رجل تائه بين الزحام
ضاع ربيع عمره بالأوهام
يصرخ في شوارع المدينة
بين الأزقة كأنه في العراء
يبكي حاله ..!!
مما صنعته به حواء
بدأ كالمجنون
يشكو حزن
حتى لقطرات الماء
يسير خطوة فيقع،
ومن ثم ينظر إلى الوراء
فكان حينها الحجر
يزين رؤوس الشرفاء
يمشي وراء السراب
يراه جداول من ماء
يدنو منها ليلمسها
ثم يعود حاله حال البؤساء
ثم ينظر إلى الوراء
فيرى حواء،
بثيابها الخضراء،
تلبس تاج العفة
زينتها الأدب،
ونقش يديها الحناء
ممزوج عطرها من رقتها وحنانها
ولا تنظر يوما إلى الوراء
همها أن تربي أجيال
يكونوا أبطال...
فالحجر بات يعلمنا درسا عن الوفاء
والرجل يقف كالمسمار ،
يعود ويسأل نفسه،
لما هكذا أنتي يا حواء
بعد ما بقي يهلوس وحده
والقمر غادر مسكنه
والنجوم افلت من سمائه
والأزهار غادرت ربيعه
والخريف تساقطت أوراقه
وعصافير الفجر هاجرت يومه
دون أن تسمعه لحن الوفاء
فحواء اليوم لم تعد حواء،
التي تعرفها ،
فما عاد يطربها الغناء
ولا تهز الخصر للإغواء
فأنت يا ادم ،
تحمل الكأس ورغم انه مليء بالماء
تتخيل أن في كل كأس تتواجد حواء
فلا داعي لهذا وذاك
فأفيق من سباتك
ودعك من هذه الأوهام
فلا كل حواء حواء
ولا كل فاكهة طيبة المذاق
تذكر
أعوام عمراً انقضاء
ولا تحن لشرب الخمر ،،
او لمشاهدة الرقص وسماع الغناء
تذكر النخيل على ضفاف نهري العراق
كلما مرت من فوق رأسك سحابة بيضاء
وتذكر قبة الصخرة للمسجد الأقصى
وصورة حصان الإسراء
اكتب قصص تفيدنا
عن آباءنا والأنبياء
بحروف من نور ،
وأنقشها لنا ببهاء
ارسم لنا مئذنة لها قباب
والعن كل من باع واشترى فينا
وتقاضى البغاء
احفر بضلوعك على مساجدنا
وقول لا حول لا قوة إلا بالله
أنت الحق ... أنت العدل
أنت لنا الأمنية والرجاء
لا تكتم في جوفك
صرخة خرساء
ولا تجعل حزننا طعام الأشقياء
واخرج من صمتك ،
قبل أن تكون تحت الثراء
وينتهي عهدك..
ويكون بعد الفراغ ، عدم
فنحن بنات حواء ،
إذا غنينا يوما،
سنغني لشمس الأصيل
ونتغزل بشجر النخيل
ونرقص طربا لعودة الأقصى الحزين
Bookmarks