هذا مقال للكاتبه الرائعه غادة السمان يصف شيء من احوالنا 0000
أعيادنا صارت كمآتمنا 00نمارسها بحكم العادة 00 على شفهنا نلصق الكلمات التقليدية
نزين شوارعنا ونزرع الحلويات في أحشاء ضيوفنا وكل من يحاول إقناع نفسه بأنه في عيد
العيد
كلمه فقدت معناها الحقيقي لدى جيلنا وانضمت إلى قافلة عادات نمارسها بآلية دقات الساعه
ومفاهيم نتبنى طقوسها وقد نسينا مدلولاتها وجذورها
فنحن جيل النكبة العربية الكبرى جيل نكبتنا بأنفسنا وبواقعنا المفجع الذي صحونا عليه بعد أغتيال فلسطين
جيلنا ممزق على الصعيد الشخصي وعلى صعيد العمل السياسي الجماعي 00
تتنازعه شتى الأتجاهات والحقائق والأكاذيب 00 حائر بين عشرات النظريات
عبثاً يحاول التوفيق بين منطق الأحداث والواقع ومنطق التراث المحافظ أنه ضائع مشتت
الأزدواجيه ترهقه فقد يقينه ومازال يتعثر بشكوكه ؛ طيبته تزيد في مرارة صراعه 00
يتحالف أحياناً - دون أن يدري - مع حصيلة القوى التي تشده إلى الوراء من جهل واستعمار وعبث
العيد كلمة تحمل معنى الإجماع العام على الفرح بشيء ما 00
ونحن جيل الغضب 00 الجيل المشتت ذو الأهداف المبعثرة 00
جسورنا مع الماضي برعونة نقطعها بأكملها 00
جسورنا مع المستقبل نكافح لنمدها 00 شيء واحد نجمع عليه دائماً : هو أن لا تجتمع كلمتنا
والعيد كلمة تحمل معنى الطمأنينة النفسية الكبرى 00 وأحداثنا السياسية التي تدور خيام لا تقينا
من صقيع الشرق والغرب 00 ونحن جيل اللاجئين
صار العيد المناسبة التي نشعر فيها اننا جيل بلا اعياد
دعونا نُلغ أعيادنا جميعاً 00 دعونا نحتفل بعيد إلغاء الأعياد ؛ فالاعتراف بالواقع خطوة كبيرة في درب البناء
واكتشاف المرض جزء أساسي من العلاج
دعونا نصنع لأنفسنا أعياداً جديدة او نبعث أعيدنا بمعناها الحقيقي 00
نريد عيداً ينبع من خيامنا من ضياعنا من قلقنا من سمونا و سقطاتنا 00
من واقعنا بعد أن نعري الجرح ونداويه بدلاً من أن نصر على إخفائه تحت زينة العيد0
Bookmarks