كان لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كلامه . فاعتل أبوه علّة شديدة أشرف منها على الموت ، فاجتمع عليه أولاده ، وقالوا له : ندعو لك فلاناً أخانا ، قال : لا إن جاءني قتلني ، فقالوا : نحن نوصيه أن لا يتكلم ، فدعوه ، فلما دخل عليه قال له : يا أبتِ قل لا إله إلا الله تدخل بها الجنة وتفوز من النار ، يا أبتِ والله ما أشغلني عنك إلا فلان ، فإنه دعاني بالأمس ،فأهرس وأعدس واستبذج وسكبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل وأمضر ولوزج وافلوزج فصاح أبوه غمضوني ، فقد سبق ابن الزانية ملك الموت إلى قبض روحي
ـ عاد بعضهم نحوياً فقال : ما الذي تشكوه ؟ قال : حمى جاسية نارها حامية منها الأعضاء واهية والعظام بالية فقال له : لا شافاك الله بعافية يا ليتها كانت القاضية
-----------------------------------------------
سأل رجل الشعبي عن المسح على اللحية فقال : خللها ، قال الرجل : أخاف أن لا تبتل ، فقال الشعبي : إن تخوفت فانقعها من أول الليل !!
وجاء رجل إلى الشعبي وقال : إني تزوجت امرأة وجدتها عرجاء ، فهل لي أن أردها ؟ ، فقال له :إن كنت تريد أن تسابق بها فافعل
ولقي رجل الشعبي وهو واقف مع امرأة يكلمها ، فقال الرجل : أيكما الشعبي ؟ فأومأ الشعبي إلى المرأة وقال : هذه !
وسأل رجل الشعبي قال : هل يجوز للمحرم أن يحك جلده ؟ قال : نعم ، فقال الرجل : مقدار كم ؟ قال : حتى يبدو العظم
/////////////////////////////////////////
كان كل من أبو نواس وأبوالعتاهية ودعبل الخزاعي، وهم من أعلام الشعر العباسي، في نزهة، وفجأة مرت من أمامهم فتاة حسناء تلبس ثلاثة أثواب، كل ثوب يبدي ما تحته، فأرادوا التندر بألوانها الثلاثة الأبيض والأسود والأحمر، فجادت قريحة كل منهم باللون الذي اختاره.
فقال أبو العتاهية في الثوب الأبيض:
تَبَدَّى في ثياب من بياض ***بأجفان وألحــاظٍ مِـراض
فقلت له عبرتَ ولم تسلم ***وإني منــك بالتسليم راض
تبارك من كسا خديك وردا *** وقدك مثل أغصان الريـاض
فقال نعم كساني الله حسناً *** ويخلق ما يشاء بلا اعتراض
فثوبي مثل ثغري مثل نحري *** بياض في بيـاض في بياض
فقال دعبل الخزاعي في الثوب الأسود:
تبدى في السواد فقلت بدرٌ *** تجلى في الظلام على العباد
فقلت له عبرت ولم تسلم *** وأشمتَ الحسود مع الأعادي
تبارك من كسا خديك وردا *** مدى الأيـام دام بــلا نفاد
فقال نعم كساني الله حسنا *** ويخــلق ما يشاء بلا عناد
فثوبك مثل شعرك مثل حظي *** سواد في سواد في ســواد
وقال أبو نواس في الثوب الأحمر
تبدى في قميص اللاز يسعى *** عذولي لا يُلقبُ بالحبيب
فقلت من التعجب كيف هذا *** لقد أقبلتَ في زِيٍ عجيب
أَحُمرة وجنتيكَ كَسَتْكَ هذا ***أم انتَ صبَغتَه بدمِ القلوب
فقال الشمسُ أهدَتْ لي قميصاً *** قريبَ اللون من شفقِ الغروب
فثوبي والمُدامُ ولونُ خدي *** قريب من قريب من قريبِ
///////////////////////////
جلس اثنان من الشعراء على مائدة فلاحظ أحدهما الآخر يأكل بنهم فأنشد قائلا:
كأنك أثلة في أرض هش *** اتاها وابل من بعد رش
فاستشاط غضبا ورد عليه :
كأنك بعرة في أست كبش *** مدلاة وذك الكبش يمش
////////////////////////////
قيل: ادعى رجل من الاعراب النبوة في زمن المهدي العباسي فاعتقله الجندي وساقوه الى المهدي فقال له: انت نبي؟ قال: نعم قال المهدي: الى من بعثت؟ قال الاعرابي أو تركتموني ابعث الى احد؟ بعثت في الصباح واعتقلتموني في المساء.
////////////////////
معن بن زائدة
الأمير والشاعر معن بن زائدة اشتهر بحلمه وحكمته.
ولما تولّى الإمارة دخل عليه أعرابي بلا استئذان من بين الذين قدموا لتهنئته وقال بين يدي معن:
أتذكر إذ لحافك جلد شاةٍ *** وإذ نعلاك من جلد البعير ِ
فأجاب معن: نعم أذكر ذلك ولا أنساه ... فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك مُلكاً *** وعلّمك الجلوس على السرير ِ
قال معن: سبحانه على كل حال وذاك بحمد الله لا بحمدك .. فقال الأعرابي:
فلستُ مُسَلّماً إن عِشتُ دهراً *** على معن ٍ بتسليم الأمير ِ
قال: السلام سنة تأتي بها كيف شئت .. فقال:
أميرٌ يأكلُ الفولاذ سِـرّاً *** ويُطعم ضيفه خبز الشعير ِ
قال: الزاد زادنا نأكل ما نشاء ونـُطعم من نشاء .. فقال الأعرابي:
سأرحلُ عن بلادٍ أنتَ فيها *** ولو جارَ الزمانُ على الفقير ِ
قال معن: إن جاورتنا فمرحباً بك وإن رحلت عنّا فمصحوب بالسلامة ... قال:
فجد لي يا ابن ناقصة بشيءٍ *** فإني قد عزمتُ على المسير ِ
قال: أعطوه ألفَ درهم ...... فقال:
قليل ما أتيت به وإني *** لأطمع منك بالمال الكثير ِ
قال: أعطوه ألفاً آخر.
فأخذ الأعرابي يمدحه بأربعة أبيات بعد ذلك وفي كل بيت مدح يقوله يعطيه من حوالي الأمير معن ألفاً من عندهم، فلما انتهى تقدم الأعرابي يقبل رأس معن بن زائدة وقال: ما جئتك والله إلا مختبراً حلمك لما اشتهر عنك، فألفيت فيك من الحلم ما لو قسّم على أهل الأرض لكفاهم جميعاً فقال:
سألت الله أن يبقيك ذخراً *** فما لك في البرية من نظير ِ
قال معن: (( أعطيناه على هجونا ألفين فأعطوه على مديحنا أربعة ))
Bookmarks