أقول إن الزيدية على مافيها من ضلال وانحراف تعتبر من أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة والجماعة، حيث يتصف بالابتعاد عن الغلو الذي وقعت فيه باقي فرق الشيعة.
إذا أريد بلقب "أهل السنة" مدلوله العام، وهو الذي يدخل فيه كل من أثبت الخلافة للخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - رضوان الله عليهم جميعاً، ويثبت أكثر الزيدية الخلافة وفق هذا الترتيب.
فهم يرضون على الشيخين أبا بكر وعمر إلا أن علياً - وفقاً لمعتقدهم - كان أولى بالخلافة، من غير أن يبطلوا ولايتهما، فمذهبهم أجاز ولاية المفضول - المستجمع شرائط الإمامة - مع وجود الفاضل.
وهذا الموقف من الشيخين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - هو الذي شكل نقطة الافتراق بينهم وبين الرافضة. حيث يذكر الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" عن عيسى بن يونس أنه قال: " جاءت الرافضة زيداً، فقالوا: تبرأ من "أبي بكر وعمر حتى ننصرك، قال: بل أتولاهما، قالوا: إذا نرفضك، فمن ثم قيل لهم: الرافضة. وأما الزيدية، فقالوا بقوله، وحاربوا معه "، وانتسبوا إليه."
مؤسس الزيدية ترجع الزيدية إلى زيد(السجّاد) بن علي (زين العابدين) بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - ولد عام 80هـ، وتتلمذ على أخيه الأكبر أبي جعفر محمد الباقر، وعلى يد واصل بن عطاء رأس المعتزلةفي زمانه، ومنه أخذ الإعتزال، تنقل في البلاد الشامية والعراقية باحثاً عن العلم أولاً، وعن حق أهل البيت في الإمامة ثانيـاً، فقـد كان تقياً ورعاً عالماً فاضلاً مخلصاً شجاعاً وسيماً مهيباً ملماً بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاد ثورة شيعية في العراق ضد الأمويين أيام هشام بن عبد الملك، فقد دفعه أهل الكوفة لهـذا الخروج ثم مـا لبثوا أن تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنه لا يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر ولا يلعنهمـا، بل يترضى عنهما رحمه الله، فتخلوا عنه، واضطر لمقـابلة جيش الأمويين وما معه سوى 500 فـارس حيث أصيب بسهم في جبهته أدى إلى وفاته ليلة الجمعة لخمس بقين من محرم سنة اثنتين وعشرين ومائة من الهجرة النبوية - رحمة الله عليه.
وقد تنقل في البلاد الشامية والعراقية باحثا عن العلم اولا، وعن حق آل البيت في الإمامة ثانيا.
فقد كان عالما ورعا تقيا مخلصا فاضلا شجاعا وسيما مهيبا عالما بشرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وكذلك اتصل ريد بن علي بواصل بن عطاء وتدارس معه وتأثر بافكاره التي انتقلت الى المذهب الزيدي، وان كان هناك من ينكر هذا الاتصال، وهناك من قال انه التقاه دون ان يتأثر بأفكاره، والله اعلم بالصواب.
وقد قيل انه جرت بينه وبين أخيه الباقر مناظرات ينكر عليه قوله بالخروج على أئمة الجور،وأنها شرط في صحة الامامة، حيث قال له يوماً على مقتضى مذهبك فإن والدك ( علي زين العابدين ) ليس بإمام، فإنه لم يخرج قط، ولا تعرّض للخروج.
" وكان ذا علم وجلالة وصلاح .. وفد على متولي العراق يوسف بن عمر، فأحسن جائزته، ثم رُدَّ، فأتاه قوم من الكوفة، فقالوا: ارجع نبايعك، فما يوسف بشيء، فأصغى إليهم وعسكر، فبرز لحربه عسكر يوسف، فقُتل في المعركة، ثم صُلب أربع سنين " كما قال الذهبي.
ويُنسب إلى زيد كتب، أشهرها كتاب المجموع في الحديث، وكتاب المجموع في الفقه، وهما كتاب واحد اسمه المجموع الكبير، رواهما عنه تلميذه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي الهاشمي الذي مات في الربع الثالث من القرن الثاني للهجرة .
خلفاء زيد وقد خلف زيداً من بعد ابنه يحيى المولود سنة سبع وتسعين، حيث سار على درب والده في قتال الأمويين، وتمكن من الفرار إلى خراسان، واجتمعت عليه جماعة كثيرة، قاتل بهم حتى قتله أميرها. وذلك سنة ست وعشرين ومائة في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
وفُوِّض الأمر بعد يحيى إلى محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن علي حيث خرج محمد النفس الزكية في المدينة، فقتله عاملها عيسى بن ماهان ، وخرج إبراهيم من بعده بالبصرة، فكان مقتله فيها بأمر من المنصورعام 125هـ.
خرج بعد ذلك محمد بن عبدالله بن الحسين بن علي المعروف بالنفس الزكية بالمدينة فقتله عاملها عيسى بن ماهان.
وخرج من بعده اخوه ابراهيم في البصرة فقتل بامر من الخليفة المنصور.
اما احمد بن عيسى بن زيد حفيد مؤسس الزيدية فقد اقام بالعراق واخذ عن تلاميذ اباحنيفة.
ثم القاسم بن ابراهيم المرسي بن عبدالله بن الحسين بن علي بن ابي طالب - رضي الله عنهما - والذي تشكلت طائفة باسمه القاسمية.
ثم جاء من بعده حفيده الهادي الى الحق يحي بن الحسين بن القاسم - الذي عقدت له الإمامة باليمن - الذي قام بقتال الشيعة الاسماعيلية - القرامطة فيها، كما تشكلت له فرقة زيدية عرفت باسم الهادوية منتشرة في اليمن والحجاز وما حولها.
كما ظهر أمر الزيدية بعد ذلك في بلاد الديلم وجيلان على يد صاحبهم ابومحمد الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر بن الحسين بن علي بن ابي طالب - رضي الله عنهما - والذي كام يلقب بالناصر الكبير
كذلك من أئمتهم محمد بن إبراهيم بن طباطبا ، الذي بعث بدعاته إلى الحجـاز ومصـر واليمن والبصرة، ومن شخصياتهم البارزة كذلك مقاتل بن سليمان، ومحمد بن نصر، ومنهم أبو الفضـل بن العميد والصاحب بن عباد وبعض أمراء بني بويه.
وفي عام 1322هـ قام الإمام يحيى بن منصور بن حميد الدين بقتال الأتراك العثمانين، وأسس دولة استمرت حتى عام 1382هـ حيث انتهى بذلك حكم دولته على يد الخارجين عليه، ولم تنتهي الزيدية بذلك، فلا تزال دولة اليمن معقل الشيعة الزيود وفيها مركزهم وثقلهم.
موقفهم من الإمامة يعتقد الزيدية بوجوب أن يكون الإمام عدلا مصلحاً مجتهدا يساوي الرعية بنفسه، ويقوم على مصالحهم، ويرعى شأنهم، ويرون أن لا ولاية لظالم، بل يجب الخروج عليه، ومنازعته سلطانه.
وعلى هذا الأساس خرج زيد بن علي، ويرون - أي الزيدية - أن أهل البيت النبوي أحق بالخلافة من غيرهم، وأن الخلافة هي في علي ومن بعده الحسن، ومن بعده الحسين، ثم في أولاد الحسن والحسين ممن توفرت فيه الشروط المعتبرة، من الشجاعة والعلم والاجتهاد، فمن حاز الإمامة بالسيف منهم فقد وجبت بيعته، وعظمت على الناس طاعته.
ولايزال قسم من الزيدية على ماكان عليه زيد والبعض الاخر انحرف ومنهم
فرق الزيدية وافترقت الزيدية - كغيرها من الفرق - إلى مذاهب متعددة، فمن فرقها
1. الجارودية أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر الكوفي المتوفى عام 150هـ وقيل 160هـ وقد وصف المحدثون أبا الجارود بأنه كذاب وليس بثقة وانه كان رافضيا يضع الاحاديث في مثالب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عن اصحاب رسول الله،وقال عنه الامام ابن حجر رافضي، كذلك كذبه الامام يحي بن معين - رحم الله اهل الحديث، وغلت جماعات من الجارودية فقالت بغيبة الأئمة ونادت برجعتهم، وزعمت طائفة ان علم الحسن والحسين - رضي الله عنهما - كعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ردد بعضهم عبارات شبيهة بالاثناعشرية فقالوا الحلال حلال ال محمد صلى الله عليه وسلم والحرام حرامهم والاحكام احكامهم وعندهم جميع ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم عند صغيرهم وكبيرهم لايفضل الكبير على الصغير.
2. السليمانية او الجريرية أتباع سليمان بن جرير، وهم يثبتون امامة الشيخين ابا بكر وعمر - رضي الله عنهما، غير ان بن جرير هذا ذهب الى تكفير عثمان - رضي الله عنه - وكفر عائشة وطلحة والزبير - رضي الله عنهم أجمعين، {لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا}، كما انه رفض اراء الاثناعشرية في التقية والبداء.
3. الصالحية أتباع الحسن بن صالح،وهو كوفي ولد عام 100هـ وتوفي عام 160هـ، وقد خرج له البخاري ومسلم في باب الادب وقد وثقه الجمهور وقيل انه ثقة فقيه عابد لكنه رمي بالتشيع وقد ذهبت فرقة الصالحية مذهب ومعتقد السليمانية في الإمامة، إلا أنهم توقفوا في أمر عثمان - رضي الله عنه - وفي الحكم عليه بالإيمان أو الكفر - عياذا بالله تعالى من هذا الضلال.
هذه الفرق بجملتها لم يعد لها وجود عند الزيدية اليوم.
فالزيدية اليوم يرون ويدينون ويعتقدون نفس العقائد والاصول الخمسة عند المعتزلة.
الاصل الاول التوحيد ومعناه عندهم نفي صفات الله تعالى،
الاصل الثاني العدل ومعناه نفي القدر،
الاصل الثالث المنزلة بين المنزلتين ومعناه ان مرتكب الكبيرة ليس مسلما ولاكافرا، {ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما}
الاصل الرابع انفاذ الوعيد ومعناه ان صاحب الكبيرة مخلد في نار جهنم، واهل السنة لايقولون هذا ابدا فمرتكب الكبيرة من غير استحلال، لها امره الى الله ان شاء عفا عنه لاصل الايمان المستقر في قلبه وادخله الجنة، وان شاء عذبه بقدر ذنوبه ثم ادخله الجنة.
الاصل الخامس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبهذا يرون الخروج عل ولي الامر اذا ظلم ولو لم يأت بكفر صريح.
يرون جواز الإمـامة في كل أولاد فاطمة، سواء أكانوا من نسل الإمـام الحسن أم من نسل الإمام الحسين رضي الله عنهم أجميعين.
كما أن بعض الزيدية يرون العصمة لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعلي وولديهما الحسن والحسين رضي الله عنهم اجمعين.
ويرون ان رسول الله لايشفع لعصاة الامة وان الانسان لايدخل الجنة الا بعمله.
كما ان كثر الزيدية يطعنون في الصحابة طعن الامامية كما قال الشهرستاني في كتابه الملل والنحل.
كما يقول صالح بن مهدي المقبلي يقول في كتابه دليل العلم الشامخ ان الزيدية ليس لهم اساس واضح وقاعدة محددة فهم احيانا يطعنون في بعض خيار الصحابة مثل ابي هريرة وجرير البجلي وام المؤمنين حبيبة لانهم رووا احاديث لاتوافق هواهم، وان جاءهم حديث يوافق هواهم قبلوه من ذلك الصحابي ولو كان اقل رتبة وفضلا ممن طعنوا فيه.
ويرون قول عليه السلام لعلي والحسن والحسين وغيرهم من كبراء الزيدية.
الإمـامة لديهم ليست بالنص، إذ لا يشترط فيها أن ينص الإمـام السابق على الإمام اللاحق، بمعنى أنها ليست وراثية بل تقوم على البيعة، فمن كان من أولاد فاطمة وفيه شروط الإمامة كان أهلاً لها.
يجوز لديهم وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد في قطرين مختلفين.
تقول الزيدية بالإمام المفضول مع وجود الأفضل إذ لا يشترط أن يكون الإمام أفضل الناس جميعـاً بل من الممكن أن يكون هناك للمسلمين إمام على جانب من الفضل مع وجود من هو أفضل منه على أن يرجع إليه في الأحكام ويحكم بحكمه في القضايا التي يدلي برأيه فيها.
معظم الزيدية المعاصرين يُقرون خـلافة أبي بكر وعمر، ولا يلعنونهمـا كما تفعل فرق الرافضة، بل يترضون عنهما، ويقرون بصحة خلافة عثمان مع مؤاخذته على بعض الأمور.
يميلون إلى الاعتزال فيما يتعلق بذات الله، والاختيار في الأعمال، ومرتكب الكبيرة يعتبرونه في منـزلة بين المنـزلتين كما تقول المعتزلة، يرفضون التصوف رفضاً قاطعاً.
يخالفون الرافضة في زواج المتعة ويستنكرونه أشد الاستنكار.
يتفقون مع باقي الرافضة في زكاة الخمس وفي جواز التقية إذا لزم الأمر.
هم متفقون مع أهل السنة بشكل كامل في العبادات والفرائض سوى اختلافات قليلة في الفروع مثل قولهم حي على خير العمل في الأذان على طريقة الرافضة.
يرسلون أيديهم في الصلاة.
صلاة العيد تصح فرادى وجماعة.
صلاة الجنازة عندهم خمس تكبيرات.
يعدون صلاة التراويح جماعة بدعة.
يرفضون الصلاة خلف الفاجر.
فروض الوضوء عشرة.
قالوا بخلق القرآن، ونفوا علو الله على خلقه، واستواءه على عرشه، وأوّلوا الصفات الخبرية كالمجيء والنزول والعينين،
ونفوا أن يكون الله خالقاً لأفعال العباد، وقالوا بأن العباد خالقون لأفعالهم، خيراً كانت أم شراً،
وأوجبوا اتباع آل البيت النبوي، وقالوا أن من خرج عن دائرتهم فدينه مرذول، وإسلامه مدخول،
وحكموا بكفر أصحاب الكبائر في الآخرة وخلودهم في النار، وقالوا إن صاحب الكبيرة في الدنيا في منزلة بين المنزلتين، لا يقال مؤمن، ولا يقال كافر، بل هو فاسق عاص، ونفوا الشفاعة لأهل الكبائر،
وأنكروا رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة.
قالوا بوجوب الإيمان بالقضاء والقدر مع اعتبار الإنسان حراً مختاراً في طاعة الله أو عصيانه، ففصـلوا بذلك بين الإرادة وبين المحبة أو الرضا وهو رأي أهل البيت من الأئمة.
مصادر الاستدلال عنـدهم كتاب الله، ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلـم، ثم القيـاس ومنه الاستحسان والمصالح المرسلة ثم يجيء بعد ذلك العقل فما يقر العقل صحته وحسنه يكون مطلوباً وما يقر قبحه يكون منهياً عنه.
ولا يؤمن الزيدية بالرجعة، ولا بالمهدي المنتظر، ولا يرى عامتهم عصمة أئمة أهل البيت، ويستنكرون القول بأن الله تظهر له أمور كانت خافية فيغير قدره، وهي نظرية البداء التي قال بها المختار الثقفي، حيث إن الزيدية تقرر أن علم الله قديم غير متغير، وكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ.
كما أنهم في الفروع على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان إلا في اليسير من الفروع وافقوا فيه الشافعية والشيعة الجعفرية، وجوزوا خروج إمامين في قطرين، يستجمعان خصال الإمامة، ويكون كل واحد منهما واجب الطاعة.
باب الاجتهاد مفتوح لكل من يريد الاجتهاد ومن عجز عن ذلك قلد، وتقليد أهل البيت أولى من تقليد غيرهم.
يقولون بوجوب الخروج على الإمام الظالم والجائر ولا تجب طاعته.
يتمسكون بأحقية أهل البيت في الخلافة.
يشابهون الرافضة في تفضيل الأحاديث الورادة عنهم عن غيرها، وتقليدهم وزكاة الخمس.
تأثر الزيدية بالمعتـزلة فانعكست اعتزالية واصل بن عطاء عليهم وظهر هذا جلياً في تقديرهم للعقل وإعطائه أهمية كبرى في الاستدلال، إذ يجعلون له نصيباً وافراً في فهم العقائد وفي تطبيق أحكـام الشريعة وفي الحكم بحسن الأشياء وقبحها فضلاً عن تحليلاتهم للجبر والاختيار ومرتكب الكبيرة والخلود في النار.
وقد تحول كثير من الشيعة الزيدية الى المعتقد الشيعي الاثناعشري اثر نشوء الثورة الفارسية الخمينية الشيطانية في ايران.
أخذ أبو حنيفة عن زيد، كما أن حفيداً لزيد هو أحمد بن عيسى بن زيد قد أخذ عن تلاميذ أبي حنيفة في العراق، قد تلاقى المذهبان الحنفي السُّني والزيدي الشيعي في العراق أولاً، وفي ما بلاد ما وراء النهر ثانياً مما جعل التأثير والتأثر متبادلاً بين الطرفين.
وقد ظهر من بينهم علماء فطاحل أصبحوا من أهل السنة والجماعة، سلفيو المنهج والعقيدة أمثال ابن الوزير محمد بن ابراهيم الذي تتلمذ على يد الزيدية والذي رفض عصبية المتكلمين في زعمهم ان آيات الصفات وامثالها من الايات التي تتناول قضايا العقيدة من الامور المتشابهة، {وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ماكانوا يعملون}، حيث دافع دفاعا قويا عن اهل الحديث ورجح اقوال اهل السنة ورجال الحديث في مسائل العقيدة على اقوال المعتزلة، ودعى الى نصر منهج السلف واهل السنة والجماعة كما هو واضح في كتابي ايثار الحق على الخلق وترجيح اساليب القرآن على اساليب اليونان، وابن الأمير الصنعاني الذي تبحر في مختلف العلوم واخذ من مختلف المذاهب كما رجح الفقه والحديث على علم الكلام له كتابي سبل السلام وارشاد النقاد الى تيسير الاجتهاد والذي تصدى للبدع والخرافات في العقائد وهاجم انواع الشرك والضلال في كتابه العظيم تطهير الاعتقاد عن ادران الالحاد والشوكاني حيث ذم علم الكلام وحذر من الاشتغال به والخوض فيه كما حارب البدع في العقائد والعباداتوالذي بلغت مؤلفاته اكثر من 100مؤلف في الفقه واصوله والحديث والتفسير والتاريخ والتراجم، ومن اشهرها فتح القدير في التفسير، ونيل الاوطار بشرح منقهى الاخبار في علم الحديث او في فقه الحديث، وارشاد الفحول في علم الاصول، والقول المفيد في ادلة الاجتهاد والتقليد، وارشاد الثقات الى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعالي والنبوات، وقد اشتهر بذم التقليد والقائلين به ودعى الى الاجتهاد.
رحمة الله على ابا عبدالله الامام مالك حيث قال ماارى لصاحب الكلام او من دخل في علم الكلام الا ان يضرب بالنعال والجريد ويقال له هذا جزاء من ترك حديث رسول الله واشتغل بعلم الكلام* فرحمة الله على الامام مالك ورحمة الله على علماء اهل الحديث.
ان الملامح الشيعية واضحة في الزيدية على الرغم من اعتدالهم عن بقية فرق الشيعة.
على الرغم ان الزيدية اليوم، والموجودة في اليمن هي الجارودية في صنعاء وصعدة ومايليها وهم بذلك يشابهون الاثناعشرية.
ان المتأمل في حالهم يراهم يمجدون في ادعيائهم من علمائهم وينسبون اليهم قصصا مكذوبة لمناظرات يدعون انتصار علمائهم فيها على كبار علماء اهل السنة والجماعة كـ بن باز و بن عثيمين والمحدث الالباني رحمهم الله جميعا وبن جبرين حفظه الله.
وهذا ان دل على شيء فهو يدل على افلاسهم وخوائهم.
ان الزيدية اليوم خصوصا في صعدة تعيش تخبطا فعلمائها ليسوا زيدية بل رافضة بثياب الزيدية ينشرون ويعلمون الفكر الاثناعشري بكل ضلالاته.
فالكتب لديهم كتب الاثناعشرية، والفكر فكر الاثناعشرية، والاحاديث والاطروحات والنقاشات كلها اثناعشرية، ولا حول ولاقوة الا بالله،،
حتى انه نشأ نشء لايرى الاخذ بالبخاري ومسلم، ويكأنه الا عالما بالحديث، وهو اجهل من ان يعرف الحسن من الصحيح، ولو سألته في ابسط علم الحديث لفتح ثغره مشدوها، لا يحير على جواب.
رحم الله الشيخ مقبل الوادعي حيث كان في صعدة منارة علم وغصة للرافضة هناك.
ولم يتبق من الزيدية الا القليل ممن بقي ولم يبدل وهم منتشرون في جبال اليمن، ويميل كثير من ناشئتهم وشبابهم الى الاسلام الصحيح، وفق الدليل الصحيح من اهل العلم الثقات.
ان في صنعاء اليوم منارة علم اضاءت للدنيا، انها جامعة الايمان تنشر الاسلام الصحيح وفق منهاج اهل السنة والجماعة على ماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
إن الزيدية من أكثر فرق الشيعة اعتدالاً بالنسبة لغيرهم من فرق الشيعة، حيث أن المذهب الزيدي في الفروع لا يخرج عن إطار مدارس الفقه الإسلامي ومذاهبه، إلا أنه و لصلاتهم القديمة بالمعتزلة تأثروا بكثير من افكارهم ومعتقداتهم الضالة - والتي لو سلم منها لكان مذهبا خامسا من مذاهب الاسلام.
ان العيب في الزيدية ليست امورا فرعية كما يظن البعض بل امور اساسية، امور عقدية لابد من تركها والاخذ بالعقيدة الصحيحة، بالرجوع الى اهل العلم من ذوي العقيدة الصحيحة وقراءة الكتب العلمية وفهمها كـ كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب، وكتاب التوحيد للشيخ عبد المجيد الزنداني والذي يدرس في مدارس اليمن ومعاهدها.
لابأس ان تكون لنا خصوصيتنا،،
لكن لابد من تصحيح عقيدتنا وفق اهل السنة والجماعة وفق الفهم الصحيح لما قاله الله تعالى وفق الدليل الصحيح لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اننا ندعو الى تصحيح الزيدية الى زيدية سمحة،، وليس الى زيدية رافضية،،
isam-bin-( تم حذف البريد الإلكتروني آليا لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى )