انا والفتاة في مكتبة جرير(1) ..
كان آخر يوم من ذلك الأسبوع..مساءً ...قبل ما يقارب الشهر والنيف، لم تكن زيارتي الأولى لمكتبة جرير، بل ربما أعتاد أصحاب تلك المكتبة رؤيتي وجهي في وقت معين من آخر الأسبوع ....في المكتبة ... كنت أتنقل أمشط أقسامها قسماً قسماً وأتنقل من رف إلى رف وأغلبه كان أطلاع ....أستقر بي المطاف في الأخير إلى أحد الأقسام في المكتبة حيث ربما وجدتُ بغيتي التي كنت أنشدها من زيارة المكتبة ....أمسكت بالكتاب أتصفحه بسرعة ..مضت ما يقارب النصف ساعة وانا ممسك بذلك الكتاب حيث كان شيق جداً، كان القسم حينها ليس مكتظ بالزوار على غير عادة آخر الأسبوع ...
وبينما أنا مشغولاً بالقراءة .... تفاجأت بصوت فتاة يأتي من خلفي يقول... أخوي ممكن أسالك**************** ،، وكان سؤالها عن الكتاب الذي احمله
وقفت مشدوهاً فلا الزمان ولا المكان كان متوقع لمثل هذا السؤال!! ولا حتى المسؤول كان مؤهلاً ليجيب على سؤال مثل ذلك !!........صادف..!! أنه كان بيد كل واحد منّا نفس الكتاب، وصادف وما أجمل الصدف أن عندي خلفية بسيطة عن الكتاب وكاتبه .... أجبتها ونبضات قلبي متسارعة فلم أعتد أن أتكلم مع فتاة وفي مكان عام ،، بحق كانت الفتاة تتكلم بكل ثقة واريحيه على عكسي بعض الشئ كان فيه قليل من الارتباك ...........الذي لا أجد له مصوغ !!
محادثة لم تستغرق الدقيقتان ...كانت كلها ..وكلها ... عن الكتاب وكاتبه .... أنتهت المحادثة بكلمة شكراً أخوي....ولكن بعدها جالت في فكري البسيط الكثير من الأسئلة والأسئلة التي لم أجد لها جواباً ..
أخبرت أحد الأصدقاء بهذه القصة فقال لي : وين الهيئة (2) منكم؟؟؟؟؟؟
ويلااه ... ماذا فلعت كي يستعدي الأمر حضور الهيئة؟؟
هل مجرد وقوف شاب مع فتاة في مكان عام "شبهه"؟
ما طبيعة العلاقة الطيبة وعكسها بين الشاب والفتاة؟
هل يوجد ما يسمى "بالزمالة" بين الفتاة والشاب؟
هل مجرد الحديث مع "فتاة" خطاء فادح؟
أين الخلل؟؟ في كون المجتمع لا يقبل علاقة من هذا النوع؟ أم أن هذه العلاقة لا تصلح أن تكون في المجتمع؟
لِمَ يكون "سوء الظن" هو عنوان مشهد رؤية فتاة وشاب مع بعض؟
هي أسئلة كثيرة،، لبعضها مالم أستطع أن أسميه جواباً في نفسي ،، وللبعض الآخر علامة أستفهام لازالت مرتسمة؟
لقد جعلني هذا الموقف أقف وقفة جادة مع المجتمع الذي أعيش فيه ، وربما حدد لي صورة واضحه تجاه أعتقادي بهذا الخصوص ،،،، لا نبرئ مجتمعنا من سلبيات فرضتها عادات وتقاليد لا تمت للشرع بصلة لا من قريب ولا من بعيد ....
أيها الأحبه جميعاً،،، بقلب صادق أضع هذا الموضوع بين أيديكم ، وأنا كلي ثقة فيكم بأنكم ستثرونه بارائكم المصيبة، ووجهات نظركم الجاده ،، فتناولوه هنيئاً مريئاً على عقولكم النيرة ..
والله من وراء القصد ..
الذيب الخليفي
====
1- جرير : مكتبة عربية معروفة
2- الهيئة: هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية
Bookmarks