لا أذكر منها غير ما في قلبي منها .... وأتمنى من اخوتي وأصحابي اذا مروا هنا أن يغفـــروا لي ما
نسيتــه منهــا... واذا كانوا يذكرون منها ما كنت نسيته يذكروه هنا ولن أتضايق ... سـأروي
هذه القصة باسلـــوبي وبطريقتي وأتمنى أن تناسبكم ................
( مودع قلبه )
بسم الله /
مــن دولة اسمهـــــــا اليـــــــابان ................ هل تعرفونها ؟!!!!!
لم تكن جميلــة ولم يكن هو الآخر يتمتع بالجمال .... ولكن كانا روحين في جسد ٍ واحد ... يتشاركان
في كل شئ ..... بداية من المدرسة ... فالجامعة... فالمعهد... فالعمل ....
عملا في معمـــل واحــد متخصص بصنع الأدوية الكيمــاوية..... وفي قضــاء الله الذي لا يرد عنـد
تحضير أحد المركبــات الكيميائية وقعت الزجاجة فانكسرت وانتشر دخانها بسرعة رهيبة ذهــب
أكثره في عيــنيها الرقيقــتين.....
فدمعت عيناهـــا..... وأذت بالرحيل عن عالم البصر!!
أما صاحبنا فقد هرب لا يلوي على شئ يريـد النجــــــــاة بعمره........
وهاهي المسكيــنة ترقد في المستشفى وحولها أهلها وأقرباؤها وأصحابها والكادر الطبي ولكنــــها
لا تراهم .... هي الآن في عالم آخر تسمع جميع الأصوات الا صوت حبيبــها ورفيق دربها....
أين هو ولم لم يعدها ؟؟ ؟؟؟ هذا السؤال الذي يراودها في تلك اللحظة....
كل شيئ اسود عندها سواد العين وسواد الحيــاة وسواد التفكير ....
الطبيـــب بشرها بالأمل الجديد ...... هناك عائلات فقيرة تضحي بكل شئ من أجل المـــال
حتى العيــــون تشترى في هذا الزمن المجنـــــــــون.....
تمر الأيـــــــــــام والليــــــــــالي ..... وتخرج من المستشفى بعين جديدة تبصر بها النور من جديـد
تريــــــــد أن تبحث عن حبيــــــبها عن فقيــدها ..... لماذا تركها ؟؟؟؟ لماذا هجرهــا ؟؟؟؟؟ تريد
أن تعاتبه ... توبخه.... تلومه.....
قيل لها انه في احدى الجنائن ......... كثيرا ما يجلس هناك.......
ذهبت اليه..... ورأته على احدى مقاعد الحديقة جالس وفي يده عكاز ويلبس نظارة ســـــوداء!!!
حال مزرية بالمرة !!!!
قالت في نفسها : ايـــــه ... هذا هو القدر وكأن الرب عاقبه على هجره لي وأراه كيف أن الحوادث
تصيب الجميــــــــــع.....
قربت منه ... فقالت: أرى أن الرب أراك آية ً .... ولكني لن أدعك فأنت لم تزل في القلــــب!
حين سمع صوتها انبهر ودهش ودمعت عيناه فرحا وغبطة وقال : عدت ِ حياتي ...
فقالت : أجل...
فقال : الحمد لله.... حين حدث يومها ما حدث ..... أخذت أجري وأنا في غير وعيي...
ولكن..... حين قابلت الدكتــور أقسمت بالله عليه أنه لا يخبرك بعينايَ التي أهديتها لك ِ......
( مودع قلبه : المهاجر قديما)
Bookmarks