كم .. نظلمها !!
---------------
بقلم / نبيل حيدر
-------------------
> ليست دلهي.. ولا مومباي.. وليست في قلب الأدغال أو في أحراش أمريكا اللاتينية.. ومع كل الاحترام والتقدير لكل مساحة أرض ولكل إنسان يعيش على الأرض بكفاح وسلام ..اليمن ليست تلك الأصقاع.
> ليست لندن أو باريس أو برلين..وليست واشنطن أو جنيف..نعم ..اليمن ليست كتلك الأصقاع ..اليمن ليست تلك ولا تلك..اليمن ليست بمظهر السوء الذي يتصوره البعض في الخارج وليست بذلك الحجم من التقدم والرقي الذي يميز بلدانا أخرى من العالم.
> يجب ألا نكابر ونقول أننا في مصاف الدول المتقدمة والراقية فذلك أشبه بضرب الدفوف قرب الآذان بما يؤدي إلى الصمم واشبه بغمر العيون.. بأضواء باهرة بما يؤدي إلى التقاء جفونها وغلقها فتذهب فرصة النظر إلى الواقع وحقائقه الحلوة والمرة.. في نفس الوقت يجب ألا نطأطئ رؤوسنا وإلا نتعامل مع حملات التشويه بتأثر سواء بالحملات المقصودة أو غير المقصودة .
> أذهبوا أو تعالوا .. افتحوا آذانكم وقلوبكم لما يقوله القادمون إلى اليمن وأسنانهم تصطك خوفا وهلعا .. وبمجرد الخروج من أرض المطار والولوج في أول شارع ينقلب الحال وتنزل السكينة وتهل الأسارير ..معظمهم قالوا هذا ويقولونه .. يسألوننا ونسأل أنفسنا ..لماذا بلدكم مشوه في الخارج وبالذات في عيون من لا يعرفونه ؟
لماذا تسمحون لغيركم بتشويه صورة بلدكم وتصويرها على أنها عالم العفاريت الزرق
> ويستمرون في التساؤل :
لماذا نسمع عنكم أنكم عابسو الوجوه مقطبو الحواجب ، وكأن كل عين يمنى في حالة خصام مع اختها اليسرى ؟!! لماذا يحصل ذلك وعندما ننزل بينكم نجد خلاف ذلك ؟!!
لماذا لا تتقنون ولا تجيدون الترويج الصحيح لأنفسكم وتتركون أمواج الحاقدين تقدح على سواحلكم ؟!!.
> أسئلة عديدة ..لا يجد المرء أمامها بدا من طأطأة الرأس ، ليس خجلا من عار أو اعترافاً بسوء الطبع والطباع بل خجلاً من التقصير ومن سوء إدارة الجمال والمال الذي تكتنزه أرضنا ..وإدارة سيئة قادت إلى تشويه الصورة فإذا جاءنا ضيف من الخارج شاهد العكس ولا منا على التقصير وضعف استغلال مواردنا ..
،> حتى من يظنون أنفسهم نوابغ ..يضعون رحالهم بيننا ويكتشفون أن النبوغ ليس صفة مميزة لأمة من الأمم أو شعب من الشعوب أو عرق من العروق وأننا نمتلك من الذكاء والفهم ما قد يفوق وما لا يفوق ..المهم أننا لسنا أقل من غيرنا إلا في عدم احترام العقول وترك أهل السفاسف يعبثون ويقدمون الصورة المغلوطة .
> كم نظلمها ..؟!! كثيرا جدا نظلم هذه الأرض بأفعالنا الممقوتة وبترك قراصنة التشويه يبحرون بمراكبهم بلا ردع وبلا تحرك صحيح مضاد.
قد يكون قدرنا وقد لا يكون ..لكننا مطالبون بمسح الغبار ومحو خطوط التشويه التي تطلق لنفسها العنان بلا حساب وتتقدم لتعلن للآخرين عن أن هذا هو اليمن وهذا هو شعب اليمن وعينه يقدح شررا وقلبه ينبض إما حقداً وإما غباء والحاقدون والأغبياء متساوون في إتقان التزوير والتشويه .
> أما السابقون السابقون ولكنهم غير المقربين ..فهم أولئك الذين يتقنون فن تصوير الخطأ على أنه صواب ..هم المزورون الذين لا يقل خطرهم عن خطر الحاقدين والأغبياء وبالتزوير لن نستطيع اكتشاف الأخطاء والتعلم منها.
بذلك تظلمها ونظلم أنفسنا ونظلم مستقبلها ومستقبل أولادنا وإذا قررنا رفع الظلم عنها والاعتذار لها فلن نكون في حاجة إلى الكثير من الاسترحام والاستجداء كاستجداء إرسال عمالتنا إلى الخارج لا انتظار طلبها في حال لو كانت عمالة مهنية ماهرة لا عمالة مطلوبة للأعمال الدنيا .
-------------
الثورة نت
Bookmarks