كثر الحديث في الوقت الحالي حول حقيقة وجود المساواة في الوطن أو حقيقة قيام دولة المؤسسات.. خاصة في ظل ارتفاع الدعاوى إلا كبح نفوذ وقوة القبيلة مقابل نفوذ الدولة
لعبت القبيلة دورا مهما في تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر ..ولعبت دورا اكبر في تحديد مسار سياساته الداخلية وازماته وحروبه وتكويناته
هذا الدور وجد في شمال الوطن أكثر من جنوبه ولكنه لعب دورا هاما في الـ17 سنة الماضية في جنوبه كذلك .. وسيلعب دورا مهما وفعالا ومؤثرا جدا إلى عقود تالية وهنا تكمن أهمية دراسة هذا الدور
عن دوره في شمال الوطن فهذا لا يحتاج إلى تبيان.. اما عن دوره المستقبلي في جنوب الوطن فستحدث عنه بعد المرور على جميع جوانب المذكرات
ورغم اتفاق الطبقات المثقفة على اهمية اقصاء العامل القبلي .. إلا اننا نواجه باتفاقهم على أهمية التواجد القبلي كدرع عسكري مخفي في وقت الأزمات
هذا الكلام يتضح لنا أكثر ما يكون من المكانة المرموقة ذات النفوذ الكبير اللتي يحضى بها أحد اهم علامات القبيلة في اليمن وهو الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رغم انعدام أي كفائة او تحصيل علمي او مقدرة قيادية سياسية لديه
قبل فترة قامت جريدة القدس العربي بنشر مذكراته على سلسة حلقات قمت بتجميعها ومحاولة بسيطة لدراستها دراسة نقدية ومقارنة مع الاحداث المتلاحقة في التاريخ والاعتقادات السائدة
تحدثت المذكرات ببساطة وشفافية عن حقب كثيرة عدى حقبة 90-94م فهي تعتبر حقبة حساسة لذا لا يمكن اللجوء فيها إلى شهادة واحدة فقط
ولكنني سأحاول نقل تصور ورأي صاحب المذكرات بموضوعية
وقد يكون من أهم ما تنقله هه المذكرات هو أنها نقلت صور اعتقد أنها ما كانت لتخرج لو كانت المذكرات خرجت في وقت غير هذا .. أي في وقت اتاح أن تراجع ويحذف منها ما وجب حذفه
فمع مرور الوقت يبدأ الانسان بنسيان بعض الحوادق الكاذبة وتبدأ الاحداث الحقيقة تخرج سهوا في مجمل الحديث
لمعرفة شخصية الشيخ عبدالله وتكوناته يجب علينا النظر إلى بيئته وكيفية نشأته والعوامل التي أدت إلى انخراطه في العمل السياسي مع الثورة والجمهورية
-------------------------
ساتكلم اولا عن اسرة الشيخ الاحمر والاسباب اللتي جعلتهم ناقمين على فترة الحكم السابقة ومساندة للجمهورية
فأسرته الاقطاعية الكبيرة الموالية للأئمة على مر العصور كما ذكر الاحمر ذلك في مذكراته حين قال:
والجد الأكبر علي بن قاسم هو الذي كسب أموالاً في مناطق لواء حجة، وما كان كسب جدي ناصر إلا تكملة لما كسبه علي بن قاسم الأحمر، وقد انقرضت تلك الأموال وقد أمتلك بعض حصونها مثل حصن القاهرة في المحابشة، وحصن قلعة سَنجر في حجة، وحصن شيعان في كحلان، وحصن الغطريف في بني العوام وغيرها.
هذا يثبت انهم كانوا من الاسر الاقطاعية الكبيرة والحائزة على رضى الامام يحيى وعونه ولذلك كسب الامام تأييدهم له مثلا في آخذ البيعه .. فقد تدخل جده ناصر بن مبخوت في ذلك لصالح الامام كما يروي الاحمر في مذكراته:
وعندما توفي الإمام المنصور سنة 1322هـ اجتمع العلماء في القفلة، وهي منطقة في حاشد، لاختيار إمام جديد، وكان هناك أكثر من عالم يرشح نفسه للإمامة وينافس الإمام يحيي وبدأ العلماء يناظرون ويوازنون بين الإمام يحيي ومنافسيه؛ فقالوا: الإمام يحيي مستوفٍ شروط الإمامة عدا شرط واحد، فكان الدور الحاسم لجدي ناصر بقوله: هذا هو الشرط الناقص، وأشار بيده إلي عصاه، فتمت مبايعة الإمام يحيي، وهكذا فقد كان جدي ناصر هو المرجح لعملية اختيار الإمام يحيي ولعب دوراً كبيراً في ترجيح كفته،
ولكن هذا التأييد سرعان ما انقلب إلى معارضة شديدة وصدام بينهم وبين الامام يحيى
وكان السبب في ذلك غريب جدا وغير متوقع
يقول الاحمر في صفحة 14 :
فالسبب في ذلك هو ما حل بمشائخ حاشد من قبل الامام ..من أهم عوامل قيامها هو ما حلَّ بحاشد ومشائخها، وانطلاقاً من هذا الإحساس والشعور أصبحت لديهم قناعة أنهم مسؤولون عن حماية الثورة وأن ذلك يهمهم ويخصهم أكثر من غيرهم
وذلك يذكره الاحمر في خضم حديثه عن حادثة توجيه الامام يحيى فيها بجيش لتأديبهم بقوله:
وذكر بعدها في الصفحه الاخرى :وأول ما بدأ به عقب وفاة جدي مباشرة بتقليص نفوذ أولاد ناصر بن مبخوت في قضاء حجة في المناطق التي كان لهم فيها نفوذ والتي كانت مصدر إمكانياتهم وتموينهم، فقد كانت كثير من أسواق مناطق قضاء حجة ملكهم، وكانت بعض هذه المناطق تدفع الزكاة إليهم
فالامام اراد ان يساويهم ببقية الشعب وهم رفضوا ذلك من منطلق أنهم اقوى من بقية الشعب وانهم غير بقية الرعيةواستمر الحصار فترة وقد كان المبرر في خروج الجيش علي حصن حبور وعلي حجة أن أهل هذه المناطق هم رعية الإمام فلماذا تظل السيطرة لأولاد الشيخ ناصر بن مبخوت فيها
وكذلك استوقفتني كلمات اخرى له حين قال:
فمن المعروف ان بعض المشائخ يقومون بحرمان النساء من نصبيهم الشرعي من الورث خوفا من ضياع الاموال إلى اسر اخرىحيث كان الإمام يحيي يختلق لهم قضايا ومشاكل كثيرة مثل: أخذتم من حق الدولة الزكاة، أو عند ناصر بن مبخوت فلوس، أو عندكم ميراث لبيت صوفان، أو عندكم ميراث لبيت شويل، وهم أنساب جدي، حتي انتقل كوكيل للعمات يطالب لهن بالورث
وكون الامام هو الحاكم الشرعي فمن واجبه رد الحقوق إلى أهلها .. ومن ذلك نسائهم
وليس في ذلك إلا مطالبة من الامام بتطبيق شرع الله اللذي يرفضونه عليهم ويطبقونه على غيرهم .. حتى قام بتسمية الامام بـ"حتي انتقل كوكيل للعمات يطالب لهن بالورث"
فلذلك قاموا بخذلانه في مواقف اخرى مثل مواقف حروب الادريسي حين قال الاحمر:
وهذا ما أدى إلى ضعف الجبهه الشمالية الغربية في مناطق نفوذ الادريسي وسمح بدخول القوات السعودية آن ذاك بقيادة الامير (الملك فيما بعد) فيصل إلى تهامه واجبارهم لصنعاء على توقيع معاهدة الطائف وما تضمنتها من بيع اراضي يمنيه (نجران وجيزان وعسير) للسعوديةهكذا كان رأيهم لكن ولاءهم في مناطقهم ظلَّ مع الإمام وفي ساحة القتال مع الإدريسي
وحينما قتل الامام يحيى .. يذكر الاحمر الحادثة التالية:
قد يكون بكاء هؤلاء العسكر والعامل على رجل حاول مساواتهم بالمشائخ وإعطائهم حقوقهم وحماية اليمنكنا فرحين جداً وأذكر أنه كان عندنا بعض كبار السن من العسكر ومنهم وكيلنا واسمه علي زايد الدقيمي كانوا في حزن شديد علي الإمام، ومنهم من كان يبكي عليه
ولم يعرفوا بأن هذا سيكون مصير كل من يحاول مساواة الشعب بالمشائخ وبالذات مشائخ حاشد
وأن هؤلاء مستعدون على بيع اي قطعه من اليمن مقابل أن يبقى نفوذهم ومركزهم دون مساس
-------------------------------------------
يأتي الحديث بعد ذلك عن فترة الامام احمد وما تخللها من ظلم وقتل
وكان أهم ما حدث فيها لاسرة آل الاحمر هو قتل والد الشيخ واخيه الاكبر حميد من قبل الامام بعد ان وصلته خلال سفره إلى ايطاليا معلومات حول تحركهم ضد النظام
هنا يتفق الجميع على أن عصر الامام احمد كان عصرا مليئا بالظلم والفقر والجهل
ولكن استوقفتني جملة واحدة من كل ما ذكره الاحمر عن هذه الحقبة
بينما هو يتكلم عن سجن والده لدى الامام وظروف السجن قال:
والوالد لا يزال في السجن التحفظي في مقام الإمام في غرفة خاصة من مرافق القصر وعين عليه اثنين من حرسه كحراس ومرافقين له وكان يصرف له الأكل من مطبخ الإمام مع خمسة ريال فرانصي
فسبحان الله .. رغم ظلم وفقر وجهل تلك الفترة .. إلا أن سجونها كانت ارحم من سجون دولة هذه الايام
ويا حبذا لو تذكروا هذا الكلام عندما سجنوا حسن باعوم بحالته الصحيه المرزية
او عندما توفي الشعيد هاشم حجر قبل اسابيع نتيجة تدهور حالته الصحية بسبب ظروف احتجازه في الامن السياسي
------------------------------------------
دائما ما نجد في كل مذكرات دلائل لارتباط النظال في الشمال والجنوب ببعضه
فمثلا كيف حكى الاحمر عن أن اول الاشخاص تأثيرا عليه في الجانب السياسي كان النقيب محمد علي بدوي فارع اللذي قدم من عدن سنة 45 م
وكذلك كيف ان خطتهم لاغتيال الامام احمد تمت بالتنسيق مع جبهة التحرير في الجنوب
ووصفها الاحمر بقوله:
----------------------------------------أثناء هذه الفترة كانت هناك خطة للقيام بشيء ضد الإمام في السخنة، وكنا ننتظر لتنفيذ الخطة وصول سعيد حسن فارع (إبليس) صاحب الحجرية، من صنعاء ومعه القنابل، وكان سعيد فارع من أعضاء جبهة التحرير في عدن
ثم ينتقل الاحمر ليتذكر ايام الثورة وبدايات الجمهورية في الشمال
ويبدا في نقل الوقائع بالتفصيل وذكر الاماكن والمعارك .. وطبعا لا ينسى ذكر دور حاشد البطولي في الدفاع عن الثورة اللتي حمت مصالحهم كما اسلفنا سابقا
وكيف كان حنقه على مقتل بعض من أسماهم بالشرفاء والمناضلين في خضم حديثه:
هؤلاء اللذين تم اعدامهم بناءا على رغبة الشعب بعد ما ارتكبوه من مجازر في زنازين الثورة يذكرها الاحمر سابقا عندما وصف سبب اشتراك بعض القبائل مع الملكيين رغم كراهيتهم لهم بالقول:وقتل وسحل الزعيم محمد الرعيني أحد أبرز الضباط الأحرار الذين فجروا الثورة ومن معه من الضباط والمشائخ أمثال: هادي عيسي والشيخ أحمد النيني والشيخ علي محسن هارون ومن معه.
فمن قام بهذه الاعدامات اصبحوا في نظره ابطال ومناضلين لا يجوز اعدامهمومن ناحية ثانية كان ذلك التمرد نتيجة لما حصل وما كانوا يسمعون به من القتل والإعدامات في صنعاء التي تمت أول الثورة حيث كانت هذه عاملاً رئيسياً لقتالهم ضد الثورة.
--------------------------------------
وللأمانة
فرغم كل شيء ورغم انهم كانوا سببا لفشل مؤتمر حرض اللذي كان هدفه الاصلاح ووضع الحرب بين الملكيين والجمهوريين واقامة دولة واحدة تضم الجميع بعد اتفاق الملك فيصل وعبدالناصر على ذلك في لقاء جدة سنة 65
ورغم أن الامور ازدادت سوءا بين فصيلي الجمهوريين .. فصيل السلال الموالي والتابع لعبدالناصر وفصيل بقية الثوار ومنهم الاحمر والارياني ..
ورغم ان خلافاتهم وصلت إلا ان قام عبدالناصر بحبس كل الثوار اللذي وصلت إليهم ايديه في مصر وهروب الباقي مع الشيخ الاحمر إلى خمر واقامتهم شبه جمهورية داخل جمهورية
إلا أن لهم موقف واحد اشعرني بالغبطة بعض الشيء
موقفهم من نكسة حزيران رغم كل مشاكلهم مع عبدالناصر
موقفهم هذا وصفه الشيخ الاحمر بقوله:
وبالفعل تم تجميع المقاتلين من ابناء القبائل لهذا الغرض والتوجه إلى صنعاء ومقر القيادة المصريةوكنا في مدينة السلام خمر نمثل جمهورية المعارضين وفيها عدد كبير من قادة ومناضلي ثورة 26 سبتمبر من الضباط الأحرار والمثقفين والمشائخ والعلماء وقد اجتمعنا بعد النكسة اجتماعا مسؤولاً وبعثنا برقية باسم الجميع تحت توقيعي للرئيس جمال عبد الناصر نعلن فيه استعدادنا للوصول إلي مصر بعشرة آلاف مقاتل لمساندة الجيش المصري لاسترجاع ما خسروا من الأراضي ولمواجهة العدو المشترك
ولم يمنعهم من المواصله إلا اوامر عبدالناصر باستلام المواقع اللتي ستخليها القوات المصرية بسبب النكسة وقرار انسحابها من اليمن
------------------------------------------
ينتقل الاحمر بعد ذلك ليتكلم عن فترة الارياني اللذي لم يكن لهم معه أي خلافات تذكر عدا ما حدث في الاخير من أن الارياني تساهل مع العناصر اليسارية المدعومة من عدن في المناطق الوسطى وهذا اثار حفيضته .. وكان موقفه كالعاده داعيا لاستخدام قوة حاشد في وجه كل من يزعزع نظام جمهوريتهم
وبعدها يصل إلى ذكر حركة حزيران اللتي اطاحت بالارياني وكان هو من الفاعلين فيها وكانت من تخطيط وتدبير الشيخ سنان ابو لحوم الوالد الروحي للشيخ الاحمر
ويبدأ الشيخ الاحمر هنا بذكر وقائع المخطط وهو ان يتم اجبار الارياني على تقديم استقالته ويقوم الاحمر بصفته رئيس مجلس الشورى بتقديم استقالته وبذلك تعلن حالة الطوارئ ويجمد الدستور
وهنا يتم التدخل لدعم المقدم ابراهيم الحمدي (نائب القائد الاعلى) ليصبح رئيس الجمهورية
وضنوا أنهم متمكنين من السيطرة على الحمدي وتسييره على هواهم
ولكن الخلاف اشتد بينهم جدا لخطوات قام بها الحمدي وذكرها الاحمر بقوله:
وكذلك يذكر الاحمر ان خلافهم ناتج عن قاعدة شعبيه واسباب اهمها :لكن الموقف اشتد عندما أقدم الحمدي علي حل مجلس الشوري في 22 تشرين الاول (أكتوبر) 1975م وخرجت المظاهرة (لا شوري بعد اليوم) وكنت حينها في خمر والتواصل منقطع مع الحمدي
وخلال فترة الخلاف لم ينقطع تواصلنا مع المسؤولين في المملكة ولم تنقطع وساطتهم بيننا وبين الحمدي، فقد كان سفيرهم بصنعاء دائم التردد علينا لهذا الغرض، وقبل مقتل الحمدي أبلغنا السفير السعودي عزمنا علي زيارة السعودية وتوجهنا براً إلي الطائف مع مجموعه من المشائخ من كل مكان، في شهر رمضان قبل مقتل الحمدي بشهرين أو أقل لنؤكد لهم أننا رافضون للحمدي، وأننا مستندون إلي القاعدة الشعبية، وبقينا في الطائف حوالي ثلاثة أسابيع أو أكثر، وكان محسن اليوسفي يتحرك بين صنعاء والطائف من أجلنا وهو وزير الداخلية وذلك في محاولة لتسوية الخلاف بيننا وبين إبراهيم الحمدي خاصة بعد أن ساورهم القلق من سياسات الحمدي، الذي كان يلعب علي الحبلين فقد كان يظهر للسعوديين أنه مستند إليهم، وكانوا يدعمونه ومتمسكين به فعلاً خاصة بعد أن تخلص من مجاهد ومحسن العيني وبيت أبو لحوم والتيار البعثي في الوقت الذي بدأ بإقامة العلاقات مع النظام في عدن وإحلال الناصريين بدلاً عن البعثيين في مؤسسات الدولة
اما لتبيين موقف الحمدي العام منهم فهو يذكره سهوا في خضم حديثه عن الغشمي:
هنا يتضح ان الحمدي كان متبنيا موقفا مضاد للمشائخ ونفوذهمكان أحمد الغشمي يتبني نفس موقف الحمدي ضدنا، اي نهج ابعاد المشائخ عن السلطة
اما حكاية احلال الحمدي لمجلس الشوري واللتي تظهر وكأن الحمدي كان معادي لاشراك الشعب في اتخاذ القرار ومستأثر بالحكم
فلو رجعنا قليلا إلى الوراء في نفس المذكرات .. لوجدنا سبب قيام الحمدي بذلك يرجع غلى الآليه اللتي تم بها اختيار اعضاء مجلس الشورى اللذي اسس في ايام الارياني
وكانت الاليه عباره عن تعيين الاعيان والمشائخ لينكون مجلس مشائخ يحكم اليمن بطريقة قبلية تؤكد سيطرة القبيلة على مقاليد السلطة
الأليه ذكرها الحمر بنفسه حين قال:
وبناءا على هذه الآلية فلن يتم تعيين غير المشائخ حيث أن العزل ستضطر إلى ترشيح مشائخها نظرا لأن التصويت مفتوح ومعروف برفع الايدي وليس سري بالصناديقبعد أن انتهت مدة المجلس الوطني المحدد بعامين من آذار (مارس) 1969 إلي آذار (مارس) 1971، جري انتخاب مجلس الشوري وتقسيم النواحي إلي دوائر انتخابية. وكانت بعض النواحي الصغيرة تدمج مع بعضها في دائرة واحدة، مثلاً في لواء حجة نواح ٍ صغيرة، في الشرفين ضمت ناحيتين وبعضها أكثر من دائرة واحدة، وكان مجموع الدوائر (159) دائرة منها (128) بالانتخاب والباقي بالتعيين بموجب الدستور الذي أعطي لرئيس الدولة حق تعيين 20% من أعضاء المجلس وكانت فكرة التعيين بتلك النسبة عظيمة لما يترتب علي التعيين من فرص لرفد المجلس بالعناصر الكفوءة المؤهلة.
انتخب أعضاء المجلس بالتزكية ـ انتخابات غير مباشرة ـ وهي طريقة سليمة جداً وقريبة إلي الطريقة الإسلامية ـ الطريقة الشوروية التي أقرها الإسلام طريقة أهل الحل والعقد، حيث تشكلت لجنة عليا للانتخابات وتألفت لجان فرعية تحت إشراف المحافظين ونزلوا إلي كل عزلة وكل قرية، وكانت قري كل عزلة تجتمع وتختار شخصاً يمثل العزلة، وكانوا يصوتون له بدون صناديق برفع الأيدي، وبعد أن يختار شخص من كل عزلة يجتمع هؤلاء إلي مركز الناحية ويختارون منهم شخصاً يكون عضو مجلس الشوري. وكان الاختيار معظمه يتم بالإجماع حيث كانوا يتنازلون لبعضهم البعض وإذا لم يتم الإجماع فبالأغلبية، وبعدها يجتمع هؤلاء المنتخبون من النواحي إلي اللواء ويعلن عنهم
اما اصلاحات الحمدي في الجيش ومساواته للمشائخ واولادهم ببقية افراد القوات المسلحة
خاصة بعد ما وزع المشائخ الرتب والمناصب بينهم وجاء الحمدي والغى ما قاموا به
واعترض الاحمر على ذلك لأنه تعدي على سلطة القبيلة والمشائخ بقوله:
---------------------------------------------وعندما أعلن (اي الحمدي) بيان بتغيير بيت أبو لحوم من قيادة الجيش يوم 27 نيسان (إبريل) 1975م، عارضت ذلك وهذا اليوم أصبح اسمه يوم الجيش، الذي سماه الحمدي، واعتبر عيداً يحتفل به كل عام، وحينما جاءت لي الأخبار وأنا في مجلس الشوري قمت من القاعة إلي مكتبي واتصلت بالحمدي تلفونياً وجرت بيني وبينه مشادة قوية، وبعدها أقصي العميد مجاهد أبو شوارب من منصبه القيادي العسكري
ثم ينتقل للحديث عن مقتل الحمدي باقتضاب وعن علاقته المتقطعه بالغشمي الشبيهه بعلاقته بالحمدي إلى أن يصل إلى حادثة مقتل الغشمي واختيار علي عبدالله صالح رئيسا للجمهورية
يقول الاحمر عن ذلك:
وصارحنا علي عبدالله صالح وترجيناه ـ وكنا نعرفه من قبل ولم نكن نرغب بأن يتولي هو منصب الرئيس لأننا من ناحية كنا نعتقد أنه غير قادر علي تحمل المسؤولية، ومن ناحية أخري ـ وهي الأهم ـ كنا نصر علي عودة الحكم المدني لكي نكفر عن خطئنا السابق، وكان معنا في هذا الموقف بعض المشائخ منهم سنان أبو لحوم وأحمد علي المطري وأما الكثير من المشائخ فكانوا يقفون معنا في النهار حيث كان حوش منزلي يمتلئ بهم، وفي الليل يذهبون إلي القيادة وأعضاء مجلس الشعب!!
كان هذا موقفنا في البداية، لكن علي عبدالله صالح أصر واستطاع بذكائه وحنكته أن يكسب الجيش ويفرض نفسه علي القادة ومن هم أعلي رتبة ومكانة ومنهم القائد العام علي الشيبة وزير الدفاع وفرض نفسه علي الجميع.
كما أصر معه الإخوان في المملكة العربية السعودية حتي استدعوني إلي جدة فعلاً وجاءوا بطائرة تنقلني إلي هناك لإقناعي بعلي عبدالله صالح. لقد أيدت السعودية بشكل واضح ودعمت بقوة علي عبدالله صالح، وبذل العميد صالح الهديان الملحق العسكري للمملكة جهوداً كبيرة لإقناعنا، كما خرج علي بن مسلم من السعودية يقنعني ويقنع بقية المشائخ وجلس في صنعاء حتي تمت الأمور.
هنا برز عندي سؤال غريب جدا...
هل تم اختيار علي عبدالله صالح رئيسا للبلاد من قبل مجلس الشورى .. ام تعيينا من قبل السعودية.؟؟
وذلك تكفيرا لاخطائها وعملا منها على بناء اليمن كما ذكر الاحمر نقلا عن الملك فيصل حين قال له قبل 8 سنين من اختيار علي عبدالله صالح كرئيس:
هل كان هذا هو مساهمتهم في عمران اليمن؟؟؟؟؟التقينا في جدة بالملك فيصل وكبار المسؤولين في المملكة، وكانت السعودية قد أعلنت اعترافها بالجمهورية في نفس اليوم الذي وصلنا فيه جدة واتفقنا علي كل شيء. كان ذلك في 27/7/1970. وقال لنا الملك فيصل: نحن قد ساهمنا في تخلف اليمن وخرابه، أما الآن فنحن علي استعداد أن نساهم في عمران اليمن حتي لو تقاسمنا الرغيف نصفين
----------------------------------------
ينتقل الاحمر بعدها للحديث عن الاحداث المتتالية من حرب 79 مع الجنوب إلى احداث الثمانينات واهمها تشكيل المؤتمر الشعبي العام وصياغة الميثاق كرد فعل فكري مواجه للتيار الاشتراكي القادم من الجنوب وللوقوف في وجه من اسماهم بالـ"مخربين" اي عناصر الجبهه الوطنية في المناطق الوسطى والمدعومين من عدن
حتى يصل إلى موضوع الوحدة ومعارضته لها بقوله:
الوحدة هي مطلب إستراتيجي وهدف كل يمني، وأنا علي كل حال كان موقفي واضحاً ورؤيتي عبرت عنها في لقاءات كثيرة وفي الاجتماعات مع المسؤولين ومقابلات مع وسائل الإعلام وهو أن الوحدة مع الحزب الاشتراكي ودخوله في إطار قالب دولة الوحدة بتنظيمه واستراتيجيته وايديولوجيته فيه خطر علي الوحدة، ولا يطمئن أحد أن الوحدة ستتم إذا دخلوها بتنظيمهم الاشتراكي الشيوعي، وكنت صراحة معارضاً لهذا
واهم ما ذكره الاحمر في مجمل كلامه عن فترة ما بعد الوحدة هو حديثه عن سبب تشكل التجمع اليمني للاصلاح فقال:
أي أن الاصلاح كان في الحقيقة عباره عن يد أخرى لعلي عبدالله صالح في محاربة الاشتراكيوطلب الرئيس منا بالذات مجموعة الاتجاه الإسلامي وأنا معهم أن نكون حزباً في الوقت الذي كنا لا نزال في المؤتمر. قال لنا: كونوا حزباً يكون رديفاً للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر. إضافة إلي أنه قال: إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها، وعلي هذا الأساس أنشأنا التجمع اليمني للإصلاح
ولم يكن حزبا مستقلا ذو توجه خاص به !!!!!!!!
-------------------------------------------
وبعد أن تحدث كثيرا حول مسألة تقاسم الحكم والسلطات والوزارات في تلك الفترة وانتخابات 93 وما جرى فيها من تبادلات لمقاعد بين الفائزين الثلاثة المؤتمر والاشتراكي والاصلاح
يبدأ في الحديث حول بداية الازمة مع البيض
وكانت الاسباب اللتي ذكرها على أنها سبب الازمة وقال:
وبغض النظر حول موقف الاحمر المنكر لها في مذكراته .. إلا انها بدأت الآن في التردد مرة آخرى على أنها سبب الازمة العامة حاليا في اليمنهناك من يري أن البيض ربما لم يذهب من هنا إلي أمريكا إلا وكل شيء متفق عليه، لكن الشيء الظاهر الذي اتضح لنا وفهمناه كلنا في اليمن بأن نتيجة الانتخابات كان لها دور في الأزمة، حيث لم يأت الحزب في المرتبة التي كان يريدها، وكذلك التعديلات الدستورية لم تعطه الشيء الذي كان يريده وهو أن يكون نائب الرئيس فينتخب مثل الرئيس، إضافة إلي التراكمات الأولي حول الاغتيالات ومحاولة اغتيال فلان وفلان ، وادعاؤهم أنهم لم يعودوا يشعرون بالأمن في صنعاء.
ويذكر كذلك كيف أن الازمة هذه نتجت عن وثيقة العهد والاتفاق اللتي عارضها ايضا بقوله:
ورغم مناداة جميع الوطنيين حاليا إلى العودة إلى وثيقة العهد والاتفاق اللتي اجمع الكل على أنها قاعدة بناء دولة المؤسسات .. إلا انه يراها خلافا لذلك حيث انها بديل عن المؤسسات الدستورية أي مؤسسات القبيلة العظمى ونفوذها المطلقوتوصلت لجنة الحوار إلي وثيقة العهد والاتفاق، وكنت رافضاً لها رفضاً قاطعاً بصفتي الشخصية وبصفتي الحزبية وحتي بصفتي رئيس مجلس النواب لأن فيها إجحافًا وابتزازًا وخطورة واستسلاماً. وكانت تدل علي أنها بديل عن المؤسسات الدستورية
هذه النقطتين هما من أشد النقاط حرجا في مذكراته بالكامل .. فهل معارضته لوثيقة العهد والاتفاق ناتج عن دفاعه عن نفوذ قبيلته؟؟ او نتيجة ولاء مزدوج سأتكلم عنه في نهاية الموضوع؟؟؟
المهم ان الازمة هذه ادت إلى اندلاع المواجهات اللتي وصفها الاحمر في فقرة مهمه جدا وهي:
لقد فُرضت علينا الحرب ولم تكن خيارنا، ولكنا كنا واثقين أنها لن تطول وأن الموقف سيحسم لصالحنا لا سيما بعد أن أعلنوا الانفصال، وحينما زارنا الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أكدت له أن الوحدة هي خيار الشعب اليمني وأن الموت يهون من أجلها. وقد جمعت له يومها عددًا من أعضاء مجلس النواب الذين يمثلون الأحزاب السياسية المختلفة في البرلمان بمن فيهم الاشتراكيون. واستمع من الجميع وخرج بقناعة كاملة أن الانفصاليين خاسرون للمعركة. ولقد التقيت بالإبراهيمي في حزيران (يونيو) سنة 2007م في جدة وتحدثنا عن تلك الأزمة والحرب في اليمن. وقد ذكر لي أنه حينما التقي بعلي سالم البيض في حضرموت بعد أن خرج من عدن أثناء الحرب، بادر الإبراهيمي البيض بقوله: ما الذي حصل لكم: كنتم تمنعوننا قبل الوحدة من تسمية اليمن باليمن الشمالي واليمن الجنوبي وتصرون علي شمال الوطن وجنوب الوطن؟ ماذا جري لكم اليوم؟ فنكس البيض رأسه ولم يرد
والاهم منها ما ورد من خلال كلامه في بدايات اندلاع المواجهات حين حكى انهم كانوا في السعودية لشرح موقفهم مقابل موقف الانفصاليين وقال:
هنا يبزغ إلي سؤال دائما يراودنيوغادرنا المملكة متجهين إلي أسمرة بعد أن أبلغونا أن الصواريخ تضرب صنعاء فخشينا أن يترقبوا عودتنا ويستهدفونا بعد أن أصبحت الصواريخ تضرب أمام بيتي في الحصبة!! بتنا في أسمرة، وغادرناها في اليوم الثاني متجهين إلي صنعاء، وفي نفس الليلة أو التي تلتها، أعلنوا الانفصال واشتدت المواجهات وكان إعلان الانفصال متوقعاً رغم أنه عملياً قد أصبح موجوداً من قبل لكن إعلانه أفادنا كثيراً
فلماذا البدء بالعمليات العسكرية قبل الاعلان بالانفصال؟؟؟
وعند كلامه حول المواجهه في عمران قال:
فلماذا يتحالف الـ(انفصاليون) مع قبائل الشمال للسيطرة على صنعاء بينما هم يهدفون إلى الانفصال؟؟؟وكانت قوتهم أكثر من القوات التابعة للشرعية، وكانوا يتصورون أنهم سوف يتغلبون علي الوحدة العسكرية الشمالية وهي أقل منهم عدداً وأضعف تسليحاً، وكانوا منسقين مع قبائل من عيال سريح وبني عبد والغولة والجبل ومعتمدين عليهم، وكان هؤلاء يؤكدون لهم بأنه مجرد أن تبدأ الحرب سوف ينضمون إليهم ويتحركون من هناك ويقطعون الطرق ويحاصرون صنعاء، ومعهم أيضاً أفراد من أرحب وغيرها
هل معنى هذا أنهم لم يكونوا هادفين إلى الانفصال وإنما دفعوا إليه دفعا كما قال حميد الاحمر نجل الشيخ الاحمر في احد تصريحاته الاخيرة؟؟؟؟
أم ان المسألة كما فسرها الاحمر نفسه بالقول:
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟وكانت حسابات الحزب الاشتراكي أن هؤلاء القبائل مع القوات العسكرية التي هنا وهناك قادرة علي أن تتخذ موقفًا بما يمكنهم أن يملوا شروطهم أو أن يضطرونا إلي رأي المثل الشعبي (اتركني يا عنّاب ولك عنبك) وأن قوي خارجية ستأتي للمصالحة ومن ثم يرجعون إلي ما كانوا عليه ونحن علي ما كنا عليه، أي الانفصال.
----------------------
قبل أن اصلك بكم إلى النهاية احب ان انوه إلى سبب اهمية مناقشة موضوع النفوذ القبلي في اليمن شماله وجنوبه
فكما لاحظنا تأثير القبيلة في مسارات عدة مثل حرب الجمهورية بعد انسحاب المصريين او حرب المقاومة في 79 او حرب 94
فيها كلها لعبت القبيله دورا هاما جدا في قلب موازين القوى على كل من يتعدى على مصالحها العليا
وهنا يكمن يا سادة مكمن الخطورة
ففي وجه اي محاولة تغيير ستأتي اكبر عقبة وهو وقوف القبيلة العسكري في وجهه ما دام هذ التغيير مضاد لمصالحها
هم منادون للمساواة ولكن ان لا تشملهم
منادون لسيادة القانون ولكن ليس عليهم
وهذه هي المصيبة
تخيلوا لو فكر الجنوب حقا بالانفصال.. هل ستدع القبيلة للجنوب مسألة الانفصال تمر بهدوء وهو (الانفصال) ما سوف يؤثر على مصالحهم الحالية في الجنوب؟؟؟؟
اسئلة كثيرة تدور..
من المعروف ان الشيخ الاحمر يعتبر صمام امان القبائل اللذي يضمن ولائها للدولة..
ماذا لو توي الشيخ؟؟؟ هلي ينفجر الصمام اخيرا ويبدأ الشمال بالحراك نحو استرداد حقوقه؟؟
ام يواصل الخنوع؟؟؟؟؟
-------------------------------------
في الاخير اود ان انتهي بما انتهى به الاحمر في مذكراته من ذكر الموقف السعودي والاماراتي والحديث عن الولاء المزدوج للسعودية رغم كل ما جرى منهم ومحاولة ايجاد المعاذير لهم
كان موقف الشيخ زايد واضحاً في دعم الاشتراكي فكان طرحنا له صريحاً وواضحاً وقوياً، وإجابته لنا كانت أكثر وضوحاً وصراحة وتعصباً بشكل فظيع ما كنا نتصوره. قال: أولاً: حكاية شيوعية ما عادوا شيوعيين. وثانياً: الوحدة لا تفرض بالقوة والحرب. وثالثاً: لجوؤهم إلينا وانفتاحنا عليهم لأنهم أضعف منكم وانتم تجبرتم واعتديتم عليهم، فاشتد بنا النقاش إلي أن بلغ حد ارتفاع الأصوات وكان معي الأستاذ عبد الوهاب الآنسي نائب رئيس الوزراء في حينه وبعض المشائخ من الإمارات أسكتونا وانتقلوا إلي مكان آخر، وبقيت أنا والشيخ زايد كل واحد متسمر في كرسيه لا يكلم الآخر ولا ينظر إليه. وعادوا إلينا برأي أن تنفض الجلسة ويجتمع نائب رئيس الوزراء عبد الوهاب الآنسي مع الشيخ فلان والشيخ فلان، وخرجنا دون الوصول إلي شيء، والشيخ زايد مصمم علي أنه لا بد أن نوقف الحرب. قلت: الحرب مقدسة بالنسبة للوحدة، والوحدة تستاهل الدماء قال: تريدون سفك الدماء والوحدة ليست بالقوة. قلت: نعم الوحدة تستحق التضحية ونحن مستعدون لبذل المزيد من التضحيات من أجلها، والوحدة ليست بالقوة فهي وحدة شعب واحد إنما الانفصال هو الذي يريد أن يفرض بالقوة.
وانتهت الزيارة بهذا الشكل دون الوصول إلي أي نتيجة، وبعدها صارت الأمور كما هو معروف وانتهت الحرب بانتصار الوحدة والشرعية، وكنا نتوقع ذلك في أقرب من تلك الفترة لا سيما بعد أن حكموا علي أنفسهم بالهزيمة بإعلان الانفصال.
وبعد انتهاء الحرب تم التواصل مع دول الخليج رسمياً حيث قام الرئيس بزيارة الإمارات بعد انتهاء الحرب بفترة قصيرة. وعموماً لم نكن نتوقع من الإخوان في المملكة ودول مجلس التعاون باستثناء قطر ذلك الموقف. كما أن الحزب الاشتراكي بأساليبه ودهائه وإعلامه ودعايته استطاع من بعد أزمة الخليج أن يجير ذلك الموقف علي الرئيس علي عبدالله صالح والشماليين، إضافة إلي اللعبة المصرية، فهي التي غيرت موقف دول الخليج من الحزب الاشتراكي خاصة أن علاقته كانت سيئة بهذه الدول قبل وبعد أزمة الخليج المعروفة
تحياتي
Bookmarks