الشبان يرون أن المرأة المستقلة تشكل تحدياً لرجولتهم
ثلثا العاملات بالوطن العربي يقصدن مساعدة أسرهن
لم يأتِ ظلم المرأة على يد شريكها الرجل فحسب، بل بمشاركة الدستور أيضاً الذي لم يساوها بالرجل في العمل وفي عضوية النقابات؛ على رغم أن ثلثي النساء العاملات في الوطن العربي يهدفن إلى مساعدة أسرهن اقتصادياً، هذا إضافة الى أن 60% من الريفيات يعملن لحساب أسرهن من دون أجر .
هذا ما تؤكده دراسة حديثة أجراها مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية عن واقع مشاركة المرأة العربية العاملة بين الدساتير وقوانين العمل المحلية، وجاء فيها أن المرأة مازالت تعاني من عدم تكافؤ الفرص وعدم المساواة في العمل وفي عضوية النقابات على رغم تزايد عددهن في القوى العاملة، دليل هذا أن نسبة النساء في مواقع قيادات النقابات قليلة للغاية وهو ما توضحه الباحثة سماء سليمان - رئيس وحدة دراسات المرأة بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة في دراستها المهمة التي تقول: إن قوانين العمل في مجملها في معظم الدول العربية جاءت مكملة لدساتير تلك الدول، بينما هناك تفاوت بين معايير منظمة العمل العربية وبين المعايير التي وضعتها منظمة العمل الدولية.
تفيد الباحثة سماء سليمان - حسب ما ورد بصحيفة الأهرام - أن مشكلات المرأة العربية لم تتوقف عند انتشار البطالة أو انحسار الوظائف أو تضاؤل الأجر بل تواجه المرأة العاملة مأزقا حقيقيا في الواقع العربي بسبب التقليل من قيمة عملها ومساهماتها في عملية التنمية الشاملة والقول بأنها لا تحقق أي فائدة لأسرتها مقارنة بالرجل وأن عملها له آثار سلبية على الأسرة والمجتمع على رغم أن الدراسات التي أجريت - لمعرفة مدي مساهمة المرأة العربية في النشاط الاقتصادي والتنمية الشاملة - تشير إلي أن نحو60% من إجمالي الأيدي العاملة في الريف العربي من النساء يعملن في الزراعة لحساب أسرهن ومن دون أجر.
وقد أتضح أن ثلثي النساء العاملات في الوطن العربي يعملن تحت ضغط الظروف الاقتصادية لمعاونة أسرهن، وهذا يعني أن المرأة لم تخرج لمجرد مزاحمة الرجل في سوق العمل أو منافسته في الحصول على مكانة اجتماعية متميزة وإنما بسبب ظروف اضطرارية دفعتها لطلب العمل وإعالة أسرتها بعد فقد أو تهرب العائل.
وإذا كان عمل المرأة يمثل بالنسبة لها ولأسرتها ومجتمعها ضرورة اقتصادية ومعنوية فلماذا تحرم منه تحت أي دعاوي؟
ولماذا لا يبحث المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية المعنية في العالم العربي عن الحلول التي تكفل حقها في الحصول على فرصة عمل مناسبة شأنها في ذلك شأن الرجل؟!
وقد دعت الباحثة في نهاية دراستها إلى رفع وعي المجتمع بأهمية عمل المرأة ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال البرامج التعليمية ووسائل الإعلام بما يضمن القضاء على الصورة النمطية لدور كل من المرأة والرجل وإيجاد مفاهيم صحيحة لتبادل الأدوار داخل الأسرة والمشاركة في المسؤوليات العائلية للتخفيف عن كاهل حواء العاملة. . .
وعلى رغم هذا العناء الذي تعانيه المرأة العاملة المساعدة لأسرتها إلا أنها مرفوضة من قبل بعض الشباب؛ تُرى ما هي أسباب تردد بعض شبان هذه الأيام في الاقتران بفتاة عاملة عصرية، وخاصة بعد أن حققت مكاسب في مجال العمل؟!
ويقول الباحث الأميركي وخبير شؤون الأسرة وارين فاريل ‘’إن بعض الشبان يرون أن المرأة المستقلة قد يشكل وجودها في البيت كزوجة تهديداً وتحدياً لرجولتهم، كما تكون أحياناً شخصية المرأة القوية حاجزاً يحول بينها وبين اقامة علاقة وثيقة بالرجال. . ‘’
ويضيف فاريل ان شباناً آخرين يواجهون في العمل الزميلة الطموحة التي تنافسهم على العلاوة، وأحياناً الرئيسة القوية العنيدة، وهذا يدفعهم إلى الاقتران بالزوجة المطيعة، ويحلمون بجو البيت الهادئ البعيد عن المنافسة والمواجهة والمجادلة. .
وقد أجرى وارين فاريل دراسة اشتركت فيها نحو 3 آلاف أسرة من مختلف طبقات المجتمع، واشترطت أن تكون الزوجة والأم في هذه الأسرة امرأة تتمتع بالاستقلال الذاتي، ودلت نتائج هذه الدراسة أن الزيجات التي تتمتع فيها الزوجة بالاستقلالية تكون أكثر استقراراً من غيرها. . كما أن استقلال المرأة لا يهدد كيان الأسرة، بل يعود بالنفع ليس فقط عليها، ولكن على جميع أفراد الأسرة، حيث إن المرأة المستقلة أقدر من غيرها على حل المشكلات ومواجهة الأزمات. .
استقلالية المرأة من منظور الرجل
فارس شمسي
يختلف مفهوم استقلالية المرأة بين المجتمعات وفقاً لدرجة تطورها الاجتماعي والفكري والاقتصادي. ورغم الاتفاق عليه كمصطلح تبقى مضامينه متفاوتة فالمساواة بالرجل والابتعاد عن نظرية الشك والريبة ودونية المعاملة معها هي من أولويات هذا المفهوم، إلا أن الجدل لا يزال قائما في مجتمعاتنا حول هذه المسألة، مما يجعلها متأخرة على سلم الأولويات كغيرها من القضايا المرمية في أقبية الأراشيف الحياتية. ولعل أكثر ما يخشاه الرجل من استقلالية المرأة هو أن يدفعها نحو الخروج على سلطته والتعامل معه وفق عقلية الند، مما يجعله يشعر بفقدان درجة التكليف المنوط به كحامي للأسرة وقيم عليها على عكس المرأة التي تجاهد بالتخلص من قيود فرضت عليها وكبلتها ومنعتها من التعبير عن المنهج الصحيح في التعامل الأسري السليم تحت دواعي التكليف المبتورة من سياقها الصحيح.
سجالات كثيرة ومشكلات يومية بين الرجل وزوجته والأب والابنة أو الأخ والأخت نابعة من هذا اللغط الحاصل في عدم استيعاب الصحيح للمفهوم ينجم عنه مشدات كلامية وضغوط نفسية تصل بعض الأحيان إلى نتائج كارثية على صعيد التعامل الأسري الداخلي من فوضى وتهكم بين أفراده والتي تبدأ من أبسط الأمور كمشاهدة التلفاز وبعض برامجه والتي يكون توقيت بثها في نفس الوقت إلى أكبر هذه المسائل كمسألة التعليم ونوعيته واختيار شريك الحياة.
استقلالية منزلية فقط
فكر اجتماعي تحصل من خلال تراكم فكري لنظرية الدونية والريبة في التعامل مع المرأة لعقود طويلة، فشكلت أعرافاً أخذت هيئة القوانين التي لا يجب المساس بها وتتوارث أباً عن جد ورسخت قناعات استمدت أصولها من نزعة التسلط التي يرى البعض فيها عظمته وعنفوانه وهو يستمر في رؤية أن الاستقلالية يجب أن تكون محصورة ضمن الشؤون المنزلية المتعلقة بعملها داخل إطار البيت من الأمور التي يجد فيها الرجل راحة كبيرة ومتعة وهو ينأى بنفسه مبتعداً عنها ويعطي لها بعداً قانونياً مزينة بلافتات الاستقلالية والحرية العظيمة وفيها من المنة ما قد يتسع لهضم أي شيء.
غير ما أن تطرح مسألة الحوار والمحاورة في بعض القضايا الحياتية حتى تبدأ صفارة الرجولة المطلقة بالإنذار فكل شيء تم وضعه في الحسبان إلا النقاش والحوار فهي ممنوعة على قسم كبير منهن وأن تم السماع لأصوات البعض منهن فإن ذلك يدخل من باب المراوغة والتحايل إذ بتلك المفاهيم فهي قاصرة لا تملك من الطاقات الفكرية تضعها في مستوى الجدال والنقاش. الأمر الذي يمكن أن يصل إلى أمور أخرى لا تحمد عقباه بالنسبة إليه وتسبب له منغصات أخرى كالمطالبة مثلا بالميراث أو تحقيق استقلالية مادية كفلها الشرع الحنيف والقوانين لها (وان كان للرجل ضعف نصيب الأنثى من الميراث فان الشرع عوضها من جانب آخر بأن منحها الاستقلالية المادية وأمر الرجل بالنفقة عليها وضمان عيش كريم لها) إلا أن الخطأ في الفهم القصور عن استيعاب المحتوى جعل الكثيرين ينظرون لها على أنها وما تملك يدخل في إطار حيازته الشخصية.
استقلالية أم مجاراة للشكليات
ومن جانب آخر يجد الكثير ما يبرر تلك المخاوف من أن تكون الاستقلالية على النمط الغربي فمحاولة المرأة الظهور ومجاراة النمط المقدم في المجتمعات الأخرى وأن حققت أشواطاً متقدمة في إثبات ذاتها في المجال العلمي والفكري والعملي فهي باعتقادهم تقفز فوق ذلك كله وتتمسك بالشكليات الاجتماعية خرقاً للقيم الفكرية الأخلاقية والاجتماعية لمجتمعاتنا والقضية بنظرهم لا تتعلق بالخروج أو التعلم أو غيرها بل تتعدى محاولة التطبع بعادات وطرق التعامل والتفكير الاجتماعي الغربي في بيئة مناقضة لها ثقافياً وعقائدياً مما يحدث شرخاً اجتماعياً كبيرا خاصة في ظل الفروقات بين البيئتين والانبهار بما تحقق من تطور حياتي وفكري في تلك المجتمعات.
قوانين شكليةومن جانبها المرأة تدرك وجود قوانين وتشريعات تكفل لها المساواة والاستقلالية من حق التعلم والعمل إلى المساواة في الأجور وحق اختيار الزوج أو الرفض فكلها مبادئ تصون حقوقها إلا ان الأغلبية منهن ترين فيها حبرا على الورق لان الوصي على تنفيذ هذه القوانين كثيرا ما يجد لنفسه من المسوغات والمبررات لاستخراج استثناءات تخدم رؤيته ومصلحته الذاتية إذ الرجل أخيرا من يقرر حقها أو أهليتها للتعليم ونوع التعليم وصولا في اختيار شريك الحياة ففي حدود مجتمعاتنا كثيرا ما تساق المرأة إلى الرجل الذي اقنع الولي دون الفتاة.
استقلالية تجاهد المرأة لنيلها من منطلق ان كل ما يعارضها هو نوع من المحاكمة والمحاسبة والعقاب لذاتها من قبل المجتمع مما يشعرها بالغبن والشعور بساسة الكيل بمكيالين فإذا كان القانون هو الذي يحاكم الرجل في القضايا الحياتية الهامة فلماذا جعل الرجل نفسه هو المشرع والقانون الذي تحاكم به المرأة في نفس القضايا بعيداً عن القانون العام.
استقلالية سيستمر اللغط حولها طالما استمر عدم وضوح الرؤية والقدرة على التعبير الصحيح عنها فالمشكلة لا تكمن في الاستقلالية بل بتفسيرها الأمر الذي يتطلب تضافر جهود مختلف الفئات الاجتماعية سيما النخبوية والفكرية في تقديم رؤى سليمة وصحيحة للمفهوم للانطلاق في فضاءات جديدة خاصة نحن متأخرون بسنوات طويلة عن المجتمعات المتقدمة وما زلنا نناقش في بديهيات الأبجدية البشرية وإنسانيتنا كمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء
ولكن انا ارى انا استقلالية المراءة اولا يكون فكريا قبل كل شي اخر بحكم العادات والتقاليد ولان القياس احد الابواب في التحكيم الفقهي وهو يخضع للعرف وكما عرفت العرب الاعراف بانها قوانين القبائل فانا استقلالية المراءة الكاملة في المجتمعات الشرقية صعبة وبنظري غير مرغوب فيها الا ان المراءة بالامكان ان تكون استقلالية ولكن اذا حس الرجال باستقلالية المراءة قالوا هذه متعجرفة ومتغطرسة ويجب كسر شوكتها حتى تبطل من وجهت نظرهم لان الرجل الشرقي عادة وليس الكل يميل الى اشباع رجولته برؤية المراءة ذات الجناح المكسور امامة والخاضعة رغم ان استقلالية المراءة قد لاتمس انثتها اطلاقا وقد نرى نساء مستقلات فكريا ولكنهن امهات وزوجات رائعات وانثتهم يختصرها المنزل واحضان الزوج فقط
- أعداد الذهبية(مع نقل بعض مقالات للعلم)
Bookmarks