فهي تراث شعبي متوراث منذ القدم
وعلي الرغم من أن البنطلون وربطة العنق وغيرهما من مظاهر اللباس الغربي أزياء عصرية غزت المجتمع اليمني، كما ان اليمنيين لم يترددوا في اقتنائها وارتدائها كلباس عصري، إلاّ ان الجنبية أو الخنجر اليماني لا يزال رائجاً ومزدهراً بوصفه أحد أهم مكونات اللباس التقليدي اليمني،**
أنواع الجنابي
هناك الجنبية الحاشدية نسبة إلي قبيلة حاشد وهناك الجنبية البكيلية نسبة إلي قبيلة (بكيل) وهناك الجنبية الحضرمية نسبة إلي حضرموت وهي الأكثر عراقة في التراث اليمني وهناك الجنبية التوزة التي تتميز بحزام عريض ووضعها يكون مائلا علي خصر مرتديها وهذه الجنبية يتميز بارتدائها القضاة والسادة إنها إذن أحد معالم التمايز القبلي والطبقي الاجتماعي، كما أنها مقياس تقاس به وجاهة الأشخاص ومكانتهم الاجتماعية وهي هكذا حتي اليوم.
الحضرمية أشهر الجنابي والصيفاني أغلاها
تفنن اليمنيون في صناعتهم للخنجر الجنبية منذ القدم فجعلوها عامرة بالنقوش والزخارف الفنية الرفيعة التي جعلت منها تحفة نفيسة غالية الثمن، وبذلك أصبحت مصدر دخل للكثير من الأسر وعامل جذب للكثير من الزائرين والسياح.
وتتكون الجنبية من الرأس الذي يسمي رأس الجنبية وهو الجزء الذي تتوقف عليه قيمة الجنبية والذي يعد أهم جزء فيها وعادة ما يصنع هذا الرأس من قرون الحيوانات وعظام الزراف وحوافر الجمال كما يتم صنعه أيضاً من بعض أنواع المواد البلاستيكية والخشب وهو أنواع فمنه ما يسمي الصيفاني والذي يحتل المرتبة الأولي وسمي بهذا الاسم لشدة صفائه ورونقه ويصنع من لب قرن حيوان وحيد القرن، ويأتي في المرتبة الثانية الرأس الأسعدي نسبة إلي أحد ملوك اليمن القدماء وهو الملك أسعد الكامل ثم رأس الزراف وفي المرتبة الأخيرة الكرك ويقوم صانع رأس الجنبية باستيراد قرون وحيد القرن من كينيا ودول القرن الأفريقي والهند.
وأكثر الرؤوس طلباً وأغلاها ثمناً هو الرأس الصيفاني نظراً لما يتمتع به من مميزات إذ أنه بمرور الزمن يكتسب قيمة أكثر من سابقها كما أن كثرة تعرضه للمس والفرك واستخدامه يضفي عليه المزيد من الروعة والجمال حيث يتغير لونه من قاتم إلي فاتح حتي يصبح شفافاً كالزجاج.
ويتراوح عمر الجنبية التي تحمل رأساً صيفانيناً بين 400 عام و1500 عام وهي لا تقدر بثمن، ولعل السبب الخفي في ارتفاع هذا النوع من الرؤوس في الآونة الأخيرة يعود إلي قرار منظمة حماية حقوق الحيوان الذي يقضي بمنع استيراد قرون وحيد القرن خوفاً علي هذا الحيوان من الانقراض.
أما الجزء الثاني في الجنبية فيسمي النصل (السلة) ويعتبر من أهم الأجزاء المكملة للجنبية علي الإطلاق وهو عبارة عن قطعة معدنية حديدية بالغة الحدة يوجد علي كل من وجهيها خط مجوف إلي الأعلي يسمح بدخول الهواء في الجرح أثناء الطعن وبالتالي فإنه يؤدي إلي إصابة الجرح بالتسمم، والنصل أنواع فمنها الحضرمي والجولي والبتار ويصنع في محافظات حضرموت والبيضاء وذمار وصنعاء وأفضل أنواعها هي النصلة الحضرمية .
وللحفاظ علي الجنبية وإعطائها المنظر الجمالي البراق صنعت اليد اليمنية ما يسمي بالجراب أو العسيب أو الجهاز أو الجفل وهو الغمد المصنوع من الخشب، ويعد خشب التالوث والعشار أفضل أنواع الأخشاب التي يصنع منها الغمد العسيب وهو نوعان الحاشدي وهو الأكثر انتشاراً حيث يتميز هذا النوع بصغر زاوية انحناء مؤخرة الغمد وشكله يشبه حرف اللام وهو أكثر استخداماً في الوقت الحاضر، أما النوع الثاني فهو البكيلي وشكله يشبه حرف الراء، وهذا النوع يكاد يكون مقتصراً علي طبقة معينة تتمثل في طبقة السادة والقضاة.
ومن مكونات الجنبية الحزام الذي يظهر عليه جلياً الفن التشكيلي والحرفي الذي صنعته يد فنان ماهر ويسمي حزام الجنبية وهو أنواع مثل المتوكلي نسبة للإمام المتوكل، وكذا الكبسي والطيري والمرهي والمركزي وتتفاوت الأحزمة تبعاً لتفاوت واختلاف أنواع الخيوط المستخدمة في تطريزه وجودة نقشته وجمال شكله وتطرز غالبية الأحزمة بالخيوط الذهبية السميكة والتي تسمي بالسيم.
Bookmarks