بقلم:محمدقاسم نعمان
في ضوء ألازمه المالية العالمية والمتوقع تأثيرها على الدول الفقيرة والنامية والتي يتوقع أن تستمر تداعياتها للعامين التاليين ..فإننا ندعو إلى عقد اتفاقية هدنة مع الفساد الموجود في اليمن لهذه الفترة من اجل التخفيف من آثار هذه ألازمه العالمية ..
فالفساد في بلادنا ينهب من المال العام ومخصصات المشاريع وحاجيات الناس الضرورية نسبه غير قليله ويمكن في حاله توقف هذا الفساد أن يخفف كثيرا من أثار هذه ألازمه ..
إذ لايعقل أن تأتي أثار ألازمه العالمية لتصنع لنا مشكله وفي ذات الوقت يواصل الفاسدون في نهبهم ليضاعفوا من معانات الناس ويوسعون من آثار هذه المشكلة ويعقدونها أكثر مما هي معقدة أصلا ..
قراءة إلى واقعنا الاقتصادي الفعلي تقول أن حالنا – إنشاء لله – يمكن أن يصمد أمام ألازمه العالمية وتأثيراتها لكن ذلك مشروط بتوقف الفساد مع اتخاذ عدد من الإجراءات الضرورية الأخرى وبالذات وقف النفقات الحكومية غير الضرورية منها مثلا وقف استخدام السيارات الحكومية ووقودها للأغراض الخاصة و استخدامات أطفال المسئولين لها بشكل تحول إلى ظاهرة عامة تعبر عن صورة من صور استغلال الوظيفة العامة وتوظيف المال العام ، نقول ظاهرة عامة لأن المتابع لحركة سير السيارات والعربات المختلفة الأنواع والإحجام والإشكال في شوارعنا في مختلف المحافظات سيجد نسبة الحكومي هي الأعلى !!! ..
طبعا طوال السنوات الماضية ومع حمله مكافحه الفساد والإجراءات المختلفة التي اتخذت في هذا الاتجاه ومنها تشكيل اللجنة الوطنية العليا لمكافحه الفساد ظلت المطالبة – الودية لقوى الفساد والفاسدون في الأرض - مع غياب دعاة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودورهم في مكافحة هذا المنكر- ،لان يوقفوا فسادهم الذي يأكل كل ماهو اخضر في حياتنا وحتى اليابس منه.. لكن قوى الفساد لم تقبل ولم ترضخ لهذه المطالب والدعوات التي وصلت حد الترجي ، بل واصلت عنادها وصمودها – الجبارين – أمام كل الحملات السياسية والاعلاميه المحلية والدولية وظلت محافظة على وجودها وقوتها وهيمنتها ونفوذها ..
لكن اليوم الوضع اختلف .. انفجرت أزمة عالميه آثارها لن تكون سهلة لمجتمعنا الذي هو اصلآ في وضعه الحالي - مع دعم الدول والمنظمات المانحة- يعاني ويعاني ومساحات الفقر في ازدياد وتوسع وتكاثر .
لذلك لانجد إلا أن نكرر مطالبنا لقوى الفساد وهذه المرة لا نطالبهم فقط بل نناشدهم وندعوهم إلى هدنة ولو مؤقتة يستوعبون فيه الخطر الداهم الذي يهدد الشعب ومعيشتهم وحياتهم بسبب الأزمة التي تجتاح العالم والدول الفقيرة بوجه خاص واليمن في مقدمتها وبالذات إذا استمر الفساد يأخذ نصيبه كما تعودوا وعودونا عليه..
ولان الجوع - كما يقال – كافر .. ولان الناس هنا لن يترددوا في ممارسه حقهم الطبيعي في الغضب ولان غضب الشعوب يكون جبارا ..
لذلك تدعو قوى الفساد في اليمن إلى وقف فسادهم حالآ ويكتفون بمالديهم وإلا فان حدود صبر الناس سوف يفل وعلى نفسها جنت براقش ..
رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان
Bookmarks