رغم كثرة ما يخصصه العالم الغربي على مدى العام من فعاليات ومؤتمرات لرعاية الكثير من القضايا والمجالات، ومنها: اليوم العالمي للمرأة، يوم الشباب، يوم الصحة، اليوم العالمي لوقف التمييز، اليوم العالمي للمياه... إلخ، فإننا لا نجد بين كل هذه الفعاليات يوما واحدا للتذكير برعاية الأيتام والأرامل! تلكم الشريحة شبه المهملة في معظم المجتمعات، تواجه صعاب الحياة، وشظف العيش بعد فقد العائل الرئيسي لها. وربما كان يتيم الأب أو الأم أفضل حالا من فاقد الاثنين معا.
ولأن ديننا الإسلامي الحنيف رعى وكرم وحث على إحاطة هذه الطبقة بالكثير والكثير من العناية والاحتواء؛ فقد بدأت تظهر في الآفاق دعوات لتخصيص يوم سنوي للتذكير باليتيم والأرملة، ليأخذ هذا اليوم مكانته المفقودة وسط هذا الزخم الحاشد من المناسبات والفعاليات.
وفي أحد أحياء محافظة الجيزة بمصر تجسدت رعاية ديننا الحنيف باليتيم والأرملة – عمليا – عندما تكونت لجنة زكاة تابعة لبنك ناصر الاجتماعي؛ حيث تأسست هذه اللجنة منذ 5 سنوات، وعملت على تنمية وتطوير واحتواء هذه الشريحة من المجتمع؛ فكفلت ما يزيد على 100 أسرة، وأنشأت مركزا طبيا متكاملا، ووفرت سيارة مجهزة لدفن الموتى، وأنشأت دارا لتحفيظ القرآن الكريم، ومشغلا للفتيات، وسعت لتخصيص أماكن في أكبر سوق بالحي لرعاياها من الأرامل والأيتام، وما زالت تسعى إلى المزيد من الإنجازات.
واجب وليس تفضلا
وفي حفل سنوي خصصته هذه اللجنة لتكريم اليتيم والأرملة تحت عنوان "يوم اليتيم"، ودعت إلى هذا الحفل العديد من الشخصيات الاجتماعية البارزة التي تحتل مكانة في قلوب الناس.. أجرت شبكة "إسلام أون لاين.نت" هذه اللقاءات:
كان اللقاء الأول مع الشيخ محمد عبد الفتاح، من علماء الأزهر الشريف، حيث أكد فضيلته أن المجتمع الذي يرعى الأيتام والأرامل هو مجتمع يستحق الاحترام؛ كما بيَّن أن هذه الرعاية لا تعد تفضلاً من قبل هذا المجتمع، إنما هي واجب وأمانة عليه، وكما يقولون: لا شكر على واجب.
وبيَّن الشيخ عبد الفتاح أن المرأة الأرملة التي تحبس نفسها بعد وفاة زوجها على تربية ورعاية أبنائها تزاحم النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؛ لأنها تصبرت ورعت هؤلاء الأيتام. واستشهد بحديث النبي الكريم الذي أخرجه أبو داود عن عوف بن مالك، قال فيه: "أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة، وأومأ بالوسطى والسبابة، امرأة آمت من زوجها ذات منصب وجمال وحبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا".
ووجَّه عالم الأزهر، الذي لبى دعوة لجنة الزكاة للمشاركة في إدخال السرور على قلوب الأيتام والأرامل، تحية وفاء وإجلال إلى أمهات الأيتام؛ مقدرا جهودهن نحو أعمدة المجتمع في المستقبل القريب.
لا تتعللوا باليتم !!
لكنه أشار أيضا إلى ضرورة اعتماد اليتيم على نفسه وقدراته، وألا يتعلل باليتم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتيم الأب والأم، ومع ذلك كان رائدا للأمة بأسرها، وذكر موقف عبد الرحمن بن عوف المهاجر حين قال للأنصاري سعد بن الربيع حين عرض عليه إحدى زوجتيه – بعد أن يطلقها وتعتد – وبيتا من بيتيه ونصف ماله: بارك الله لك في صفقة يمينك، دلني على السوق.
وفي رد على سؤال لمراسل "إسلام أون لاين.نت" حول حث الإسلام على العمل الخيري عموما وكفالة اليتيم خصوصا؛ أشار فضيلة الشيخ محمد عبد الفتاح إلى أن العمل الخيري ظهر في الغرب عام 1933، أي في العصر الحديث، لكننا في الإسلام عرفناه منذ أكثر من 1400 عام، وذلك منذ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وقال: أنا أعتبر أن منشئ العمل الخيري ومنظمه الأول في هذه الأمة هو النبي صلى الله عليه وسلم.
الفنان المصري "وجدي العربي": لا تنسوا اليتيم
الفنان وجدي العربي يمسح على رأس إحدى اليتيمات
وكانت لجنة الزكاة قد حرصت على دعوة العديد من الشخصيات الاجتماعية ذات المكانة في قلوب الناس، من الفنانين ولاعبي الكرة، وأصحاب الشركات الخيرين، وكان ممن لبوا هذه الدعوة الفنان المصري المشهور الأستاذ وجدي العربي الذي حرص على أن يشارك في حفل التكريم، مُدخلا السرور على جموع الأيتام والأرامل التي حضرت هذا الحفل.
وحرص "العربي" على أن يحمل اليتامى الصغار، ويمسح على رؤوسهم، ويداعبهم، ويلعب معهم في ساحة صالة التكريم لإشاعة روح البهجة على هذا الجمع من الأيتام والأرامل.
وردا على سؤال لمراسل "إسلام أون لاين.نت" حول ضرورة مشاركة كافة فئات المجتمع في الأعمال الخيرية بعامة، وفي تكريم اليتيم والأرملة خاصة، أشار "وجدي العربي" إلى أنه من الطريف والمفيد والمجدي للمجتمع ككل أن يلتفت إلى هذه الطبقة الكادحة من الأيتام والأرامل؛ لأن هؤلاء إن تُركوا فسيكونون معاول هدم لا بناء. ونوه "العربي" إلى أن اهتمام المجتمع بالرياضة مثلاً شيء طيب وحسن؛ إلا أن الاهتمام بالأيتام والأرامل يعتبر أيضا من الأمور الهامة جدا.
هذا يوم الوفاء
وحول أهم الأنشطة والمجالات التي ترعاها لجنة الزكاة، صرح مقرر اللجنة الدكتور عمر دسوقي بأن اللجنة تابعة لبنك ناصر الاجتماعي، وأنها أنجزت على مدى 5 سنوات، بفضل الله تعالى، الكثير من الإنجازات مثل:
كفالة أكثر من 100 أسرة - مركز طبي متكامل - سيارة مجهزة لدفن الموتى - دار لتحفيظ القرآن الكريم - مشغل للفتيات - أماكن في سوق الحي للأيتام والأرامل.
معوقات في سبيل الخير
وعن أهم المعوقات التي تواجه العمل الخيري عامة، أشار مقرر اللجنة إلى أن أهم معوق يتمثل في مصادر التمويل غير الثابتة، حيث تلتزم لجنة الزكاة بصرف مبالغ شهرية للأسر من أموال الزكاة، في حين قد لا يلتزم المزكون بانتظام الدفع. كما بيَّن الدكتور "دسوقي" أن هناك بعض الإجراءات الروتينية عند القيام ببعض التراخيص الضرورية لإتمام مثل هذه الأعمال الخيرية، وتساءل مستغربا: كيف تحسب فاتورة الهاتف الخاص بلجنة الزكاة بطريقة الفاتورة التجارية رغم أن عملنا كله قائم على التبرعات؟!!.
واتفق أمين صندوق لجنة الزكاة "عبد الرحمن حسن" مع مقرر اللجنة في أن الإجراءات الروتينية المعوقة تعد من أكثر الأمور التي تعطل هذه الأعمال الخيرية.
اليتيم المثالي والأرملة المثالية
وعن صفات اليتيم المثالي والأرملة المثالية التي تم على أساسها الاختيار من قِبَل لجنة الزكاة، قال أمين صندوق اللجنة في تصريح خاص لمراسل "إسلام أون لاين.نت": وضعت اللجنة عدة شروط لاختيار اليتيم المثالي، منها: التفوق الدراسي، النظافة، والأخلاق الطيبة. أما عن الأرملة المثالية فيشترط أن تكون في مظهرها محتشمة وملتزمة، كما يجب أن يتوفر شرط النظافة في منزلها وبين أولادها.
منقووووووول من اسلام اون لاين
تحياتي
خلوووووووووووووووووووووونا نحب اليتيم ونكون معااااااااهم يدبيد
عشان مايحتجوش حد غيرنا نكون احنا اهلهم ودنيتهم كلها
وماتنسوش قول الرسول صلي الله عليه وسلم(انا وكافل اليتيم كاهتين في الجنه)
:thumbs_up
يارب نكون معا رسولنا
سلام
Bookmarks