أحلام العاشقين (( قصه قصيره ))

[جمال مبارك]

قرع الباب , فظهر له وجه امراءة ليس هو الذي يقصد . تمتم معتذرا , وهم بان
يتراجع , ولكن جذبتة ابتسامة في وجه امراءة بالغة الاناقة . تلعثم
كان علي ان اقرع بابا أخر _
: تحولت الابتسامة الى دعوة
! كل الأبوب ترحب بك يا سيدي
كنت أقصد الباب الذي على اليمين
يسعدني أن استقبلك وان أصغي اليك 00
تفضل
وجد نفسة وهو لايشعر بأنه يجتاز عتبة الباب
كان حديثي مع جارتك سيدور حول الحرية
وأنا حديثي مع الرجل الذي أنتظرة , سوف يدور حول الحب 00
ان نحن جمعنا بين الكلمتين , المحورين , حصلنا على معنى أجمل : حب الحرية

او الحرية في الحب
ذالك صحيح , اذا ما أظلتنا أجواء الحرية
يبدوا لي حديثك شائقا , أيها السيد هل نتابعة
وفي يد كل منا كأسه ؟
أكون ممتا جدا , يا سيدتي
نبيذ معتق يدفع الدم في عروقنا , في هذا اليوم الشتوي ؟
بل هو في مثل لونه , اذا توافر عندك : شراب التوت الشامي
كما تحب سيدي !
راق له جوابها , ورجاء بان يكون ذالك بداية لحوار مفيد
جالت عيناه في ارجاء المكان : صالون بحجم نظيره في البيت الذي تاه عنه
أنيق بارائكه الشرقيه
وبما علق على جدرانه وما تدلى من السقف
أنحنت لتضع الكأس أمامه , فغمره بذالك عبير آخاذ
بداية . ان الحرية هي اول هواجسي ياسيدتي
كلنا نعشق الحرية أنا مثلا . حره فيما أفكر , حره في تصرفاتي . اني
لا ازال , منذ عشر دقائق أنتظر رجلا متميزا , سيحدثني عن الحب , هل يضايقك
دخوله , الساعه ومشاركته لنا في الحديث؟
على العكس . في هذه الحاله أكون قد كسبت جليسا آخر
ولكني أخشى أن يرى في زائر فضوليا
انه متفتح الذهن جدا , لست ادري لماذا تاخر , مع انه دقيق في مواعيده
الغائب عذره معه كما يقولون . أنا مثلا مازلت مع موعد مع سيدة البيت المجاور
اشتبهت علي الابواب ! هل تلاحظين أن الابواب ,قد غدت متشابهه في هذا الزمن
؟
قرعت الباب هنا بالخطأ , فجذبني ترحيبك الى هذا الصالون البديع
جارتي هذه ؟ ان الذي بيني وبينها لايعدوا ابتسامه . نضعها , أنا وهي
منذ متى تعرفتي عليها ؟ 00 كلما تلاقينا على الدرج
لم يمضي زمن طويل على تعارفنا . ولكن العلاقة التي بيني وبينها وثيقه جدا
تضرب في العمق
هل تزورها كثيرا , جارتي هذه ؟
بين الحين والحين
وتتبادلان ال000000 ؟
أجل ان مابيننا
الحب؟
أسمى من الحب
وماهو!؟
عشق الحريه
أن الحرية هي هاجسك الأوحد حقا
ليس الحرية وحدها ولكن السعي الى نوالها
أفهم من كلامك اننا نفتقد الحرية
ولا أضنك انك تعتقدين اننا نتمتع ب حرية( التعبير) مثلا
بحسب المفاهيم التي لقنونا اياها في الجامعة , فان مصطلح حرية التعبير فضفاض
أو تحجيمه , حسب مرادهم , طيب , لنأخذ جانبا عمليا من مفهوم هذا المصطلح
حرية المواطن في نقد ما يلاحظ من الفساد الذي يستشري حولة
في هذا يقولون ان الفساد قدر العالم الثالث
ليس هذا تفسيرا . انه تبريرا لما يفعلون . كي يتابعوا ماهم فيه . لو
اذا كان هناك حرية تعبير , لأميط اللثام عن وجوه المفسدين فتلاشوا تحت سيف العدالة
أسألك ياسيدتي : ألم تلاحظي فسادا من اي نوع في الوسط الذي تعيشين فيه
؟ ما العمل الذي تمارسينه. منذ تخرجك من الجامعة
صمتت لحظة
سكرتيره
أين ؟ _
عند أحد المسئولين
مسئول كبير , صغير , متوسط المكانه ؟
فارقتها حماستها :
هومسئول مرموق
هل تحدثيني عنه قليلا, ولا حاجه لذكر الاسماء
تهدج صوتها
لقد ملك كل واحد منهم فيلا في العاصمه الحالي والسابق والأسبق
بعد ارتقائة المنصب؟
واسسوا لكل واحد من ابنائهم منشاة ما , تعمل دائما بنجاح كبير وفيلا مثلها في
الريف

آخرهم بنى قصرا, فوق مرتفع يطل على البحر , مؤلفا من طابقين , وست وستين حجره
وسبعه صالونات فاخرالرياش, كما في الاحلام, وفي حديقة القصر مبان للخدم
والحشم ومرائب للسيارات واصطبلات
من عرق الجبين بنوها يا سيدتي ؟
كم انت بارع في بحثك عن الحقيقة
هل زرت القصر ياسيدتي ؟ _
انك لتجرني الى ان000 _
اية مصادفه ساقته الى هذا المكان ! هذه الساحرة العينين مثل الغزاله الفارهة
مثل الفرس الاصيله الوديعه مثل اليمامه الانيقه الرقيقه , المترعة بالمشاعر
الفياضه ,لقد كسروا عنفوانها وملكوا رقبتها ! انهم مازالوا يتداولونها
واحدا بعد آخر . جعلوها اجزاء من مقتنيات الفيلا والقصر
انها تبوح له . وجسدها الفض ينتفض . ماذا يحملها على الاعتراف له. وهوا
العابر , الداخل بيتها بالخطاء !؟
تكفكف دمعها
ذات يوم تقول مقهوره التقت بمواطن من المغتربين , جاء في زيارة قصيرة أملا
ان يصطحب زوجة من بنات وطنة . خيل اليها انه تجاوز بعض المفاهيم صارحته
فاذا هوا يعود الى مغتربه وقد القع عن فكرة الزواج
تنظر الان . ان يقرع بابها من يروي لها اساطير الحب الجميله
اما زلت جميلة يا سيدي؟
لحظه خرج من البيت مودعا , لمح رجلا يخرج من الباب المجاور , مودعا ايضا
ابتسم له , اذ التقاه على فسحه الدرج فبادله هذا الابتسام . لاحظ انه يقصد
الباب الاخر : فهذا الرجل هو المتميز الذي تنتظره ليحثها عن الحب ! وهو
قد اخطأ الباب ايضا ! يا للمصادفات العجيبه , في هذا اليوم الجميل
ظهر له وجه صاحبته من وراء الباب وقبل ان يغلق سمع الباب الاخر يغلق ايضا

قال : اذن, فقد قرع الرجل الباب عليكي خطا
قالت: كيف عرفت ؟
قال : هذا ما وقع لي , ايضا
قالت : دخلت بيتها , جارتي هذه , التي حين تنزل الدرج تخلف وراءها سحابة
عطر؟
قال: لحظة فوجئت بي امام الباب , هشت لي ودعتني الى الدخول
قالت : هل استدرجتك الى الحديث الذي تنتظره من صاحبها
قال: بل استدرجتها الى الحديث الذي نذرت نفسي له
قالت : مثلما حدثت صاحبها عن عشقي للحرية , طوال الساعه التي جلس فيها امامي
مؤدبا
قال : عرضت علي كأس من النبيذ المعتق
قالت : سألني ذالك فقلت ان عندي ما يماثله لونا
قال : بعد ان تناولت شراب التوت الشامي , استبد بي الحزن وانا اصغي الى اعترافاتها
لقد بكت المسكينه امامي تعاتستها وقهرها
ولكنه استوعب خطابي جيدا 0000 قالت : هو لم يبك
. قال: بات الناس مهيئون لان يعلنوا عشقهم للحريه
يا للمصادفه 000 بعد ان اخذ ينزل الدرج , سمع الباب الاخر خلفه يفتح
التفت فراها تودعه
في الطابق الذي تحت , راى رجلين قد انفرج عنهما , في اللحظه ذاتها , البابان
المتجاوران . نظر كل منهما للاخر وابتسم
في الطابق الذي يليه , رأى رجلا يخرج من هذا الباب وامراءة تخرج من الباب
الاخر . تبادلا الابتسام
الجميع يخرجون الى الشارع الفسيح
وقيل : ان كثيرا من الناس باتوا يخطئون الابوباب
ثم : يخرجون منها عاشقين للحريه
وانتشر بين الناس كثيرا منهم أخذوا يطرقون ابوبا يقصدونها غير مخطئيها
وانتشر ايضا وايضا , انهم لايدخلون البيوت فرادى , وان ماكانوا يتبادلونه
همسا, أخذوا يصرحون به جهارا نهارا
وانهم ينتظرون يوما تشرق , في صباحه شمس لا تتخفى وراء الغيوم
انها احلام العاشقين

[ضد الحب]

اخي الكريم هل انت كاتب القصه ام انك نقلتها

[امير الشموع]

كلماتك اصفاء من الماء الزلال

كلماتك اجمل من نضــــم القوافي


كلماتك اجمــــــل من تنسيــــــــــق الاشعار
اخي لا تحرمنا من جديدك واصل تميزك الى الامام