Results 1 to 2 of 2

Thread: الشعر الشعبي (سلطة رابعة) قديماً ولكن جميلة

  1. #1


    Join Date
    May 2003
    العمر
    52
    Posts
    21
    Rep Power
    262

    الشعر الشعبي (سلطة رابعة) قديماً ولكن جميلة

    أصدقائي محبي ومتذوقي الشعر الشعبي اليمني هانحن نتواصل معكم ونطلعكم على مقتطفات من الشعر الشعبي في اليمن (خاصة جنوب اليمن).
    لقد كان الشعر الشعبي الوسيلة الوحيدة في ذلك الزمان (السلطة الرابعة حالياً) للتعبير عن ما يجول بخاطر الشاعر لكي يوصله إلى مسافات بعيدة جداً (رغم عدم وجود مواصلات غير سفن الصحراء) ولكن الشعر الشعبي لأصالته ولصدق معانية ولحقيقة المشكلة التي يشرحها فقد كان يتناقلها الناس بسرعة فائقة وذلك عن طريق (الحفظ المباشر ، وهذا الموضوع (أي الحفظ المياشر للشعر سوف نتطرق في مرة قادمة وبالتفصيل).
    لذا فالشاعر عندما يتطرق لموضوع معين في قصيدة شعرية جميلة في المساء ففي الصباح تجد هذه القصيدة على السنة الناس في مناطق تبعد مسافات تصل إلى خمسون كيلومتر تقريباً وهكذا تنتشر القصيدة بسرعة مذهلة.
    كذلك عند بحثنا في قصائد كثير من الشعر الشعبي القديم لم نجد ولا شاعر واحد قام بالتجريح او التشهير بأحد حتى وإن كان من ألد خصومه بل أن اكثر الشعراء كانوا يذكرون مناقب ومحاسن خصمهم، وهذا من شيم رجال تلك المناطق عموماً في تلك الحقبة (ولا زالوا ولله الحمد) وإذا حدث وذكر شاعر قضية معينة (منتقداً) فإنه يتطرق لها بالترميز والتشبيه بحيث يُفهم قصده بطريقة غير مباشر بحيث لا يعيب على احد كونه لم يشهر ولم يذكر اسم ولا قبيلة (مثل ما يحصل اليوم عند كبار الصحفين)
    ان الشعر الشعبي جميل ومن يدقق في معانية ومقاصده (طبعاً عندما تعرف قصة وموضوع القصيدة) سوف تشعر بعظمة هؤلاء الشعراء.
    التوقيــــــــــــــــــــــــع:
    ---------------------------
    هنا .. نجلس ، أو هنا ، وين ما تبغين
    أنا أحب هذا الركن، لكن ... على أية حال:
    هنا أحسن .. أرمي معطف الفرو للتخمين
    وفيه .. تعرفين إن انا أحب هذا الشال
    علامك؟ علامك ساكته ليه ما تحكين؟
    تبين ابتدي؟ حاضر.. على أمرك، براحة بال:
    على نفس هذي الطاولة من ثلاث سنين
    رمت بنت دبلتها الذهب، وإنكسر رجّال.

  2. #2
    رهوان's Avatar
    Join Date
    Apr 2003
    Posts
    4,516
    Rep Power
    361
    نعم اخي كلامك في محله

    وهذه نبذه عن احد شعرائنا في الشعبيين

    واتمنى ان تستمتعوا بقرائتها





    الشاعر اليمني الكبير ( يسلم بن علي ) أحد القلة من الشعراء الحقيقيين الذين ارتبطت أسماؤهم بشعر الأغنية كلماتٍ والحاناً وكان في رقة ألفاظه وقوة مطالعه وجمال صوره الشعرية في إبداعه كالنهر العذب الذي روى به حدائق الشعر الغنائي في جزيرة العرب من خلال حناجر كبار المطربين فيها ومنهم طلال مداح وأبوبكر سالم وفيصل علوي وأحمد يوسف الزبيدي وعلي الصقير وهود العيدروس وغيرهم .

    قرية الحب والأحلام

    أطل شاعرنا على الدنيا من « عَمَاقين » بمحافظة شَبْـوَة اليمنية.. وعماقين قرية صغيرة ذات طبيعة ساحرة معظم بيوتها ومساجدها من الطين وتقع بين مدينتي الروضه وجردان, وهي على مقربة من شعب « رهوان » الذي تصله مياه الأمطار من رؤوس الجبال فيروي الأرض ويسقي الزرع والحيوان والانسان .. في هذه البيئة الخصبة نشأ يسلم بن علي وترعرع فاكتحلت عيناه بجمال الطبيعة وأخذ من نورها أضواء ومن سحرها مشاهد ولوحات ظلت حيةً في وجدانه وأضحت نبعاً من منابع فكره ومصدراً من مصادر إلهامه الشعري انطلقت فيما بعد وجعلت فنه وشعره مسرحاً تمتزج فيه تلك العوامل البيئية إضافةً إلى استعداده الفطري وتجربته الذاتية في حياته .. لذلك فلا بدع في أن يقول شاعرنا :
    قال يـسـلم بـن علي قـسّـمت قـلبي عالمحبــيــــن
    يـاعــدن مابـا حـلالك جـنــــة الدنيـــــا عماقــيـــــن
    وكعادة الشعراء على امتداد مسيرة الشعر العربي يجعلون من المدينة أو القرية أومسقط الرأس رمزاً للوطن بأسره لذا فإن عماقين عند شاعرنا هي الوطن,و هي اليمن التي شكلت وجدانه وشخصيته, وأرضعته مشاعر الحب والعشق, ورسمت في خياله من جبالها الخضراء وشعابها, وأجوائها الساحرة وسواحلها, وآثارها العريقة وتاريخها, أحلى المشاهد والصور .
    لذلك فقد هام يسلم بن علي في شعره عشقاً باليمن واستبدّ به حُبَّ بلاده وحُبّ عماقين موطن الحب والأحلام فأخذ يترنم صادحاً :
    لو خيرونا في المداين أو عطونا قصر عالي بخــتـــار خيـمــة في عماقيــن
    لو نا على بارد من الشنـه و نظره في عيالي مابـا الـتجــــــارة و الملايــيـــن
    هم علموني للمحبة و ادخلوني بحر مالي ذقت العنب لي في البساتين

    وفي رأيي أن هذه التجربة الشعرية تعد دعوة للالتصاق بالأرض والأهل, ودرساً من دروس حُبّ الوطن يغذي به شاعرنا هذا الجيل والأجيال المتعاقبة .

    غربة و اغتراب
    وقد قيّض الله لشاعرنا أن يغادر وطنه وهو لايزال غضاً لم يستوِ عوده بعد وكان في الثانية عشرة من عمره فولّى وجهه شطر الحجاز بالمملكة العربية السعودية ، واحتضنته الأرض الطيبة وفتحت له صدرها وجوارحها, وهامت به ونمت موهبته واحساسه الفني, وعاش بها مكرماً يصدح بالقصائد والأغنيات التي يتلقفها المطربون الكبار والصغار من شرقها إلى غربها .. ولكن النعمة التي عاش في أحضانها والبيئة التي أحبته وفتحت له أبوابها في المهجر هل أنسته مرارة الغربة وآلام الفراق والبعد عن الأهل والخـلان ؟! ويجيب علينا يسلم بن علي من خلال عنوان ديـوانه ( دموع المهاجر), والعناوين إرهاصات لمقاصد الشعراء ومفاتيح لأغراضهم, ومن خلال أبياته التالية التي صاغ كل كلمة فيها بقطرةٍ من دموعه تلك الدموع التي انهمرت على خده وسالت فأنشد شاكياً باكيا:
    على خدّ المهاجـر سالت الدمـعـه و حُـبَّــه للـوطــن من قــوة الإيمان
    ومن فارق ضنـيـنه يـنـقـلب طبـعـه حـياتـه تـنـتـهـي في عـالم النســيان
    تـذكرت الحـبايـب لـيـلة الجمـعـه وكرهت السـفر لـيـت السـفر ماكان
    و ليلي طال والدمـعـه ورا الدمعـه حياتـه في تـعب من فارق الخـلان
    متى باشـوفـهـم مـشـتـاق لـلرجـعـه متى باشوف صيره أو جبل شمسان
    وهكذا أصبح الحال عند شاعرنا فالإمام الشافعي يقـول : أن للسفر خمسة فوائـد أما عند يسلم بن علي لم يعد للسفر خمسة فوائد ولا حتى فائدة واحدة غير الألم والحزن والموت البطيء .
    وبتلك الأنفاس الرائعة التي لانت لها ريشة الشاعر وحشد لها كل عناصر الإبداع الفني وبغيرها من أبيات وقصائد عذبة يبرز الشاعر يسلم بن علي في طليعة الشعراء الغنائيين المعبرين عن تجربة الغربة ولوعة الفراق والحنين إلى الوطن .

    المزيد الموجز عن هذه الشخصية الابداعية والفنية الكبيرة ..شخصية الشاعر يسلم بن علي .
    ... فالنص الشعري الموجز الممتلىء بالفكرة أو الصورة أو المشهد يمنح القدرة على التأويل والتفسير والإيحاء وهكذا تجلّى الاقتضاب في أسلوب شاعرنا فيما رأينا وكذلك في مقطوعته الغنائية ( انت ياعصفور ) إذ يقول :
    انـت ياعـصـفـــور سـبـّــاق الريـــــــاح ويــن مـاتـبـغـى تحـصل لك طـريـــــــق
    بس أنا المـسكيـن مـاعنـدي جـنــاح ليــتـــني مـثــــلـك في الدنـيــا طـليــق
    آه أنا مـن كـثـر مـابـي مـن جــــــراح ذا الهـوى يـحـرق على قـلـبي حـريـق

    العصفور المهاجر عند يسلم بن علي هو المعادل الموضوعي للشاعر المهاجر يحمله جراحه وآلامه وأحزانه وهو رمز الإنسان المغترب في تجربة الشعر العربي, وقد عرفت ظاهرة الطائر ومحادثته منذ القديم عند أبي تمام وفي الشعر الحديث عند شوقي واضرابهما من الشعراء .. وجميل أن يبوح شاعرنا بمشاعره ويبث أشجانه بمحاكاته للطائر في موضعٍ آخر حين يقول :
    سـمـعـت قــمـــــــــــــــري تــــرنــم في آخـر الـلـيـــــــــــــــــــــــل نــاح
    يـنـــــــــــــوح من فــوق غـصـنـــــه ونــا حـيــــــاتــي جــــــــــــــــــــراح

    وعلى ضوء ذلك فشاعرنا لم يطل الشرح ولم يكثر الأوصاف بل أوجز واختصر ومع ذلك فقد بلّغ وأفهم وأوحى وهذا سرّ من أسرار جودة إبداعه الفني .















    عن مجلة حبان الالكترونيه

    ================================================== =======

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي من رهوان اجمل تحيهنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عندما تهاجر الطيور تترك بعض ريشها .. وعندما يهجر الأحبة يخلفون أعشاشاً من الأسى !!
    MAIL

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. اليمن جميلة ولكن
    By لابد من صنعاء in forum ملتقى السيـاسـة
    Replies: 2
    Last Post: 08-09-2010, 07:20 PM
  2. أيمن نور:مشكلة بسيطة مع جميلة ولكن ليس طلاقا - محيط
    By أخبار موقع جوجل in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 08-04-2009, 07:10 PM
  3. اول من نظم الشعر الشعبي
    By الليث اليماني in forum ملتقى النـثـر
    Replies: 0
    Last Post: 22-12-2005, 06:21 PM
  4. لماذا يتقدم الشعر الشعبي ويتاخر الشعر الفصيح
    By الحلياني in forum ملتقى النـثـر
    Replies: 8
    Last Post: 03-07-2003, 11:14 AM
  5. الشعر الشعبي في اليمن
    By الاستاذ in forum ملتقى النـثـر
    Replies: 1
    Last Post: 26-05-2003, 05:55 PM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •