عندما أقرأ في التاريخ وخاصة في سيرة عمر ابن الخطاب رضي الله ذلك الخليفة الراشد الذي ملأ الأرض عدلا وبين حكامنا اليوم أجد أن النجاح الذي حققه ذلك الإمام كان سببه التقى والخوف من الله فلم يكن يملك ما يملك اليوم الملوك من وسائل الاتصالات والمواصلات ليتابع أحوال دولته النجاح الذي حققه الخليفة الراشد كان مرده لعدة أمور عمل بها
1- توكيل الأمر لأهله وكان يستعين بالقوي الأمين
2- كان حريصا على المتابعة وتقصي الأخبار عن من ولاهم
3- وضع النهج الذي يسيرون عليه
4- معاقبة كل مسئول يغلق بابه عن الرعية
5- وجعل من حوله أكابر الصحابة ليكونون مستشارين ومقومين له
6- الاجتماعات الدورية بأهل العلم وعامة الناس
وكلنا نعرف قصة ابن عمرو ابن العاص الذي ضرب القبطي لأنه سبقه وكيف استدعي عمرو وأبنه للمدينة وكيف تمت معاقبته
ومن القصص التي فيها العبرة بلغه أن سعد بن أبى وقاص قد بنا بيتًا في الكوفة من طابقين، وسماه الناس قصر سعد، لأن بقيـة البيوت كـانت من طـابق واحد، وأنه اتخذ لمكانه الذي يباشر منه أعمـال الولايـة بـابًا، أرسـل إليه محمد بن مسلمة الأنصاري، وكان مبعوث عمر في المهمات الكبيرة، وأمره أن يحرق ذلك الباب الذي يـحول بـين الأمـير وبين النـاس، وأن يقدم بسعد معه، فـلمـا قدم عـليه وبخه ولم يقبـل اعتذاره بـأن داره قريبة من السوق وأنه كان يتضايق من ارتفـاع أصوات الناس وجلبتهم، ثم رده إلى عمله بعد أن أكد عليه ألا يعود إلى مثل هذا أبدًا
فهل يتعلم ولاة الأمر من عمر رضي الله عنه في سياسة الدولة
قبل يومين سمعت أحدهم يتكلم في إحدى القنوات ويتهم النظام بمساندة الحراك بالخفاء وإشعال الفتن في صعدة ثم يقول وإننا نناشد الرئيس أن يفعل ويفعل أقول إن لم يكن بعلم الرئيس بما يحصل من حوله فهذه مصيبة وإن كان يعلم ويؤيده فهذه مصيبة أكبر رئيس لا يعرف أن يقضي على الفساد لا يستحق أن يكون رئيس دولة ولو قارنا اليمن بما كان يحكم عمر فإنها لا تصل للعشر ولم يملك عمر من وسائل ما يملكه علي عبدالله صالح من وسائل حديثة وضبط حكمه وحارب الفساد وكل ذلك بالتقوى والإخلاص والعفاف
وصدقت المقولة إذا صلح الراعي صلحت الرعية
دمتم في حفظ الله
Bookmarks