أمة العُرب أين منك الفلاحُ؟ ***أين منك السرور والانشراحُ؟
أين منك ارتياد درب سويّ ***دأب مرتاده التقى والصلاحُ؟
أين منك الوثوب صدًّا لعدوا ***ن الأُلى داهموا الحِمى واستباحوا؟
أين منك انتزاع حقّ سليب ***لا سبيل إليه إلا الكفاحُ؟
ولمَ انتابك انهزام وضعف ***ولم أستأسدت عليك «الرباحُ»(1)؟
ولماذا غدا الملايين منا ***في فلسطين عرضهم مستباحُ؟
ولمَ القدس تستغيث ولمّا ***يستجب للصراخ منا «صلاحُ»(2)؟
ولمَ البذل في الملذات يامن ***أنتم اليوم - في سواها- شِحاحُ؟
ولمَ الإنفتاح، ياليت شعري ***هل يفيد السفور والإنفتاحُ؟
***
أمة العُرب كيف لم تستفيقي ***بعد أن أفزع النيام النباحُ؟
كيف لم تحشدي الحشود انتصاراً ***للأُلى القتل هدهم والجراحُ؟
كيف لم ترجعي الى الدين عوداً ***يظهر الجدّ عنده والمزاحُ؟
كيف لم تؤثري قبول التحدي ***طالما قد رست عليك القداحُ؟
كيف لم تكفري بميثاق قوم ***كلما ذكّروا بعهد أشاحوا؟
كيف لم تُقدمي على حربهم إذْ ***لم يعد غيرها خيار متاحُ؟
***
أمة العُرب حصحص الحق وانجا ***ب الدّجى حيث قد أطل الصباحُ
فانفضي عن جفونك النوم وامضي ***لغدٍ يستمد منه النجاحُ
وامتطي صهوة الصمود وسيري ***بثبات الأُلى احتوتهم بطاحُ
قلّما يظفرون فيها بسُكْنى ***في خيام تنال منها الرياحُ
ثم لم يلبثوا على هدي طه ***ان مضوا ينصرونهُ، فاستراحوا
فاذا النصر يجتبيهم وما في ***قبضتيهم سوى المواضي سلاحُ
Bookmarks