قصة حقيقة حصلت لي . لا ادري هل هي خيال ام واقع يجب ان نسلم به
الزمن : 2/6/2006
المكان : شارع الستين . صنعاء
الوقت : الساعه الرابعه عصرا
الحــــــــــــــــــــــــــــدث
هي بنت جاري . عمرها في سن الزهور . لا يتجاوز الإثنى عشر عاما . في الصف الأول الإعدادي
أراها كفراشة جميلة سعيدة بحياة طفولتها
تتقفز هنا وهناك , وهي تحمل بين كفيها أحلام العصافير وبراءة الأطفال
ولن اخفي عليكم فقد كانت ترمقني أحيانا بنظرات تخيفني نوعا ما
وحيينها كانت تدور آلاف التساؤلات في رأسي عن سر تلك النظرات لأنها بالفعل كانت مثيرة جدا لانتباه
لكني لا البث أن اطرد تلك التساؤلات من فكري
وشئ وحيد يراودني أنها مجرد طفلة عابثة فعلت ذلك بحسن نية . فهي لا تدرك الأشياء بعد
تكرر ذلك السيناريو مرارا . حتى حصل أمامي مفاجأة لم اكن أتوقعها إطلاقا , و أمر جلل لم يظهر ببالي قط
وجدتها في الشارع الذي بجانب بيتنا فأسرعت نحوي . ووقفت أمامي وهي ترفع رقبتها إلى السماء محاولة أن تنظر إلى عيناي
, وأنا انظر إلى الأسفل . فقد كان فارق الطول شاسعا جدا ..
فهي مجرد طفلة صغير
ثم قالت
- بصراحة . أنت أحلى و أوسم شخص رايته في حياتي . وأنا احبك , وهذه هي الحقيقة . وهذا أمر لم اعد استطع أن أخفيه أو أن استحمله
قالت ذلك وأنا فاتح فمي غير مستوعب ما يدور أمامي ,
وكم تمنيت لحظتها أن يكون ابن أخي ذو الخمسة الأعوام أن يكون موجودا ليعضني كما تعود . حتى أدرك هل أنا في حلم أم في علم .
آه أين أنت يا مازن ؟ . فلم أتمنى عضتك في يوم من الأيام بقدر ما تمنيتها ألان
هذه الطفلة التي آلمتني رقبتي وأنا انظر إلى الأسفل إليها تقول مثل هذا الكلام ؟
متى عرفته ؟
وأين تعلمته ؟
وأي جرأة تملك لتقوله لشاب مثلي ؟
لعله في عرفنا نحن الرجال يجب أن نفرح لكلام كهذا قيل لنا من فتاة
لكن !!! أن يكون من طفلة لم تتجاوز الثانية عشر . فهذا جريمة في حق البشرية لا ادري كيف ستعالج
انتظرت قليلاً وهي تنظر الي بكلتي عينيها , وكأنها تنتظر الجواب
لكنها وجدت كتلة متجمدة غير مستوعبة لما حولها . لا يثبت أنها حية سوى أنفاسي التي أحاول التقاطها بصعوبة
استدارة الصغيرة , وهي تبتسم وكأنها استطاعة أن توصل لي ما أرادت , وما كانت تكتمه بينها وبين نفسها طول هذه المدة
ذهبت وأنا ارقب براءتها التي قتلتها
ذهبت وأنا ابكي على طفولتها التي سحقتها
ذهبت وأنا أقول أي زمن نحن فيه
لكن لا
انتظر يا حمادي
ها هي تعود
اجل عادت وكأنها تذكرت شيئا تريد أن تقوله
تمنيت لو أنها ستعود لتخبرني أنها فقط تمزح وانها أرادت ان تريني مهارتها في التمثيل
لكنها آتت بعكس ما تمنيت
واتت لي بكلام هو اشد وطأة من السابق
- أريد أن أتحدث إليك على راحتي . هل لك أن تعطيني رقم جوالك ؟
ماذا تقول هذه الطفلة . كيف سمحت لنفسها أن تقتل طفولتها بهذا الشكل وان تقول لي ذلك
هممت برفع يدي لأصفعها
لكني وفي آخر لحظة تمالكت نفسي وحاولت أن اجمع ما بقى من شجاعتي التي بعثرتها حماقة تلك الطفلة وقلت لها كاذبا
- أنا لا املك جولاً . أو رقماً
لكنها نظرت إلى يدي التي كانت تمسك بالجوال . وكأنها تقول وما هذا الذي بيدك
أدركت ما الذي تريد قوله . يا لذكائها رغم صغر سنها
- هذا جوال أخي . , وأنا فقط أستعيره منه واستخدمه أحيانا
ابتسمت كأنها اقتنعت بجوابي
و رجعت قليلا إلى الخلف , وهي تغمز لي بعينها الشمال
ثم أرسلت لي قبلة كأنها تودعني
وذهبت تجري إلى بيتها
وأنا اشعر بدوران الأرض من تحتي
وتوقعت أن تلك اللحظة هي لحظة قيام الساعة
فكنت انتظر متى ستتشقق السماء .
وانظر إلى الجبال كي أراها تتحول إلى عطب
و . و ......
لم يوقظني من أفكاري تلك سوى كلاب الحارة التي كانت تعوي بشده وكأنها تريد أن تخبرني شيئا عن واقع مرير نعيشه في عالم الأطفال اليوم
لكنها لم تستطع التحدث
وعدت أدراجي إلى البيت
وأنا أتسائل
أين نحن وفي أي زمن ؟
ولماذا الأطفال اصبحوا هكذا؟
وأي تيار جرفهم لمثل هذه التصرفات؟
ومتى وأين وكيف تعلموا ذلك؟
ومن هو المسؤل الاول والاخير ؟
وما هي الحلول المناسبة والسريعة قبل أن نندم في وقت لا ينفع فيه الندم ؟
Bookmarks