من اعلام الهجرة والاغتراب
المهاجرون اليمنيون مثلوا تاريخياً، الرواد الاوائل بين
سواهم الذين انشتروا في مختلف اصقاع الكرة الارضية
وحملوارسالة السلام والمحبة والبناء والاعمار وتعايشوا
باندماج كامل في المجتمعات التي هاجروا إليها، بمكارم الخلق
وحسن الشيم والقيم، والدهاء والحكمة ليصبحوا رموزاً
سياسية وثقافية وعلمية ودينية لبلدان غربتهم.. والمغترب
اليمني محمد بن شيخ بن المنصب بن ابي بكر الذي كان انباء
لاهل المغتربين اليمنيين ثم اصبح الرئيس الاول لجزر«القمر»
عندما منحت الحكم الذاتي -رحمه الله- كمثال فقط..
ومثالاً لاخرين شهداء الحربين العالميتين لهم نصب تذكاري
لشهداء الحرب العالمية الثانية من اليمن ارتفع شامخاً في
مدينة «ليفربول» وعلى النصب اسماء عدد من شهداء الاغتراب
اليمني اعترافا ً بدورهم البطولي وشجاعتهم النادرة كماجاء
في كتاب من اعلام الاغتراب اليمني» للسفير الدكتور عبد الولي الشميري..
ومن اعلام الاغتراب اليمني لاتزال على قيد الحياة تناضل وتشيد
واصبحت صاحبة الابراج الشامخة والمصانع العملاقة في السعودية
ودول الخليج.. واخرون في اندونيسيا وماليزيا وغيرها.. وفي اوروبا
وامريكا.. وهذه نماذج يسيرة من علام الاغتراب اليمني نقتطف شذرات
خفيفة من حياتهم:
آمنة بنت محمد بن حسين بن عبد الله الحبيشي
نحو«1260- بعد 1333هـ
نحو 1844- بعد 1915م
توفت مغتربة في بلاد المهجر التركي في عاصمة الخلافة العثمانية في اتون
الحرب العالمية الاولى.
تلقت معارفها اللسانية والدينية والادبية في مدينة العلم «سيئون»
حضرموت- مسقط رأسها.
كانت محبوبة معشوقة لولهان احبته هي ايضاً وملكت عليه سويداء قلبه
وألوت بفؤاده حول خدرها لي الرياح بالأغصان..
انه المؤلف الشهيد، المعروف بصاحب الحاشية على كتاب فتح المعين في فقه
احكام الدين الشيخ علي علوي السقاف، انجبت له نجيباً من الابناء،
وعادت مع زوجها إلى الوطن الأم حيث توفي زوجها الغالي في مدينة الحوطة،
وعاودت الرحال إلى «اسطنبول» وهناك اسلمت روحها الطاهرة شهيدة
وكانت وستظل علماً من أعلام الاغتراب اليمني في حياتها وموتها.. رحمها الله.
ابو بكربن سالم البار:
1303- 1384هـ/ 1886-1964م
استلهم انوار الحكمة وأسرار المعرفة والعلم وكان اخوه الاكبر عيدروس
مرشده الاول إلى حلقات العلم، وسنحت له فرصة الرحيل إلى مكة المكرمة
ملتقى علماء الدنيا فلازمهم صباح مساء حتى اصبح واحداً منهم، يتحلق حوله
جموع من طلبة العلم في مكة المكرمة وفي ظلال الكعبة المشرفة حتى توفي
وهو على حالة النقاء والتآلف -رحمه الله-.
ابو بكربن عبد الرحمن بن محمد
بن شهاب الدين
عالم حضرموت وشاعرها الاكبر..
1262-10/5/1341هـ/1846-28/12/1922م
ولد في حضرموت ونشأ في جو أسري مفعم بالطمأنينة وجلال العلم وجمال
الادب.. متفقه على أيد متوضئة:
أبوه وأخوه عمر ولفيف من علماء الحواضر والأربطة العلمية.
واستفرادتا في العلم تنقل من تريم إلى مكة المكرمة إلى مدينة عدن ثم لحج ومنها
إلى شرقي آسيا حيث تعاطى التجارة حتى جمع الكثير.. وهكذا إلى بلده، ومنها
إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة ومصر، إلى الشام والقدس وتركيا، ثم مدينة
«حيدر أباد» ليستقر هناك في عالم الخلود.
والبقاء في موكب حفته ملائكة الرحمة وغشيته السكينة له قرابة ثلاثين كتاباً
في علوم مختلفة.. وعمد إلى تلحين بعض القصائد فاشتهر بالحانها وتناقلها فنانو
حضرموت جيلاً بعد جيل ومنها بعض الاغاني التي ترنم بها حفيده الفنان المهاج
ر الكبير ابو بكر سالم بلفقيه ومنها مقاطع:-
بشراك هذا منار الحي ترمقه
وهذه دور من تهوى وتعشقه
وهذه الروضة الغناء مهدية
مع النسيم شذا الأحباب تنشقه
وتلك أعلامهم للعين بادية
تزهو بها بهجة النادي ورونقة
فثم تلقى الحسان البيض عاكفة
في منظر ورده يزكو وزنبقه..
..................................................
منقوووول
..................................................
Bookmarks