بعد اختتام اللقاء الوطني الثاني بمكة المكرمة
خيبة أمل للمعارضة السعودية في الحوار الوطني
سعد الفقيه
أعرب معارضون سعوديون في المنفى وأنصار إقامة ملكية دستورية في السعودية اليوم عن خيبة أملهم إزاء ما أسموه تردد الحكومة بالمضي في مسيرة الإصلاح في المملكة.
واعتبر سعد الفقيه المتحدث باسم الحركة الإسلامية للإصلاح المعارضة ومقرها لندن أن "ما يسمى بالحوار الوطني هو مجرد إضفاء شرعية على قرارات تتخذها الدولة لتنفيذ أوامر أميركية".
وجاءت تصريحات الفقيه تعليقا على كلمة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز أمس والتي تعهد فيها بمواصلة عملية الإصلاحات "التدريجية والمعتدلة بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية وبعيدا عن المزايدات"، وذلك في ختام اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري الذي انعقد في مكة المكرمة.
وأوضح الفقيه أن الحوار الوطني لم يتطرق "للقضايا السياسية ولا للمشاركة والمحاسبة والشفافية ولا لإصلاح القضاء والإصلاح الإداري والمالي ولا للاستبداد السياسي المطلق.. وكلها أولويات".
وأشار إلى أن كلمة الأمير عبد الله تغلق الباب بالكامل أمام المطالبة بملكية دستورية كان دعا إليها 116 ناشطا سعوديا سلموا عريضة للمسؤولين السعوديين يوم 16 ديسمبر/ كانون الأول الماضي تدعو لتحويل المملكة السعودية إلى مملكة دستورية كما تدعو إلى إصلاح دستوري شامل.
عبد العزيز خميس
من جانبه قال مدير المركز السعودي لحقوق الإنسان في لندن عبد العزيز خميس إن النظام السعودي "يتهرب من حل المشاكل الملحة والرئيسية للسعوديين وهي المشاركة في صنع القرار السياسي". وحذر خميس من أنه إذا واصل النظام الاستبداد بالسلطة فإنه يخشى أن يتحول الوضع الحالي إلى صراع عنيف في المستقبل.
أما الأكاديمية السعودية في لندن مضاوي الرشيد فقد اعتبرت أن الدعوة إلى التطوير تهدف إلى مواجهة التطرف والعنف، "في حين أن التطور الحقيقي يمر عبر قبول الحوار بين كافة الأطراف". وأضافت أن الإصلاح بالنسبة للنظام السعودي يعني قبول مشاريع الدولة دون نقاش.
إصلاحيو الداخل
من جانبه اعتبر متروك الفالح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود أن لا جديد في كلمة الأمير عبد الله. وأضاف "كان يحدونا الأمل بأن تكون هذه المبادرة واضحة المعالم وأيضا محددة المراحل".
ويؤكد عبد الله الحامد أستاذ اللغة العربية في جامعة الإمام بالرياض - والذي يؤكد أنه دخل السجن مرارا وطرد من الجامعة بسبب نشاطه السياسي- أن الإصلاحيين يريدون تغييرا هادئا ولا يريدون استفزاز الحكومة.
وكانت الدورة الأولى من الحوار الوطني عقدت بالرياض في يونيو/ حزيران الماضي بمبادرة من الأمير عبد الله.
ودعت الدورة الأولى إلى القيام بإصلاحات عميقة في المملكة وإلى مشاركة سياسية أوسع ومزيد من الاستقلالية للقضاء وتوزيع عادل للثروة. وعبرت عن رفضها للتطرف الديني مؤكدة على ضرورة الحوار من أجل تعايش أفضل.
يشار إلى أن السعودية تتعرض لضغوط من الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 للقيام بإصلاحات لاسيما في المناهج الدراسية.
المصدر: قناة الجزيرة
Bookmarks