اللطيف؟؟ والتعبير عن المشاعر المكنونة في الصدور، بكلمات عذبة، أمراً خارج نطاق الحسبة، والتصنّع بهالات الكبر والغرور والكلمات المصفوفة ضرباً من ضروب الرزانة والتعقّل والوجاهة.
قال الله تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} (البقرة : 83).
للكلمة الطيبة ذلك الأثر الذي يتغلغل في النفس ويُفشي الهدوء والسكينة والمحبة التي هي غذاء المعاملات بين الناس، فترتقي بها، حتى تصل إلى أعلى أواصر الالتحام، والعشرة الطيبة.
الكلمة الحسنة هي تلك الوصفة السحرية عندما تتعقّد الأمور ويصير الطريق مسدوداً، أو عندما يكون الجوّ مشحوناً حدّ الانفجار، أو عندما تنقطع الأواصر كما تقطع السكاكين الحبال، أو عندما يكون التفاهم مستحيلاً.. ولا نهاية للمشاحنات والضغينة.
الكلمة الرقيقة، هي عندما تُريد فقط أن تقول كلمة عذبة في أذن من تحب، عندما تُريد أن تهمس في أذن والدتك "اشتقت لكِ"، عندما تُخبر أختك المتزوجة والغارقة في مسؤولياتها "يعطيك العافية"، عندما تخبر صديقك في العمل "أرتاح معك"، عندما تُقبل على زوجتك "تسلمين يا الغالية"، لا يهم ما هي المناسبة؟ ولا لماذا؟ ولا كيف أو أين؟ فقط قُلها، لن تُكلفك شيئاً أبداً. أفصح عن مشاعرك، أطلق عنان الكلمة الطيبة من شفاهك، حررها من براثن الأقنعة، واحسب ألف حساب لها. سهّل الطريق أمامها لتنساب في تناغم إلى من حولك؛ فيمتلئ المكان بتلك الروح العذبة، والبسمة الحُلوة.
موضوع مميز بالنسبة لي وجاء في وقته فوددت أن أنقله لكم ..
أريد تعليقاتكم وماهو منظوركم للكلمة الطيبة الرقيقة وماهو المشاهدفي هذه الأيام ؟؟
تحياتي
Bookmarks