نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



عمر بن الخطاب .. رضى الله عنه

" الفاروق الرجل الذي نزلت آيات كثيرة تؤيد كلامه وآراءهـ العدو الذي تحول الى حبيب وخليل
الشجاع الذي اعلن هجرته امام الملأ بدون خوف الرجل الذي اذا مشى سلك الشيطان طريقاً آخر


عمر بن الخطاب بن نوفل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي * يجتمع نسبه بالنبي " صلى الله عليه وسلم " في جده كعب * امه حنتمة بنت هشام اخت ابو جهل
من أين ابدأ عندما يكون الحديث عن عمر - رضى الله عنه - هذا الرجل الشجاع العظيم الذي فرق بين الحق والشر .. هذا الرجل الذي تهابه حتى الشياطين .. نعم أنه عمر بن الخطاب
كان من أشد الناس الذين عادوا الاسلام في بدايته * فحارب وعادى الاسلام والنبي " صلى الله عليه وسلم " حتى جاءت الهجرهـ الاولى وشعر بالحزن والاسى لما رأى الكثير من قومه
ذهب للهجرة وصبروا على العذاب من اجل هذا الدين الجديد فعزم أن يقتل هذا النبي الذي فرق بينه وبين قومه بدينه الجديد * اخذ سيفه وتوجه الى دار الارقم مكان تجمع النبي باصحابه
وهو في الطريق وجد رجلاً قال : الى اين ؟ قال : ذهاباً لاقتل محمد * قال له : اولا ترجع وترى اهل بيتك * لأن اخته فاطمه اسلمت هي وزوجها سعيد بن زيد * فعاد غاضباً للبيت واتجه لاخته
فلطمها وهي تمسك ببعض الايات وقال لها : ناويليني الصحف ؟ يريد ان يرى ماهذا الكلام الذي يأتي به محمد .. فوقعت عينه على قوله تعالى وكانت اول آيات قرأها عمر بن الخطاب :
{ طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلا } انشرح صدر عمر هنا .. واتجه للنبي " صلى الله عليه وسلم " في دار الارقم
فلما طرق الباب قالوا يا رسول الله انه عمر * قال ادخلوهـ فلما دخل اعلن اسلامه فتهلل وجهه " صلى الله عليه وسلم " وكبّر الصحابه * فالاسلام قوى باسلام عمر - رضى الله عنه -

بل كان النبي " صلى الله عليه وسلم " يدعي : " اللهم اعز الاسلام بأحد العمرين " وكان المقصودين عمر بن الخطاب .. وعمر بن هشام " ابو جهل " لأنهم كانوا شجعان واقوياء
فلما اسلم عمر فرح المسلمين .. وقال عمر مباشرة بعد اسلامه : لما أسلمت تذكرت أي أهل مكة أشد عداوهـ لرسول الله فقلت في نفسي ‏:‏ أبو جهل ، فأتيت حتى ضربت عليه بابه، فخرج إلىّ
وقال‏:‏ أهلًا وسهلًا، ما جاء بك‏؟‏ قلت :‏ جئت لأخبرك إني قد آمنت بالله وبرسوله محمد ، وصدقت بما جاء به‏ * ‏ فضرب الباب في وجهي ، وقال‏:‏ قبحك الله، وقبح ما جئت به‏ .. فحزن ابوجهل لاسلامه
بل قال للنبي " صلى الله عليه وسلم " لما اسلم يا رسول الله ، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال: بلى قال: ففيم الاختفاء؟ فخرج المسلمون في صفين حتى دخلوا المسجد فذهلت قريش اجمع
هجرته من اعظم القصص * لما اراد الهجره ذهب في اكثر الاوقات التي يتجمع فيها قريش في مكه فدخل وطاف سبعاً وصلى ركعتين خلف المقام امام الملأ وعلانيه والناس مذهولين فوقف وقال:
" شاهت الوجوه " ثم قال : " من اراد ان ييتم ولده و تثكل أمه و ترمل زوجته فليلقانى خلف هذا الوادى فأنى مهاجرًا غداً " فلم يلحقه احد وكان اول من جهر بهجرته - رضى الله عنه -
يقول عبد الله بن مسعود مازلنا أذله حتى أسلم عمر وما كنا نستطيع أن نصلى عند الكعبه حتى أسلم عمر فلما أسلم نزل قول الله تعالى : " يا أيها النبى حسبك الله و من أتبعك من المؤمنين "

آيات كثيرة نزلت تؤيد قول وآراء عمر - رضى الله عنه - فالايه الاولى * لما اراد النبي " صلى الله عليه وسلم " الصلاة على عبدالله بن ابي .. قال له عمر يا رسول الله اتصلي على كافر منافق
قال اخر عني يا عمر : فأني بين خيرتين .. سأستغفر له سبعين مره * فنزل الاية : { ولا تصلي على احد مات منهم ابدا } .. فتلك كانت احد الايات التي ايدت اقوال وآراء عمر - رضى الله عنه -
والآية الثانيه * عندما قال عمر رضي الله عنه للرسول " صلى الله عليه وسلم " : لو نتخذ من مقام إبراهيم مصلى فنزلت الآية الكريمة تؤيد عمر بما قال : { وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى }
والآية الثالثة * إستشار الرسول أصحابه بشأن الأسري فقال عمر نضرب أعناقهم وقال أبو بكر نستبقيهم ونفادي أسرانا بهم * فوافق الرسول علي رأي أبي بكر ولكن لاحقا نزلت آيه
أيدت رأي عمر وهي قوله تعالى : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } فتلك احدى المواقف التي تؤيد رأيه
وكذلك هناك آية رابعه : فحينما كان الوحي ينزل على الرسول الكريم وسيدنا عمر يملي ما يقوله النبي من القرآن والوحي وكانت الآية قوله تعالى : {ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ } فقال عمر
فتبارك الله أحسن الخالقين ، فقال عليه الصلاة والسلام : أكتبها كما ذكرتها فقد نزلت كما قلتها .. حتى قوله { .... فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }

تولى الخلافة بعد وفاة ابوبكر .. بعد اوصى ابو بكر بالخلافه له * كان عادلاً وحكيماً وصارماً في الامور بل عاقب الكثير من الصحابه عندما يخطئون ولو خطاً بسيطاً او قليلاً ولكن لا يفرق بين احد
فكان في يوم عرفه يجمع جميع امراء البلدان ويأتي بقومه امامه .. فيسألهم عنه * هل ظلمهم او ضربهم هل سلب حق احدهم * فجلب لهم حقوقهم امام الملأ وقد تصل لاقصائه من الامارهـ
ولعل قصه القبطي المشهورهـ حينما سابق ابن عمرو بن العاص فلما سبقه ضربه * وقال له : اتسبقني وانا ابن الاكرمين * فذهب لعمر وحدّثه فقال عمر علّي بعمرو بن العاص وابنه * رغم عمرو
ليس له اي دخل * فلما قدموا امامه قال كلمه من ذهب : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا " * فوبخهم واعاد للقبطي حقه كاملاً مكملا وخرج وهو راضي - رضى الله عنه -
كانت خلافته عظيمه حدثت فيها الكثير من الامور * فهو اول من وضع التاريخ الهجري * واول من جمع الناس للتراويح * واول من وضع بيت مال للمسلمين * اول من وسع المسجد النبوي والعديد
كان حليماً ومتواضعاً حتى لما تولى الخلافة * فحينما جاء الهرموزان يبحث عنه قال : اين قصر امير المؤمين ؟ قالوا : لا قصر له * تجده في بيته او مسجدهـ بحث عنه هنا وهناك وفي الاخير
وجدهـ نائماً تحت ظل شجرهـ قرب المسجد والدره بجانبه * فقال : اين حرسه ؟ قالوا لا حرس له * فقال كلمته المشهورهـ : " حكمت فعدلت فأمنت فنمت قرير العين يا عمر " - رضى الله عنه -

ذكرهـ النبي " صلى الله عليه وسلم " في احاديث كثيرهـ صح بعضها * وضعف اسناد بعضها * لعلي اذكر ابرز الاحاديث التي صحت عنه " صلى الله عليه وسلم " وقالها فيه - رضى الله عنه -
رُويَ عن الرسـول " صلى الله عليه وسلم " ( إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه ) * وآخر قال " صلى الله عليه وسلم " عن عمر : ( الحق بعدي مع عمـر حيث كان )
وفي حديث آخر قال " صلى الله عليه وسلم " : ( إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه ) وقال : ( ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر )
وقال : ( رأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك ) فقال عمر : ( بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار ) !
وقال الرسول " صلى الله عليه وسلم " : ( بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر ) قالوا : ما أوّلت ذلك ؟ قال : ( العلم )
وقال : ( بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه ) قالوا : ما اوّلت ذلك ؟ قال : ( الدين )

موته .. كان يجول في منتصف الليل في المدينه بنفسه وحيداً * واذا قربت صلاة الفجر نادى في الناس وكان يصلي بنفسه بالمسلمين * وكان دائماً يقرأ سورة يوسف ويبكي عليها دائماً وابداً .. !
وفي أحد الايام وهو يقرأ في سورة يوسف * ولما وصل لقوله : { وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } بكى بكى حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف * ثم كبر وركع فتقدم ابو لؤلؤة المجوسي
فطعنه 6 طعنات * ووقع عمر وهو يقول : حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم * وفوق كل هذا لم يقطعوا الصحابه الصلاة تقدم ابن عوف واكمل الصلاة بسرعه
ثم جاءوا لعمر فقال : من قتلني ؟ قالوا ابو لؤلوة * قال : الحمد لله الذي جعل قتلي على يد رجل ما سجد لله سجدة * ثم قال : هل اكملت الصلاة ؟ .. قالوا : لا .. قال رضى الله عنه : الله المستعان !
حمل الى بيته وأحضروا له وسادة ، فنزعها وقال: ضعوا رأسي على التراب لعل الله أن يرحمني ، وأخذ يبكي ويقول : يا من لا يزول ملكه، ارحم من زال ملكه * واخذ يبكي نادى اطفال المسلمين
واخذ يقبلهم ويمسح على رؤوسهم * بل تقدم شاب مسبل ثوبه فقال وهو في سكرات الموت : " ارفع إزارك فإنه أتقى لربك ، وأنقى لثوبك " ، فذهب الشاب وهو يبكي لموت عمر رضى الله عنه
جاء علي وقال : يا أبا حفص، والله لطالما سمعت رسول الله يقول : ( جئت أنا وأبو بكر وعمر، وذهبت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فأسأل الله أن يحشرك مع صاحبيك )
فقال عمر : " يا ليتني أنجو كفافاً، لا لي، ولا علي" ثم أخذ يقول : الله الله في الصلاة ، وسألهم وهو في الموت أيضاً: أين أدفن؟ قالوا: ندفنك مع رسول الله ، قال: لا أزكي نفسي
فما أنا إلا رجل من المسلمين استأذنوا عائشة * فلما مات ذهبوا إلى عائشة واستأذنوها في أن يدفن مع صاحبيه، فقالت: لقد هيأت هذا المكان لنفسي، لكن والله لأوثرنّ عمر به، ادفنوه مع صاحبيه
منقول