فى معرض "ملكة سبأ وكنوز اليمن القديمة" الذى نظمه المتحف البريطانى فى لندن قبل شهور، اصطف آلاف البريطانيين والسائحين لمشاهدة آثار اليمن، والتعرف على أسرار ملكة سبأ التى جاءت قصتها فى القرآن والكتاب المقدس، وسحرت خيال الملايين. وقد نظم المتحف البريطانى عدة محاضرات عن ملكة سبأ كما صورها الفنانون الغربيون منذ عصر النهضة فى القرن الخامس عشر، التى صورها الشعراء والكتاب كامرأة تغرى الرجال بجمالها. كما تم استعراض الروايات الإسلامية واليهودية والحبشية التى تحدثت عن هذه الملكة التى يسميها المسلمون بلقيس، ويعتقد الحبشيون أنها تزوجت الملك سليمان وأصبح منيليك ابنها منه مؤسسا لعائلة النجاشى، التى كان هيلاسيلاسى آخر ملوكها فى القرن العشرين. أسطورة ملكة سبأ هى المدخل الذى اعتمد عليه المتحف البريطانى بلندن فى العرض واحتوى على روائع الآثار التى تم الكشف عنها فى بلاد اليمن، بينها تماثيل من الرخام والبرونز ونماذج من عناصر الزخرفة المعمارية والمجوهرات الذهبية وأعمال الزجاج والفخار، تم تجميعها من متاحف بريطانيا وأمريكا واليمن. ومن أهم القطع رأس لثور صغير مصنوع من الذهب، يرمز إلى "الماقة" معبودة السبئيين التى تم عرضها للمرة الأولى منذ العثور عليها. وهناك رأس مرمرية جميلة لامرأة سبئية اسمها مريم، جرى عرضها مع ما عثر عليه فى قبرها من أدوات.
هناك عدد من الروايات ذات طبيعة أسطورية، عن الثروات الهائلة التى وجدت فى اليمن وعن ملكتها الشهيرة "ملكة سبأ"، التى أثارت قصتها خيال الملايين من الناس عبر العصور. وقد حاول المؤرخون ورجال الآثار خلال القرن الماضى التحقق من تاريخ هذه الملكة الشهيرة، وهل هو مجرد أسطورة خيالية أم يمثل حقائق من أحداث الماضى. إلا أن محاولة البحث عن ملكة سبأ فى التاريخ، أثارت تساؤلات أخرى حول الملك سليمان ومدى صحة الأساطير التى وردت عنه، وهل حقا كانت له دولة تمتد حدودها بين النيل والفرات؟
لكم تحياتي
Reply With Quote
Bookmarks