انتصارات وطن !!

----------------------
تأتي احتفالات الشعب اليمني بالعيد الـ43 للاستقلال الـ30 من نوفمبر 1967م هذا العام متزامنة مع الأفراح البهيجة التي يعيشها الوطن احتفاءً بالعرس الرياضي الكبير المتمثل في خليجي 20 الذي تجري منافساته في محافظتي عدن وأبين، وسط تفاعل جماهيري جسد من خلاله أبناء شعبنا لوحة وطنية رائعة عبرت عن عمق التلاحم الوطني والروح المتوثبة التي يحملها أبناء محافظات عدن وأبين ولحج والضالع وغيرها من محافظات الوطن. وهم يرسمون تلك اللوحة الوطنية، ويخرسون الأصوات النشاز لأولئك المرجفين والموتورين والحاقدين، الذين أرادوا إفشال هذا العرس الرياضي الكبير، وتعطيل استضافة اليمن لفعالياته، كما هو دأبهم دائماً، ماضياً وحاضراً فقد ظلوا حجر عثرة في طريق هذا الوطن، الذي لم يجن من ورائهم سوى المآسي والآلام والصراعات الدامية والمجازر الجماعية التي ذهب ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب اليمني.
ولذلك فقد استكثروا على هذا الوطن استضافة مثل ذلك العرس الرياضي فعملوا على نشر الأكاذيب والأراجيف بهدف عزل اليمن عن اشقائه، إلا أن الله خيب ظنهم وفألهم حيث احتشد الشعب اليمني عن بكرة أبيه لإسقاط تلك المراهنات وتلقين أصحابها درساً مؤلماً وقاسياً، قدم من خلاله شعبنا كما - أشار فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية أثناء لقائه يوم أمس بمكونات السلطة المحلية بمحافظة أبين - رسالة عظيمة وزاهية للقاصي والداني، عكست حب أبناء اليمن لوطنهم وما يبدونه من حرص على وحدتهم الوطنية، وكذا إصرارهم على صنع التحولات الهادفة إلى إعلاء شأن الوطن ورفع اسمه عالياً.
وفي ذلك دلالة هامة على ما يتمتع به هذا الشعب من كفاءة واقتدار وهو يحقق انتصاراته الواحد تلو الآخر بتلاحم وطني خلاق، كان ولا يزال سلاحه الأول في التغلب على كل التحديات وصنع انجازاته الكبرى، التي كان من أعظمها معجزة الثورة اليمنية "26 سبتمبر، 14اكتوبر، 30 نوفمبر" والتي توجها بإعادة تحقيق وحدته الوطنية وإعلان قيام الجمهورية اليمنية يوم الـ22 من مايو 1990م بمدينة عدن الباسلة، التي انطلق منها وعلى أيدي أبنائها الميامين شعار "نحو يمن ديمقراطي موحد" أكان ذلك في خضم الكفاح الوطني ضد الإمامة الكهنوتية المستبدة والحكم الاستعماري الانجلو سلاطيني، أو في المرحلة التي تلت الاستقلال الوطني الناجز في الـ30 من نوفمبر عام 67م حيث ظل هذا الشعار هو الإطار الناظم لكل مواقف أبناء شعبنا، بل أن أبناء محافظات عدن وأبين ولحج والضالع وشبوة وحضرموت والمهرة كانوا في مقدمة من قاوموا كل المشاريع الصغيرة والأفكار المحتقنة وعملوا على كبح جماحها وتقليم أظافر كل من أراد الانقلاب على إرادة هذا الشعب.
وليس من المبالغة القول بأن نجاح استضافة بلادنا لخليجي 20 وبتلك الصورة التي أشاد بها الأشقاء والأصدقاء على حد سواء قد مثل بحق الفرصة التي وجد فيها الشعب اليمني مناسبة ملائمة، للرد على كل من أراد تشويه مواقفه أو النيل من إرادته القوية وروحه الوطنية المتحفزة للعطاء في سبيل هذا الوطن والتضحية من أجله .
وبمنتهى اليقين فقد جاء هذا الرد مزلزلاً وصادماً لكل المرضى والمعتوهين والمزوبعين والخائبين والمشوشين والمشوهين الذين سعوا إلى تصوير المجتمع اليمني كمجتمع تقليدي خامل تغلب عليه المظهرية أكثر من اعتبارات الإنجاز والكفاءة .
وكان من الطبيعي أن ينتفض هذا الشعب لإيقاف تلك التطاولات البلهاء، وإخراس كل تلك الألسن الذميمة التي حاولت الانتقاص من شخصيته الحضارية وما يتصف به من جسارة وعزيمة فولاذية وإرادة صلبة وقدرة على تجاوز كل التحديات والصعاب، وذلك ما كان، فقد جعل هذا الشعب من خليجي 20 عرساً بهيجاً كانت فيه الجماهير اليمنية هي الفائز الحقيقي والمنتصر الأول .
وكما سقطت مراهنات أعداء الثورة اليمنية في الـ30 من نوفمبر 1967م، تسقط اليوم مراهنات أعداء النجاح لينتصر هذا الشعب من جديد لنفسه وإرادته الحرة ويؤكد للعالم أجمع أن شعباً بهذا التلاحم والوحدة الوطنية هو شعب أقوى من كل المشاريع الصغيرة، وأقوى من كل المرجفين والموتورين، وأقوى من كل الدسائس والمؤامرات، وهو من المناعة بما لايمكن أن تنال منه الفيروسات والأوبئة بعد أن اختار المضي في طريق التقدم والرقي وكسب رهان الحاضر والمستقبل وذلك أكبر رد على كل الزوابع، إذ أن العمل في الميدان هو السبيل إلى تحقيق المزيد من الانتصارات والتحولات وبلوغ الطموح المنشود .
وما دام الهدف واضحاً والغاية جلية فلا شيء يمكن أن يحول دون الوصول إلى ذلك الطموح في النماء والتطور والازدهار .
-----------
كلمة الثورة