Originally Posted by
جمال مبارك
أوطاننا بخطر وهي مهددة فينا و منا و خارجنا .. !!
أوطاننا تنادينا وتناشدنا أن نصحو .. أن نستفيق من غفلتنا .. فأيادينا تعمل فينا ضدنا وضد مصالحنا.. والمتابع للمشهد العربي لا يملك إلا أن يقلب كفيه حسرة وقهراً وألماً وحيرة .. فعلى امتداد هذا الوطن الغالي الحبيب تكثر الخلافات والانقسامات بدل التكاتف والاتفاقات .. وتطغى مشاعر الحسد والمنافسة والغيرة واستعراض العضلات الفردية على ضروة الحوار والتفاهم وتشابك الأيادي والأجساد .. وتسود لغة التعصب والعصبية .. لغة القذف والشتم وتبادل الاتهامات وتكسير الهمم وتحطيم وتهميش الآخر .. بدل اتباع لغة المنطق والمصالح والتفاهم والمحبة والمشاركة والحوار ..
هناك عقار مسموم "مدسوس علينا" اسمه التخاذل والإحباط والتشاؤم بدأ يتسلل إلى إجسادنا ليقضي على عزيمتنا ووجودنا وانتمائنا ويجهض حب الوطن من أحشائنا .. ويشل فينا رغبتنا بالتكاثر والخلق والإبداع والعمل والإنجاب ..
ما بال أثوابنا باتت مستوردة .. ؟؟ وتغيرت لغتنا فأصبحت لغة التعصب والطائفية والشرذمة والغيرة والتشنج والكره والتشاؤم والانقسام .. وبدأت كل دولة عربية تنضوي على نفسها وتقفل الباب بالمفتاح على جيرانها وأقاربها .. وتلعن محيطها وحدودها ..
غريب عجيب حال العرب.. فإذا تكاسلت دول عن نجدة أشقائها وأقاربها وصفت بالمتخاذلة والجبانة والضعيفة .. وإذا هبت دول أخرى للدفاع عن مصالحها ومصالح جيرانها اتهمت بالتكبر والتصلف والهيمنة والتدخل في شؤون الآخرين .. !!!
وإذا انسلخ جميع أبناء الوطن العربي عنه .. وكفروا بلغة الضاد وبالعرب والعروبة .. ولام كل شخص الآخر على الانكسارات والهزائم والانحدارات .. وفضلوا التقوقع على الذات وتقديم المصالح الفردية والشخصية الضيقة الزائلة على المصالح العامة والمشتركة الدائمة .. وإذا قرر العرب أن يطلقوا قضية وجودهم وسر بقائهم وماهية وأهمية انتمائهم .. فلماذا نلوم الآخرين على أخطائنا وفشلنا وخيباتنا وهزائمنا حين نقدم لهم المطارق ليحطمونا.. والسكاكين ليطعنونا.. والحبر والقلم ليشتمونا.. وأسرارنا ليفضحونا.. وكنوزنا ليقهرونا .. ؟؟!!
وإذا كنا نحن العرب سبب الداء، فحان الوقت أن نكون نحن أيضاً الدواء .. فبسواعدنا نبني ونعمر .. وبأيدينا نخط مسيرة النهضة والعمل والمسؤولية والبناء .. لقد حان الوقت أن تبدأ القيامة وأن تولد وتنهض أرواح شابة يافعة من أشباحنا العتيقة المترهلة لترسم صورة جديدة لوطن وردي مشرق .. وطن تسوده نضرة الأفكار وخضرة الأعمال .. وطن يؤمن بقدسية الفرد ورسالته .. وأهمية وجوده وولائه وانتماءه ..
متى يتفق العرب على أن أوطاننا بحاجة إلينا جماعات وليس أفراد .. بحاجة إلينا متحدين وليس متفرقين ومنقسمين .. بحاجة إلينا متفقين وليس مختلفين .. بحاجة إلينا ناهضين وليس منكسرين وذليلين .. بحاجة إلينا متفائلين وليس متشائمين .. أوطاننا بحاجة إلينا أحياء وليس شبه أموات..!!
Bookmarks