جروح والقلم
من فوحاتك ارسل كلامات عبر الورق المنثوره وفي دجاء اليل
أن هذا العالم النتي يكشف عن شخصية الانسان وطبيعته الداخليه التي لا يراها العالم الاخر وذلك لأن علاقته بغيره لا يقيدها روادع نفسيه ولا اندفاعات وكوابح انفعاليه مثل الحياه الطبيعيه لينطبق عليه قول المثل ( كلُ وعاءٍ بما فيه ينضح
واعلم بأن الإبداع هو ابتكار أفكار جديدة تكون مفيدة ومقبولة اجتماعيا عند التنفيذ
مسكت اليراع عازما لأضع الأحرف والكلمات التي تجول بخاطري وتعيش في هواجسي وكياني فعزمت على الكتابة فلملمت كافة الأوراق المبعثرة حولي وبدأت اجمعها ورقة تلو الأخرى كأنني سأكتب عليها كلاماتي المتنوعة في كل أرجاء هذا العالم، هكذا كنت اشعر في هاجسي وأنا الملم أوراقي المبعثرة واليراع بين أناملي؛ كأنني أحمل بحار وحزن هذا العالم المنشور، وبدأت أخاطب العصافير الجريحة على أغصان الشجر العارية وهي تشدو دون أن يفهمها أحد أو يسمعها أحد رغم شدوها وجراحها وبدأت أخاطب البلابل المرتعشة في أيام الشتاء دون أن يفهمها أحد وحتى صمتي الذي اعشقه بكل وضوح وصراحة وحتى الأقنعة المزيفة التي أقمتها من حولي أخاطبها وعلى اسطر أوراقي انسجها لتصل إلى هذا العالم المهزوز هذا العالم الذي لم يزال عن أذنيه جهاز الرنين وعن قلبه غشاوة الإنسانية والبشرية هذا العالم المهجور الذي جعلني اذرف الدموع واحرق الشموع في درب صباي و أخاطب الجراح مع نفسي كما تخاطبها العصافير الجريحة والبلابل المرتعشة في هذا العالم الذي ما زال مصراً أن لا يسمع ولا يرى ولا حتى يفهم.
Bookmarks