البدن والروح شيئان تلازم و جودهما منذ فجر التاريخ ..
ولم يكن لأحد أن يتخيل بانه سيأتي هذا اليوم الذي نشهد فيه أرواحا ً بلا أبدان وأبدانٍ بلا أرواح ..
قد يستغرب البعض من كلامي هذا .. ولكن هذه الحقيقية المره..
فنحن اليوم نعيش في خضيم المعارك الشديدة الحدة بيت تلك الأرواح الشريرة التي أصبحت تملأ المعمورة اليوم ..
بعد أن جردت الإنسان إنسانيته .. وأصبح قانون الغاب هو الأسمى ..
ليس لأي شيء سوى لتحقيق مصالح أنية مبتذلة لإشباع غرائز تلك الأرواح الشريرة....
وأبدان بلا أرواح يتهالك أصحابها في تنظيفها وتنظيف ملابسهم ومساكنهم ..
فيستحم أكثر من مرة في النهار ولا يطيق ذرة غبار على ثوبه أو حذائه ...
ولا يهنأ له نوم إلا بين ملاءتين طهرتهما الصابونة وعقمتا مراراً بالشمس والهواء ..
يحرصون أشد الحرص على أن يكون ما يأكلون ويشربون خالياً من الوسخ ..
في حين لا يأبهون بالقواذير والمزابل التي تملأ قلوبهم ..
وفي فكرهم أكداس من الغبار ..
إما أنه يأوي إلى فراشة الشديد النظافة بروح تلبد فيها الوسخ ..
ويمشي بين الناس وفي قلبه تلك المزابل .. لا يقلقه في النهار ولا يزعجه في الليل ..
فكأن قلوبهم ليست منهم ..!!؟
وكأن ما فيها من قذارة لا يتصل بهم من قريب أو بعيد ...؟!!
ودماء يشحنونها مكراً ونفاقاً وبغضاً وجشعاً وحسداً وثأراً وما إليها ..
يستحيل أن يكون دماءً نقياً ...
والقلب الذي ينبض به قلباً قذراً من غير شك ..!!؟
وما أكثر أن تأتينا الأمراض من قلباً أفسدناه بنياتنا وأفكارنا وشهواتنا الفاسدة...
ألا ليت نختم كل يوم من أيام حياتنا بمحاسبة دقيقة نجريها مع أنفسنا ..
فلا نستسلم للنوم إلا بعد أن نغسل قلوبنا قبل وجوهنا بصابونة القلوب ..
صابونة القلوب التي أرشدتنا إليها سائر الكتب السماوية ... وذكرنا بها ميخائيل نعيمه ..
من كل ما تجمع فيها من أقذار في خلال النهار...
ألا ليتنا نختم كل عام من أعوام عمرنا بمحاسبة شاملة عن كل ما ربحناه أو خسرناه من محبه وصداقة وإيمان ومعرفة ومناعة روحية في خلال ذلك العام ...
حتى إذا ما أطل علينا العام الجديد استطعنا أن نستقبله بقلوب مغسولة من أدران الضغائن والمخاوف والمخازي ...
واعدنا شملنا الروح والبدن من جديد ..
ليعم الحب والسلام والخير والرخاء هذه المعمورة ...
Bookmarks